عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 08-03-2007, 03:53 PM
عماد الدين زنكي عماد الدين زنكي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 350
إفتراضي

شبح الحروب النووية يلوح من جديد

بقلم : ليونيد ألكسندروفتش


الرؤوس النووية لا قيمة لها بدون الأسلحة التكتيكية المسؤولة عن حملها والتي تحدد مدى فاعليتها وأية مسافات يمكن أن تقطعها لتصل إلى أهدافها ومدى دقة وصولها للهدف المحدد، وقدرة هذه الأسلحة على حمل أكثر من رأس نووية في وقت واحد، هذه الأسلحة التكتيكية تدخل ضمن تصنيف الأسلحة الإستراتيجية،

ويجرى عليها ما يجرى على الرؤوس النووية والذرية من محظورات وقيود دولية، بل أحيانا تثير هذه النوعية من الأسلحة التكتيكية وتطويرها جدلا وخلافات أكثر من أعداد الرؤوس النووية المحفوظة في المخازن،

ومن هذا المنطلق ظهر على الساحة مؤخرا في الأيام الماضية أزمة جديدة تنبئ بتصعيد نووي جديد بين موسكو وواشنطن على إثر إعلان وزارة الدفاع الروسية على لسان وزيرها سيرجي إيفانوف أن روسيا لا تنوي مناقشة أية قضايا مرتبطة بمستقبل الأسلحة النووية التكتيكية سواء مع واشنطن أو مع غيرها،

وأضاف قائلا إنه لا توجد أية معاهدة دولية أو اتفاق مع واشنطن أو غيرها يحد من تطوير هذه الأسلحة التكتيكية الاستراتيجية لأنها في حد ذاتها ليست سلاحا نوويا. تأتي تصريحات وزارة الدفاع الروسية ردا على تصريحات صدرت عن مسؤول في الإدارة الأميركية تفيد رغبة واشنطن في الحصول على معلومات واضحة عن الأسلحة النووية الروسية الجديدة،

وخاصة منها الصواريخ الاستراتيجية الجديدة وأيضا القديمة التي تطورها روسيا، وعن أهداف روسيا من تطوير هذه الأسلحة التي لا يتصور استخدامها إلا لحمل رؤوس نووية، وكانت الخارجية الأميركية قد صرحت منذ أيام أن لديها معلومات

مؤكدة تفيد أن روسيا تقوم حاليا بتطوير أسلحتها الاستراتيجية التكتيكية النووية بشكل كبير، وخاصة منها الصواريخ الاستراتيجية عابرة القارات التي تحمل عدة رؤوس نووية، وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية «إن المعلومات تفيد أن موسكو كسرت حاجز التوازن مع واشنطن في هذه النوعية من الأسلحة مستغلة التزام واشنطن بتقليص

وعدم تطوير أسلحتها التكتيكية الاستراتيجية»، وزارة الدفاع الروسية ترد على هذه التصريحات وتكذبها قائلة«إن واشنطن لم تقم بأي تقليص لأسلحتها الاستراتيجية النووية، ونحن نراقب ذلك بدقة، ونتحدى واشنطن أن تقدم أية بيانات أو أرقام حول حجم التقليص الذي تدعي أنها قامت به »،

وأعربت موسكو عن قلقها الشديد من البرنامج الذي حصل البنتاجون الأميركي على موافقة الكونجرس عليه لتصنيع قنابل نووية مصغرة محدودة المجال وتجهيز صواريخ استراتيجية عابرة للقارات صالحة لحمل عدة رؤوس مدمرة،

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في كلمته أمام البرلمان الروسي إن «تطوير واشنطن لأسلحتها النووية التكتيكية وصناعتها للقنابل النووية المصغرة محدودة المدى أمر خطير يهدد السلام والأمن الدوليين، ويرفع عتبة استخدام السلاح النووي، ويخرق معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي».

الأمر الآخر الذي أثار موسكو في الأيام الأخيرة الماضية هو إعلان البنتاجون الأميركي عن اقتراب تنفيذ مشروع نشر الأسلحة الكونية في الفضاء الخارجي المحيط بالأرض بحجة حماية الأقمار الصناعية الأميركية،

وكان العقيد أنطوني روسو رئيس الإدارة الفضائية في القيادة الاستراتيجية في البنتاجون قد أعلن أن البنتاجون سيشرع قريبا في تنفيذ برنامجه لحماية أمن الأقمار الصناعية الأميركية المهددة من قبل جهات إرهابية، ولم يحدد روسو هذه الجهات الإرهابية،

وهل هي دول أم تنظيمات، ويرد عليه قائد القوات الفضائية الروسية الجنرال فلاديمير بوبوفكين قائلا «إن نشر أي سلاح في الفضاء الكوني يمكن أن تنتج عنه أخطاء تسبب كوارث كونية، ولا يمكن تصديق وجود أي تهديد إرهابي للأقمار الصناعية الأميركية »،

الجنرال يوري باليوفسكي رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية يقول «إن واشنطن تزيف الحقائق، والحديث حول حماية الأقمار الصناعية كذب مكشوف، ونحن نعلم أن الهدف من نشر هذه الأسلحة الكونية يهدف إلى إمكانية إصابة أية صواريخ باليستية عابرة للقارات في مرحلة تحليقها، أي فور انطلاقها من قواعدها،

وهذا جزء من مشروع النظام الدفاعي الصاروخي الذي يستهدف بالتحديد الصواريخ الباليستية الروسية »، وأضاف باليوفسكي قائلا «إن واشنطن تخطط لنشر عناصر نظام دفاعها الصاروخي في أراضي بولندا وتشيكيا بالقرب من الحدود الروسية، ولا نتصور أن لدى واشنطن هدفا آخر لهذا النظام الصاروخي سوى روسيا في الوقت الحاضر، ولكننا لن نصمت ولدينا ردود عملية على المخططات الأميركية».

يقول الكاتب المسرحي تشيخوف في إحدى مسرحياته إنه إذا كان ثمة بندقية معلقة على الجدار في بداية المسرحية فإن هذا يعني بالضرورة أنها ستطلق النار قبل ختام المسرحية، وكذلك السلاح النووي تنسحب عليه هذه المقولة، خاصة مع التصعيد الأخير في تطوير الأسلحة التكتيكية الاستراتيجية،

وأيضا مع الاتساع الواضح لنطاق الحروب والنزاعات المسلحة في السنوات القليلة الماضية، وقد كان الإنفاق على السلاح النووي في القرن الماضي له مبرراته في ظل الحرب الباردة بين الشرق والغرب، أما الآن فلم يعد له مبرراته المقنعة للبرلمانات والحكومات التي ستقر الميزانيات الهائلة للإنفاق عليه،

اللهم إلا إذا توافرت القناعة لدى هذه الجهات أن احتمالات استخدام هذا السلاح واردة وواقعية، وهذا ما فعله البنتاجون لإقناع الكونجرس ودافع الضرائب الأميركي للإنفاق على تطوير الأسلحة النووية التكتيكية والقنابل النووية المصغرة المحدودة المجال واستخدامها ضاربا عرض الحائط بكافة الالتزامات الدولية من معاهدات واتفاقات للحد من انتشار هذا السلاح،

رئيس الأركان الروسي الجنرال باليوفسكي يقول «إن البنتاجون يعد الصواريخ من طراز ( ترايدنت2,5) لحمل رؤوس نووية مصغرة ووضعها موضع الاستعداد للانطلاق، وهذا سيشكل أزمة نووية وسياسية أيضا، لأن الدول التي تملك السلاح النووي ستضعه هي الأخرى موضع الاستعداد للانطلاق،

خاصة وأن الأهداف الأميركية مجهولة وغير محددة ومحتملة في كل مكان في العالم، وقول الأميركيين إن هذا السلاح سيوجه لأوكار الإرهابيين مثل تنظيم القاعدة وغيره قول ساذج قد يصدقه العامة من الناس ولا يصدقه العسكريون والاستراتيجيون».

وزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوف صرح مؤخرا أن روسيا ستنفق على برامجها التسليحية حتى عام 2015 نحو 200 مليار دولار، وقال إيفانوف إن «روسيا لن تتخلى عن تطوير سلاحها النووي، وليس صحيحا أن تخليها عنه سوف يحسن علاقاتها مع واشنطن والغرب،

لأن السلاح النووي أجبر الآخرين على احترام روسيا والتعامل معها كقوة عظمى رغم مشاكلها الاقتصادية، بينما هناك دول غنية جدا لا تحظى باحترام الكبار لأنها لا تملك القوة »، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه الأخير للشعب الروسي في مايو المنصرم قد تحدث عن السلاح النووي قائلا «لقد أصبح من الصعب الحديث عن وقف سباق التسلح الذي عاد ينطلق بسرعة،

وإذا كانت ميزانية الدفاع الأميركية تفوق ميزانية دفاع روسيا بنحو 25 مرة فإن هذا لا يعني التفوق في القوة والقدرة، وهم في واشنطن يعلمون ذلك جيدا ويحاولون جرنا لنزاعات وصراعات بهدف إضعافنا، ويجب علينا أن نكون مستعدين لمواجهة أي عدوان محتمل علينا

والتصدي لأية محاولات من قبل البعض لتعزيز مواقعه الجيوسياسية على حساب مصالحنا وأمننا القومي»، وكان بوتين قد صرح أمام قادة القوات الاستراتيجية الروسية قائلا «إن السلاح النووي في عهد الاتحاد السوفييتي شكل عامل استقرار جدي، والآن الوضع لا يختلف كثيراً،

فما زالت روسيا مستهدفة وعلينا الاحتفاظ بسلاحنا النووي وتطويره ووضعه دائما موضع الاستعداد لأن وجوده في المخازن لا يشكل ردعا حقيقيا وفعالاً». الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف يعلق على التصعيد النووي بين موسكو وواشنطن قائلا «هناك علامات واضحة لحرب باردة جديدة بين البلدين، وخاصة في مجال التسليح النووي، الأمر الذي يبدو معه العالم يقترب من حافة الهاوية».


أكاديمي روسي - جامعة سيبيريا


البيان

2006-09-08 UAE