صولاغ الذي يعيرنا بالبداوة!!
في العراق رجل يدعى صولاغ.. ولا تسألوني ما معنى صولاغ، لكن ذلك هو اسمه الحقيقي..
أما وظيفته في هذا الزمن الرديء فهي: وزير داخلية العراق!.
هذا الرجل غاضب جداً لدرجة أنه فاقد لأعصابه تماماً لمجرد أن وزير الخارجية السعودي قلق من التدخل الإيراني في العراق
في ظل مؤشرات مزعجة، منها مطالبة عبدالعزيز الحكيم بقيام فيدرالية عراقية على أساس طائفي..
أي فيدرالية خاصة للشيعة في جنوب العراق ووسطه. ولم يكن مطلب الحكيم يعبر عن إجماع شيعي
عراقي.. فقد انتقده بعض أقطاب الشيعة لأن إيجاد فيدراليات على أساس طائفي يمثل نهاية دولة
العراق وتفتيت هذا البلد العربي (أجل.. العربي رغم أنف من يشكك في ذلك!).. وإذا تفتت العراق
فستكون المحطة الثانية سوريا، وبعدها السودان، والدول المغاربية جميعاً.. وغيرها.. وغيرها!.
وبصراحة، فإن هذا التفتت هو أحلى من العسل على قلوب كثيرين.. إنهم يريدون أن يتمزق العالم
العربي إلى مئات الدويلات المتناحرة.
لكننا نعود، الآن، إلى السيد صولاغ! والحق أن الاخوة
الإيرانيين كانوا أعقل من صولاغ.. فصولاغ الذي جن جنونه من تصريحات
وزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل ارتج عليه ولم يسعفه قاموسه سوى
ببضع الكلمات السوقية عندما استكثر على السعودي الذي وصفه بأنه بدوي يركب الجمل أن يتحدث
عن الوضع العراقي!؟.
نفس النغمة النشاز التي رددها بعض بني قومنا العرب في أوقات سابقة ويرددونها كلما حشرتهم
سوء أفعالهم في الزوايا المعتمة.. فإذا كانت الأصول البدوية شتيمة فهي موجهة للعرب جميعاً
وليس للسعودية وحدها (وأنا أتحدث عن العرب الحقيقيين وليس غيرهم).. أما السعودية - ياسيد
صولاغ - فقد غدت الدولة العربية التي تملك أكبر اقتصاد ليس في المنطقة العربية وحدها وإنما في
منطقة الشرق الأوسط كلها.. وبلادنا، إن كنت ياصولاغ لا تعلم، هي ورشة
بناء وتنمية تشق طريقها بثقة وتبني الجامعات والمصانع والطرق وتثقف الإنسان وتستثمر فيه..
وهي تعرف معوقات التنمية لكنها تعمل على حلها باتزان بعيداً عن المغامرات البهلوانية التي قادت
كثيراً من الأقطار العربية إلى مصائب ومذابح وحروب وفتن.. نحن ياصولاغ نترك لك هذه اللغة
الرديئة التي اخترتها فليس لدينا الوقت ولا المزاج لمجاراتك.. من تسميهم بالبدو الذين يركبون
الجمال منهمكون بالبناء.. وهم يعرفون أن طريق التقدم طويل وشاق ولا يمكن أن
يأتي به عسكر على ظهر دبابات بعثية ولا أمريكية ولا غيرها!! أخيراً، ياصولاغ، من يسمع كلامك
يعتقد أنك ولدت في ناطحة سحاب تضاهي ناطحات شيكاغو ونيويورك وأبراج مدن الخليج
(البدوية!!).. ولكن هذا شأنك على أي حال!!.
الصديق11