عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 05-03-2007, 09:47 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي حادث مروع ومائدة الحواريين !!!

أصيب فى حادث مروع

قتذكر والده المائدة التى أنزلها الله للحواريين !!!


كان والده دائما ما يعاتبه لتقصيره فى عبادة الله سبحانه وتعالى ، ويسأله لماذا لا تواظب على الصلاة ؟؟؟ فكان يجد الحجج التى يحتج بها ، من ضيق الوقت ، والنسيان نتيجة العمل المرهق ، ويعده بأنه سيصلى ، ولكن بلا وفاء للوعد ، حتى أن والده كاد أن ييأس منه ، غير أنه تذكر فترة شبابه هو ، وعدم مواظبته على الصلاة ، إلى أن هداه الله سبحانه وتعالى إلى تصور ساعده كثيرا على المواظبة على الصلاة .


قال لنفسه ، بما أنك تعرف عقوبة التارك للصلاة ، وأنه سيعذب يوم القيامة ، فلما لا تضع فى تصورك أنك إذا خرجت دون أن تصلى ، أو قصرت فى الصلاة بأى شكل من الأشكال ، فستصيبك مصيبة تحل بك ، فالإنسان دائما ما يسوف معتقدا أن الوقت أمامه ممتد ليصل إلى يوم القيامة ليعذب ، فلـِما لا تتصور أنت العذاب بأنه سيكون فى الدنيا وبسرعة ؟؟؟ وفعلا نجحت هذه الفكرة فى مواظبته على الصلاة ، فقال لماذا لا أنقلها لولدى ، لعله يرتدع ؟؟؟


سمع الولد هذا الكلام وتظاهر بأنه مقتنع به وسينفذه ، ولكن الأيام أثبتت أن له أذنان يسمع بإحداهما ، ويخرج ما سمعه من الأذن الأخرى .


هنا تجلت رحمة الله سبحانه وتعالى بهذا الولد فوقعت له حادثة مروعة وقذفت بسيارته سيارة ضخمة مسرعة لتنقلب سيارته أربع مرات وهو بداخلها ، فنطق بالشهادتين ، وتوسل لله سبحانه وتعالى أن يحفظ أبناءه من بعده وأن يتولاهم برعايته وفضله ، وهنا تتجلى رحمة الله الثانية فيخرج من السيارة حيا يرزق قد أصيب بكدمات متعددة ، ولكن تداركته الرحمة فلم يصب بكسور .


زاره والده واطمأن عليه ، وأخذ يذكره بتقصيره الذى تسبب فى هذه المصيبة ، مذكرا بالآية الكريمة :::

"مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ .........." سورة النساء

وذكره بنعمة الله عليه ، فقد أراد سبحانه أن يؤكد له المعنى الذى سبق أن قاله له ، ولكن بما أنه عنيد ويأخذ النصائح بتراخى ، فقد أراد سبحانه أن يلقنه درسا عمليا لحقيقة ما سبق أن قاله له ... أليست هذه الحادثة المروعة تؤكد لك أن الله يحبك ؟؟؟ أحبك مرتين ، مرة لحدوث إنقلاب السيارة ، ومرة لنجاتك حيا . وذلك لأنه بفضل منه وكرم اختارك لتكون من عباده الصالحين ، فهذا الدرس لن تنساه فى حياتك ، كما كان التصور الذى تصوره والده فى شبابه ، أكده سبحانه لك عمليا .


هذه الآيات الواضحة البينة تعتبر حجة عليك يوم القيامة ، كما كانت المائدة حجة واضحة بينة على الحواريين ، ولذلك قال سبحانه وتعالى :::

"قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ {115} سورة المائدة

فأنت الآن بعد هذه الآيات البينات ، بين أمرين ، أن تقبل على الله بكل ما أوتيت من قوة لتعوض ما فاتك ، أو أن عذاب الله الشديد ينتظر من عاش الآيات البينات بكل جوارحه ، ثم أعرض عنها ... رحمة الله رعتك فى الموقفين ، فى تذكيرك بأن سعيك وانشغالك عن عبادته بحجة لقمة العيش ، هذا السعى والإنشغال لا قيمة له ، إن كان سيلهيك عن عبادته ، وفى لحظة يضيع منك كل شئ . وتذكر هذه الآيات الكريمة :::

"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ {36} رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ {37} لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ {38} سورة النور