عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 09-02-2007, 04:26 AM
الصديق11 الصديق11 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 199
إفتراضي

س14: في الماضي، هل قابلت أياً من الذين هم الآن في حكومة الولايات
المتحدة (على سبيل المثال، دونالد رامسفيلد، الذي زار العراق في الثمانينات)؟ ما هو رأيك فيهم /
فيه؟


ج14: كلا لم أعرف أحداً من القيادة الأمريكية سابقاً. ولكن كان ظني حسن جداً في الرئيس بوش
قبل فوزه. وكانت عواطفي مع فوزه على كلينتون. وكنت أتوقعه أن يكون رئيساً شجاعاً وفارساً
لأكبر دولة في العالم، وأن يحمل في قلبه كل قيم ومبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي
ترفعها دولته. وأن تقود دولته العالم بهذه العقيدة والمبادئ الإنسانية وبالنموذج المعبر عنها في
التعامل مع العالم، ولو حصل الذي توقعته لصار الرئيس بوش مثلاً وبطلاً عالمياً وتاريخياً، ولدانت
له كل شعوب العالم بالفضل والعرفان. وأمريكا بإمكانياتها الهائلة قادرة على ذلك وكنت أتوقع منه
ذلك حتى بعد احتلال العراق.
ولكن بدا الانحراف واضحاً من الأيام الأولى، حيث القتل والتدمير وظهور علامات الحقد، ليس على
الرئيس صدام حسين ونظامه فقط، وإنما أيضاً على كل وجود العراق ومكوناته شعبه وحضارته
وتاريخه وأرضه وتراثه. لقد استهدف العدوان كل هذه القيم والمكونات بطريقة شوفينية حاقدة. لقد
دمر العدوان بناء ثمانين عاماً لشعب العراق ولا زال مستمراً في التدمير لكل القيم والمعالم، بما
فيها الإنسان الاعتيادي. لقد سخر أناساً يقتلون العراقيين على الهوية السنية، وأناساً يقتلون
العراقيين على الهوية الشيعية، وهو وحلفاؤه الغزاة يقتلون العراقيين على الهوية العراقية.

لقد ارتكبت الإدارة الأمريكية جرائم في العراق سوف لن تغفر، وسوف يكشفها الشعب الأمريكي
نفسه، لأن ما يرتكب اليوم في العراق هو مناقض تماماً لكل المبادئ التي يؤمن بها الشعب
الأمريكي، ويتمناها للعالم، من ديمقراطية وحرية وحقوق إنسان وحضارة إنسانية. لقد أرتكب جنود
الاحتلال وخاصة الأمريكان آلاف المجازر في مختلف أنحاء العراق للأبرياء والشيوخ والنساء
والأطفال والمدنيين، ودمر عشرات آلاف من المنازل والمزارع والمصانع والعقارات. ستكشف هذه
المجازر بالمستقبل القريب، وسيتحدث عنها الشرفاء من ضباط وجنود أمريكا ومخابراتهم
وإعلامييهم، كما حدث لجرائم أبو غريب والفلوجة والضلوعية والاسحاقي وديالى وسامراء
والرمادي وتلعفر وفي كل مدن وفي كل سجون الاحتلال وعملائهم.

لقد كتبت إلى الرئيس بوش في بداية الاحتلال، بعد أسر القائد صدام حسين ،عن طريق أحد الأصدقاء
في النظام العربي الرسمي. وبعد أن توضح منهج التدمير والقتل أنصحه وأحذره فيها من مغبة هذا
المنهج، ومخاطره، ليس على العراق بل على أمريكا أولاً، ثم على العراق وشعبه الأبي، ثم العالم
بأسره. وطالبته بالانسحاب فوراً بدون شروط، وتسليم العراق لمن يريد من أهله العراقيين الشرفاء،
ويترك أهله أحراراً بعد أن حقق الذي يريد من إسقاط النظام مع أنه لم يجد شيئاً مما أدعاه على
النظام. وذكرت له أن أعداء أمريكا سيجتمعون من كل مكان في العراق للثأر منها والانتقام،
وسيتحول العراق إلى مركز عالمي للإرهاب وصناعة الإرهاب وتصديره، وكل على طريقته بما فيها
عصابات النهب والسلب والمافيا والمخدرات، ثم سيهب شعب العراق العظيم عن بكرة أبيه يدافع عن

نفسه وبلده، وستخسر أمريكا كثيراً، وستندم على ذلك. وقلت إني أعرف عنك شجاعاً، والشجاعة
تستدعي اتخاذ قرار الانسحاب فوراً من العراق، وها هو قد تحقق كل الذي ذكرته بشكل أعمق
وأوسع.
22 آب 2006
*المقابلة تمت قبل مقتل الزرقاوي ونشر مقتطفات منها في مجلة التايم الامريكية وهذا هو النص
الكامل للمقابلة
للاطلاع على النص الاصلي اضغط هنا
http://www.albasrah.net/pages/mod.ph...rri_220806.htm
__________________