وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
الشكر لله وحده أولاً وأخيراً أخي الكريم ...
إن الرسول صلى الله عليه وسلم أصيب في حياته في مصائب وإبتلاءات كثيرة منها ما تفضلت به عام الحزن فلقد مات عمه أبو طالب ناصره وحاميه ومانعه من مشركي قريش، في شوال من السنة العاشرة من البعثة، وبعده بأيام توفيت زوجته خديجة رضى الله عنها يقول ابن إسحاق ثم إن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه و سلم المصائب بهلك خديجة وكانت له وزير صدق على الابتلاء يسكن إليها ويهلك عمه أبي طالب وكان له عضدا وحرزا في أمره، ومنعه وناصرا على قومه ...
ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يجعل من تلك التواريخ مواقع للحزن واللطم ولبس السواد والتطبير وغيرها (ما تسمونه الشعائر الحسينية) ... كما أنه عليه الصلاة والسلام توفى ولده وقال المصفي صلي الله عليه وسلم في وفاة ابنه ابراهيم (ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا لفراقك ياابراهيم لمحزنون ولا نقول الا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون) ولا اظن بعد هذا بيان .
أما بخصوص علم الرسول صلى الله عليه وسلم باستشهاد الحسن والحسين رضي الله عنهما فمعلوم أنه وحي يوحى فما علاقته بعصمة الاشخاص وما الرابط بينهما؟؟!!!
أما بخصوص أن يزيد أسر أهله فهذه المسألة لم تثبت بعد (ولو ثبت ذلك فإذا كان قولكم صحيح بأن يزيد طاغية فلماذا لم يقتلها أو يسجنها؟؟!!) وأن خطبة السيدة زينب كما أوردتها آنفاً راجياً الرجوع إليها والتي تهاجم بها الذين يدعون مشايعة الحسين رضي الله عنه وتركوه يقتل وهم قاعدون عن مناصرته الفعلية ...
ويكفي بذلك قول الحسين بن علي رضي الله عنهما في أحد المناسبات: "اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا"
وتقول أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما: "يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه، ونكبتموه، فتبا لكم وسحقا لكم، أي دواه دهتكم، وأي وزر على ظهوركم حملتم، وأي دماء سفكتموها، وأي كريمة أصبتموها، وأي صبية سلبتموها، وأي أموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبي صلى الله عليه وآله، ونزعت الرحمة من قلوبكم".
ونقل لنا عنها رضي الله عنها الطبرسي والقمي والمقرم وكوراني وأحمد راسم وفي تخاطب الخونة الغدرة المتخاذلين قائلة:
"أما بعد يا أهل الكوفة ويا أهل الختل والغدر والخذل والمكر، ألا فلا رقأت العبرة، ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون إيمانكم دخلاً بينكم، هل فيكم إلا الصلف والعجب، والشنف والكذب، وملق الإماء، وغمر الأعداء، كمرعى على دمنهُ، أو كفضة على ملحودة، ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون أخي؟ أجل والله، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلا، فقد بليتم بعارها ومنيتم بشنارها، ولن ترخصوها أبداً، وأنى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ حربكم، ومعاذ حزبكم، ومقر سلمكم، ومفزع نازلتكم، والمرجع إليه عند مقالتكم، ومنار حجتكم، ألا ساء ما قدمتم لأنفسكم وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعساً تعساً ونكساً نكساً، لقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة، أتدرون ويلكم أي كبد لمحمد فريتم؟ وأي عهد نكثتم؟ وأي حرمة له انتهكتم؟ وأي دم له سفكتم؟ لقد جئتم شيئا إدّاً، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً، لقد جئتم بها شوهاء خرقاء كطلاع الأرض وملء السماء".
وينقل الشيعي أسد حيدر عن زينب بنت علي رضي الله عنهما وهي تخاطب الجمع الذي استقبلها بالبكاء والعويل فقالت تؤنبهم: "أتبكون وتنتحبون؟! أي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا، فقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا، وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة…".
وفي رواية أنها أطلت برأسها من المحمل وقالت لأهل الكوفة: "صه يا أهل الكوفة تقتلنا رجالكم وتبكينا نساؤكم فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء".
ولنا عودة بعون الله تعالى ورعايته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|