عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 15-02-2007, 07:13 AM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي

14 شباط 2007: يوم رفيق الحريري والمحكمة الدولية «معبراً إلى الحل»



على المنصة من اليمين: هرموش، السبع، الامين، جنبلاط، معوض، لحود، الحريري، خوري، بهية الحريري، غانم، جعجع، سركيس، حرب، حمادة، اده، الصفدي، عطا الله، اوغاسبيان، وفرعون (علي لمع)



واصف عواضة
كانت المحكمة الدولية عنوان المهرجان الخطابي في ساحة الشهداء، في الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري. تقاطع جميع الخطباء عند المحكمة، وإن اختلفت وتيرة الكلام، سواء من حيث النبرة، أم من حيث الرسائل والاستهدافات.. لكن رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، لخص المهرجان في سطرين ختم بهما خطابه في المناسبة، عندما قال: «إننا جاهزون لكل قرار شجاع من أجل لبنان، ومن أجل الحل في لبنان. لكن المحكمة الدولية هي المعبر الوحيد لأي حل، فليتفضلوا الى القرار الشجاع، لتصبح الأفعال ترجمة للأقوال».
وقبل الخطب النارية أو الهادفة وبعدها، انقضت المناسبة على خير، على الرغم من الأجواء المشحونة والمتشنجة غير الخافية على أحد، وقد زادها اضطراباً، التفجيران اللذان شهدتهما منطقة عين علق في المتن الشمالي عشية الذكرى. وبدا واضحاً أنه إذا كانت الغاية من هذين التفجيرين منع الناس من المشاركة في الذكرى، فإن هذا العمل الإجرامي لم يبلغ أهدافه، ولم يحل دون مشاركة الناس من مختلف المناطق.
لم يسجل حادث واحد يستحق الذكر خلال هذا النهار. معظم المناطق اللبنانية أقفلت احتراماً لهذه المناسبة. وكان واضحاً أن التفاهم الضمني بين الموالاة والمعارضة تمّ احترامه بدقة. لم يغب الإشراف الحزبي، فضلاً عن الاشراف الرسمي الأمني المفترض، عن الشوارع والاحياء والمناطق، ولا عن الساحات التي فصلت بينها الاشرطة الشائكة والمكهربة. الا ان هذا الفصل لم يكن السبب الوحيد في منع الاحتكاك، بل يبدو بديهياً أن القرار السياسي هو الرادع الاساسي لمنع تكرار ما حصل يومي «ثلاثاء الإضراب» و«الخميس الأسود» في بيروت والمناطق. ربما هيبة المناسبة فرضت نفسها على الجميع، وأكدت أن شهادة رفيق الحريري أوسع من الساحات والشوارع والأحياء المتقابلة.
إلا أن هذه البديهية لا تعفي من القول إن القوى الأمنية، وخصوصاً الجيش، كانت حاضرة في كل الامكنة. من مداخل بيروت، الى شوارعها وأحيائها الداخلية، وكان العسكريون متنبّهين بسلاحهم وآلياتهم. لكنهم هذه المرة لم يضطروا لاستخدام هذا السلاح ولا جهودهم الجسدية، ولا سقط منهم جرحى كما حصل في مرات سابقة.
بدأ المهرجان الخطابي باكراً، لكثرة الخطباء. واحتشد المشاركون منذ الصباح في الساحة والشوارع المحيطة. بقي العدد، كما كل المهرجانات الموالية والمعارضة، مجرد «وجهة نظر». أسهل إحصاء لدى اللبنانيين، يتم التعبير عنه بأنه «حشد مليوني»، او «تظاهرة مليونية». اما الوكالات الأجنبية فتتحدث عادة عن «مئات الآلاف»، فيما الخبر اليقين، قد يكون لدى القوى الأمنية التي تحسب بالامتار، لكنها كثيراً ما تتردد في اعطاء ارقام حقيقية.
كثر الخطباء في مهرجان الذكرى الثانية، لكن العيون والآذان كانت مسلّطة، على ثلاث كلمات: سعد الحريري، وليد جنبلاط وسمير جعجع. الاول يعني كلامه الكثير في تلمس آفاق المرحلة المقبلة، وقد قال بصراحة ما يعبر عن ذلك. اما الآخران ففي كلامهما الكثير من الاشارات التي تصل الى أهدافها.
«جاهزون لكل قرار شجاع من اجل الحل».. قال سعد الحريري. واضاف: «إن المحكمة الدولية هي المعبر الوحيد الى هذا الحل». وبالتأكيد وصلت الرسالة الى من تعنيهم الأمر. وقد أوحى الحريري باستعداده لقرار شجاع، يعني بالتأكيد موضوع المشاركة في الحكومة. لكن جعجع كان حاسماً في هذه المسألة: «لن نعطي الثلث الضامن». وكلام جعجع له تفسير واحد: «ليس هناك من حل».
كان التناغم واضحاً بين جنبلاط وجعجع في التوجه إلى حزب الله وأمينه العام: «لا سلاح إلا سلاح الدولة اللبنانية». وهذا يعني أن لا سلاح للمقاومة او في يدها.
في الوقت نفسه لم يفت جنبلاط الغمز واللمز القارص للسيد نصر الله: «اعطِ الصواريخ للجيش، والتبن والشعير لحلفائك». اما التصويب على الرئيس بشار الأسد، فلم يكن أكثر قسوة من ذي قبل، وإن اختلفت التعابير.
14 شباط عام 2007 مرّ بسلام. فماذا عن 15 شباط وما بعده، وما بعد بعده؟
على مسافة مئة كيلومتر من ساحة الشهداء، كانت حركة «أمل» تحتفل في مدينة صور بالذكرى الثانية للرئيس الحريري، ويتحدث في الاحتفال ممثلون لحزب الله وحركة «أمل» وفاعليات الجنوب. هي لفتة واضحة الإشارات من راعي الاحتفال الرئيس نبيه بري.
الا انه ليس مضموناً أن مثل هذه اللفتة، ستلبي الغاية المرجوة الى حلول منتظرة. لقد كان سعد الحريري واضحاً في ساحة الشهداء قبل ذلك بساعات: «اعطونا المحكمة الدولية، وخذوا قراراً شجاعاً يدهش العالم».
نجح لبنان في امتحان الذكرى الثانية لرفيق الحريري. لكن رفيق الحريري يطلب أكثر من ذلك. هو يريد النجاح في خلاص لبنان.

http://www.assafir.com/Article.aspx?...nnelI d=12158