بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على رسول الله وبعد
فان الله عزوجل قد انزل القرءان على قوم فهموا اللغة العربية على ما تقتضيه اللغة العربية تماما فكان العربي الذي يقرأ قول الله تعالى :"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"فهم من الاية هذه ما تقتضيه اللغة التي انزلت الاية بها وهي العربية وهنا فائدة من اللغة تقول ان النكرة في سياق النفي تفيد الاستغراق التام والشامل
هنا فهم العربي اذا من الاية التي ذكرنا ان الله عزوجل منزه تنزيها مطلقا عن المشابهة للحوادث كل الحوادث فلا ذات الله يشبه ذواتنا ولا صفات الله تشبه صفاتنا ولا افعال الله تشبه افعالنا
اذا كل الخصائص التي اختص الانسان بها ،الله تعالى منزه عنها،وكان من ابرز ما اختص الانسان به التحيز في جهة او في مكان وقد اورد الامام عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق ونقل اجماع المسلمين على ان الله تعالى لا يتحيز في جهة او مكان جل وعز انما التحيز صفة المخلوق والتحيز ليس له اي مستند شرعي
بل ان الحديث الشريف فيه ما يدل على غير ذلك حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كان الله ولم يكن شيء غيره" - رواه البخاري - وهذا كاف في معرفة ان ما سوى الله مخلوق لله وتعالى الله ان يحتاج الى خلقه بل تعالى الله على ان يتغير او ان يتطور او ان يتحول فهو سبحانه منزه تنزيها مطلقا عن الشبيه والنظير والمثيل اذا ثبت ان للقول بتنزه الله عن التحيز اصل شرعي وكذلك ما اورده الحافظ الرملي في الفتاوى من ان سيدنا عليا رضي الله عنه قال:"كان الله ولا مكان وهو الان على ما عليه كان"
يتبع
---------------------- الشادي
|