عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 15-02-2007, 06:32 AM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي

سارعت قوى 14 آذار المعادية لسوريا في لبنان إلى اتهام دمشق بالوقوف وراء تفجيرات عين علق في جبل لبنان، التي أدت إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة 23 آخرين بجروح.
لم يكن ذلك مفاجئا لأحد في لبنان. فقد وجهت هذه القوى منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط / فبراير من عام 2005 أصابع الاتهام إلى دمشق بعد كل محاولة اغتيال في لبنان، ناجحة كانت أو فاشلة، من دون أدلة على ذلك.
لا استثناء في ذلك سوى اغتيال قيادي في حركة الجهاد الإسلامي وشقيقه قبل قترة قصيرة من حرب العام الماضي بين اسرائيل وحزب الله، وهي العملية التي قال الجيش اللبناني إنه كشف بالإسم والأدلة عن شبكة من اللبنانيين تعمل لصالح الموساد الاسرائيلي تقف وراءها، ما نفته اسرائيل.
وقد لاقت قوى 14 آذار دعما دوليا واسعا في حملتها على النظام السوري، في حين وجد حلفاء سوريا في لبنان أنفسهم في خانة الاتهام بعد كل عملية، تارة بأنهم يدافعون عن "المجرم"، وتارة أخرى بأن لهم يدا بالجريمة.
ولكن بغياب الأدلة الجنائية الكافية للحسم في أي من التفجيرات الـ18 التي هزت البلاد حتى الآن يصبح التحليل السياسي، لا الحسم الجنائي، هو سيد الموقف.
ولكل طرف سياسي تحليله الخاص، واستنتاجه الخاص.
لماذا سوريا؟
وفقا للنظرية التي تتهم سوريا بالضلوع بالعملية الأخيرة، فإن الهدف الأساسي هو الذكرى الثانية لاغتيال الحريري.
فإحياء الذكرى يعتبر مناسبة لقوى 14 آذار لإعادة انتزاع الشارع، الذي احتكرته المعارضة منذ الأول من كانون الأول / دسمبر 2006، وإعادة إثبات قدرتها على حشد شعبي يعادل ما تمكنت المعارضة من حشده خلال أشهر اعتصامها.
كما يعتبر مناسبة لإعادة التأكيد على حجم التأييد الشعبي لمطلب قوى 14 آذار بإقرار نظام المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري، وذلك كما هي ودون تأخير ودون اعتبار لمطالب المعارضة بدراستها وإجراء بعض التعديلات عليها.
جاء التفجيران، يوما واحدا قبل إحياء الذكرى، بما اعتبره متهمو سوريا رسالة واضحة لأنصار 14 آذار، ألا وهي:
لا تشاركوا، فسلامتكم الجسدية وسلامة أولادكم بخطر.
وبالنسبة لأنصار هذه الرواية، فإن المكان، إضافة إلى الزمان، يكتسب بعدا هاما.
فاستهداف عمق المنطقة المسيحية في جبل لبنان يأتي في خانة تخويف المسيحيين بالذات من المشاركة، ما يصب لصالح مسيحيي المعارضة في المعركة المسيحية- المسيحية المستمرة.
يضيف متهمو دمشق أن منطقة التفجير قريبة من بلدة بكفيا، وهي معقل حزب الكتائب المسيحي، وقريبة أيضا من معقل الحزب السوري القومي الاجتماعي الموالي لدمشق.
وبما أن العداوة بين الحزبين تاريخية وتعود إلى عشرات السنين، يتهم أصحاب النظرية الحزب السوري القومي الاجتماعي بأنه أداة النظام السوري في تنفيذ العملية.
غير سوريا
المعارضة لا تتهم أحدا بالوقوف وراء التفجيرات، بل تتهم الحكومة بالتقصير الأمني، وتكرر استغرابها من عدم كشف خيوط أية جريمة حتى الآن، على الرغم من مشاركة أميركية في عدد من التحقيقات.
لكنه من السهل القراءة بين سطور تصريحات السياسيين المعارضين والكتاب الصحافيين المعارضين لمعرفة الأطراف التي تشتبه المعارضة بضلوعها في الجرائم.
ويمكن حصر لائحة المتهمين لدى اوساط المعارضة بطرفين أساسيين: اسرائيل، وحزب "القوات اللبنانية".
تجدر الإشارة إلى أنه بالنسبة لكثير من المعارضين، الطرفان المذكوران يتشاركان في كثير من الأهداف.
لماذا اسرائيل؟
وفقا لمتهمي اسرائيل، الأسباب عديدة، وأبرزها:
سبق للجيش اللبناني أن أعلن عن كشف شبكة تعمل لصالح الموساد الاسرائيلي، نفذت اغتيالات عديدة، وذلك أثناء الوجود العسكري السوري في لبنان وبعده أيضا.
لاسرائيل مصلحة بتوتير الأجواء في لبنان لألا يتم التوصل إلى تسوية بين المعارضة والسلطة. فبالنسبة لها، أية تسوية تضم حزب الله هي غير مرغوبة، والمطلوب هو صراع بين 14 آذار، وحزب الله لا ينتهي إلا بهزيمة حزب الله سياسيا، وإذا أمكن عسكريا.
ووفقا لهذا التحليل، فإن اسرائيل تدفع باتجاه حرب أهلية لبنانية يتم فيها استنزاف حزب الله عسكريا ونزع صفة "المقاومة" عنه في الشارعين العربي والإسلامي، وذلك بعد أن فشلت اسرائيل في إلحاق الهزيمة به خلال حرب الصيف الماضي.
ملخص هذه النظرية هو أن لا فرق بين الاغتيالات والتفجيرات واستهداف المدنيين أو السياسيين، لأن الهدف هو زرع الفتنة وقتل أي اتفاق قبل أن يولد، في معركة مستمرة هدفها الأساسي حزب الله.
أما بالنسبة لكون معظم من استهدفوا من معارضي سوريا، فذلك كان دوما يخدم فريق 14 آذار من خلال إعطائه الدفع الشعبي والدعم الدولي مجددا، ومن خلال وضع المعارضة في قفص الاتهام وعزل سوريا.
القوات اللبنانية و"الأمن الذاتي"
أما الفرضية الثانية لدى بعض المعارضين، فهي اتهام حزب القوات اللبنانية اليميني المسيحي بالوقوف وراء بعض التفجيرات، استنادا إلى عدد من الاعتبارات، أهمها مقولة "الأمن الذاتي".
هنا لا بد من الإشارة إلى أن اتهام "القوات اللبنانية" برز في العمليتين الأخيرتين تحديدا، أي اغتيال الوزير بيار الجميل وتفجيري عين علق.
يستند متهمو "القوات" بشكل رئيسي إلى الفكر السياسي الذي روجت له ميليشيا القوات في الثمانينيات، هو الفكر شبه الفدرالي، تقوم بظله القوات اللبنانية، الطرف المسيحي المسلح (آنذاك) الأقوى، بحماية المناطق المسيحية.
مشكلة "القوات"، من هذا المنظور، ان الرأي العام اللبناني، والمسيحي تحديدا، يقف ضد هذا الطرح، ما دفعها لإحداث تغيير في الرأي العام.
كيف؟ عبر إشعار المسيحيين بأن أمنهم بخطر وأن الدولة عاجزة عن حمايتهم.
يسأل متهمو القوات: لماذا الإمعان في استهداف المناطق المسيحية، والشخصيات المسيحية، مع أن الثقل الشعبي المعارض لسوريا لم يعد محصورا بالمسيحيين المنقسمين، بل امتد إلى السنّة والدروز، الأكثر تماسكا؟
إجابة هؤلاء: لأن ثمة أطراف مسيحية تريد إقناع المسيحيين، عبر الإرهاب، بأنهم بحاجة مجددة إلى ميليشيا القوات اللبنانية لتحميهم.
مع الإشارة هنا إلى أن حزب القوات اللبنانية تخلى منذ زمن عن المطالبة العلنية بنظام شبه فدرالي.
ومع أنه واجه اتهامات بأنه يقوم بتسليح وتدريب عناصره من جديد، إلا أنه نفى ذلك نفيا قاطعا.

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/talk...nt/default.stm