الأخ أحد المسلمين 
ولا تزعل 
وإن كنت أفضل لو أنك اخترت اسما يمكن اختصاره 
 
على كل حال نبقى في موضوعنا فأقول وبالله التوفيق : 
 
لنأخذ حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي..) الخ الحديث . 
 
فماذا تفهم أخي من هذا الحديث ؟ 
هل تفهم منه أن الخلفاء الراشدين يُشَرِّعون من عندهم أمورا لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ 
 
أم أنهم يسيرون على نفس ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شؤونهم صغيرها وكبيرها ، دون تغيير مهما كان من أمر ؟ 
 
أم أنهم يسيرون على (((نـــهــجـــــه))) صلى الله عليه وسلم ويجتهدون في الأمور التي يرون فيها مصلحة المسلمين ، وإن لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ 
 
فإن قلت بأنهم يشرعون من عند أنفسهم ، فهذا غير صحيح ، بل ولا يليق بمقامهم رضي الله عنهم وتزكية الله تعالى لهم . 
 
وإن قلت بأنهم يسيرون على نفس ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم متمسكون حرفيا بكل ما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهذا مردود بأمور : 
أحدها : أن في هذا المسلك مشقة وعسر لا يخفيان . 
الثاني : أنه مصادم لروح الشريعة التي فتحت باب الاجتهاد ، إذ لا معنى لفتح باب الاجتهاد مع وجوب التمسك الحرفي بالنصوص ، فالاجتهاد مستمد من روح هذه النصوص ، ولا يرد على هذا قولهم : (لااجتهاد في مورد النص) لأننا نتكلم عن الاجتهاد في فهم النص وتنزيله على الواقع المعاش واستنباط الأحكام منه . 
والثالث وهو الأهم : أن الواقع يكذبه ، فهم رضي الله عنهم اجتهدوا في أمور كثيرة لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
 
فلم يبق إلا القول بأنهم رضي الله عنهم قد ساروا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما فهموه من كلامه صلى الله عليه وسلم ، فكانوا يجتهدون في أمور رأوا فيها مصلحة الإسلام والمسلمين ، وإن لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كجمع المصاحف ، وزيادة الأذان الثاني للجمعة وغيرها من الأمور التي كان فيها مصلحة ظاهرة للمسلمين أداهم إليها اجتهادهم . 
 
 
والله تعالى أعلم . 
 
		
	
		
		
		
		
		
	
		
			
			
			
			
			
			
			
		 
		
	
	
	 |