مفهوم النقد الذاتي يعتبر غريبا على المسلمين ،فهم يرون فيه مصطلحا إسلاميا ،
ولا يفهمون تحته إلا التشهير .وهذا يجب تعديله ،فطائفة ترى أنه مصطلح غير إسلامي ،لأنه
لم يأت في كتب القدامى ،أو لم يرد
باللفظ في الحديث أو القرآن ،و كأن كلمة (الضمانات الإجتماعية )جاء بها الحديث
القدسي أو تكررت في عدة سور ؟فأما اللفظ لم يرد بنصه الحرفي في الحديث أو القرآن فهذا صحيح
ولكن الألفاظ والمصطلحات هي ليست كل شيء ،وإنما ما تحمله من مفاهيم ،فالأصح إذن عموم القرآن وروحه
واتجاهه،فالعبرة هي بالفكر الذي يدور بين نصوصه ،فمفهوم النقد الذاتي بمعنى مراجعه النفس أو النشاط
فرديا كان أو جماعيا . ثم محاسبتها هو روح القرآن المكثفة ،فالآية القرآنية (ولا أقسم بالنفس اللوامة )
فيها معنيان ،الأول :العملية ،والثاني :تشكّل الخلق في هذا الصدد ،فهي ،أولا :عملية مراجعه ومحاسبة ،
ولوم النفس لما حدث ،ويقسم الله فيها لأنها
مستوى عظيم من وصول الإنسان إليه ،وهي ثانيا : لفظة تشديد (لوّامة ) أي إن هذه النفس أصبح لها هذا الأمر
ُخلقا وعادة ،وطبعا تطبّعت عليه ،بمعنى أن ممارسة النشاط أصبح مرتبطا بشكل عضوي بهذه العملية .
|