عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 04-01-2001, 03:46 PM
أبوخولة أبوخولة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 74
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنة 1/121 : "وأما الدور المعي الاقتراني مثل المتلازمين الذين يكونان في زمان واحد كالأبوة والبنوة وعلو أحد الشيئين على الآخر مع سفول الآخر وتيامن هذا عن ذاك مع تياسر الآخر عنه ونحو ذلك من الأمور المتلازمة التي لا توجد إلا معا فهذا الدور ممكن وإذا لم يكن واحد منهما فاعلا للآخر ولا تمام الفاعل بل كان الفاعل لهما غيرهما جاز ذلك وأما إذا كان أحدهما فاعلا أو من تمام كون الفاعل فاعلا صار من الدور الممتنع" انتهى
إن الشيخ ابن تيمية يقول إن العلو والسفل أمران متلازمان لا يوجدان إلا معا وهذا ممكن لكن يمتنع إن كان أحدهما فاعلا للآخر . والسؤال هنا : أليس الله تعالى هو خالق العالم ؟ فكيف زعم الشيخ ابن تيمية بعد ذلك أنه سبحانه وتعالى في علو من مفعوله علوا حسيا وهو ممتنع بنص كلامه ؟! (هذا الذي فهمته من عبارته - ونريد تعليقا)
أضيف شيئا آخر :
إن الله تعالى كان ولا جهة : لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا يسار ، فكيف إذا أوجد موجودا صار في جهة منه والعكس ؟! أم كان للعدم جهة ؟! هذه مسألة عقلية واضحة .

نسأل سؤالا : هل الجهة أو الحد صفة ذاتية كالعين والوجه أم صفة حادثة ؟ إن كانت صفة ذاتية فهذا ممتنع عند جميع أهل السنة بمن فيهم الشيخ ابن تيمية نفسه لأن الجهة أمر حادث متوقف على وجود مخلوق وإلا فإن الله تعالى يجوز أن تحدث له جهة دون حدوث مخلوق وهذا باطل كما سيأتي إن شاء الله ، إضافة إلى أنه تعالى عند الشيخ ابن تيمية وأتباعه يستحيل أن يكون لا داخل العالم ولا خارجه فثبت أن حدوث الجهة والحد متوقفتان على وجود مخلوق . وبالعكس فالمخلوق متوقف على وجود جهة وحد وإلا لم يصح نسبة الجهة والعلو الحسي إلى الله تعالى أصلا حيث أن كون الله تعالى خلق العالم في غير جهة يبطل القول بالعلو الحسي ، أو نقول لو خلق الله تعالى العالم في غير جهة منه لصح وجود العالم في غير جهة من الله تعالى وبذلك يكون الله تعالى ضرورة لا في جهة من العالم فيبطل العلو الحسي .
إذن جهة الله تعالى تتوقف على وجود مخلوق والمخلوق يتوقف على وجود تلك جهة فيكون في اعتقادي هذا دورا إذ كل منهما يتوقف على الآخر وهو ممتنع قطعا .
إننا إذا أثبتنا لله تعالى جهة قديمة ولا مخلوق فقد أثبتنا مجاورة الله تعالى للعدم وهذا قول باطل لامتناع أن يشار إلى العدم إشارة حسية والعدم لا شيء . إذن فإثبات الحد والجهة ممتنع على الله تعالى .
أما إن أثبتوا الجهة أو الحد كونهما حادثة الآحاد تقوم بالمولى جل في علاه لجواز حلول الحوادث عندهم بذات الباري جل وعلا فنقول لهم قولكم هذا باطل لأن الحد أمر ذاتي وصفة عينية كالعين والوجه خلافا لما ادعاه ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية . فلزم أن تكون قديمة وقد أبطلناه ولله الحمد . وعلى كل حال فحدوث الجهة ممتنع لأنه من جملة الدور .
إننا نريد أن نبين للشيخ ابن تيمية ولأتباعه بأن وصفهم لأدلة منكري العلو الحسي بأنها أدلة معارضة لصريح العقل وصف ليس في محله . بل أدلته هي التي لا توافق العقل وأدلة معارضيه الكثر قوية واضحة وأكثر عقلانية .