عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 02-01-2001, 11:31 PM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
Post

بسم الله وبه نستعين

دعني أجيبك على هذا الأمر بدلا من الأخ العزيز الخليجي، وليسمح لي أخي العزيز الخليجي بالرد العلمي لهذه القضية .

الرد على هذه المسألة من وجوه
الوجه الأول:
أن هذا الحديث من الآحاد إذن هو ظني الدلالة وليست بقطعي الدلالة، والأحاديث الآحاد توهم الوهم ويحتمل الخطأ فيها، فهي مردودة غير مقبولة في العقيدة في الله تبارك وتعالى، ولا يجوز أن يبنى عليها أصل في العقائد .

الوجه الثاني:
إن هذا الحديث سنده حسن، ففي لفظ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سأل الجارية وقال لها: ( من ربك؟ ) وهذا إسناده حسن ولفظ آخر أنه سألها وقال: ( أتشهدين ألا إله إلا الله؟) وهذا سنده صحيح، إذن فيقدم ويرجح السند الصحيح على السند الحسن .

ثم لفظ الحديث: " أتشهدين ألا إله إلا الله؟" هو الأرحج كما رجحه العلامة المحدث السيد/ حسن السقاف حفظه الله على بقية الأحاديث لأنه الأقرب إلى هدي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أنه ذو سند صحيح، ولأنه أقرب إلى هدي النبي صلوات ربي وسلامه عليه وذلك قد تواترة أخباره بأنه دائما يسأل الناس أن يشهدوا ألا إله إلا الله .

وأقول: ولم يثبت من فعل السلف الصالح لا من صحابته ولا من التابعين ولم يتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم إذا أرادوا أن يتبينوا صحة عقيدة الناس أن يسألوهم هذا السؤال بـ(أين الله؟) .

الوجه الثالث:
إن لفظ الحديث بـ(أين الله؟) فهو حديث مضطرب وذلك لإختلاف الرواة في لفظ متن الحديث مع أن الروات من السند الحسن، والحديث المضطرب هي نوع من أنواع الضعيف، وذلك لأنه يوهم بأن الرواة لم يضبطوا متن الحديث لاختلافهم، ويشترط على الرواي أن يكون عدل ضابط، فإذا لم يضبط ما يحفظ أصبحت روايته ضعيفةوالسبب أن هناك رواية أن هذه الجارية كانت خرساء لا تنطق فسألها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأين الله فأشارت إلى السماء وهذا دليل على تعظيمها لله تبارك وتعالى .

الوجه الرابع:
أن علماء الحديث أهل العلم منهم الإمام الحافظ البيهقي علق على هذا الحديث وقال بأنه صحيح دون حديث الجارية أو قصة الجارية، وذلك أنه لم يصحح حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حين سأل الجارية وقال لها: ( أين الله؟) وهذا كتابه " الأسماء والصفات" .

حتى أنظر شرح هذا الحديث للإمام النووي حيث علق على هذا الحديث وقال بأنه سؤال إن كانت تعظم الله تعالى، ثم أنه أول كلام الجارية حيث أجابت "هو في السماء" أي في السمو في العلو وهو علو المكانه وليس علو المكان كما صرح بذلك رحمه الله .

الوجه الخامس:
شذوذ لفظ أين الله؟ وذلك لأن لفظ "أين؟" يدل على حقيقة المكان والله منزه عن المكان، فهو تعالى الغني لا يفتقر إلى مكان كي يثبت وجوده تعالى الله عن ذلك علوا كبير، كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان منذ الأزل .

يقول الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري [1/221] ما نصه : " إن إدراك العقول لأسرار الربوبية قاصر، فلا يتوجّه على حكمه لِمَ ولا كيف, كما لا يتوجّه عليه في وجوده أين وحيث ."

فتأمل كلامه يا رذاذ!!!

والوجه الأخير:
عليك بكتاب سيدي المحدث العلامة السيد/ حسن السقاف حفظه الله ورعاه وتعليقه على هذا الحديث بكتابه " تنقيح الفهوم العالية بما ثبت وما لم يثبت في حديث الجارية" ففيه النفع والخير .

والحمدلله رب العالمين