( 2 )
إنها عقليات تدعي ( الجهاد ) وحقيقة الأمر أن هذه العقليات أثبتت أنها من أجبن العقليات البشرية في العصر الحديث ، فلا يكاد المرء يرى فيهم إلا :
الإنهزامية في الفكر .. .. ..
والغوغائية والفوضى في العمل والقول .. .. .. وصدق الكاتب / السر العميق .. .. في قوله : ( تعميقهم في الشباب نزعة الصدام والتمرد على الأمن وإثارة الفوضى والاضطرابات ) .
ورفع الشــــــــــعارات الزائفة .. .. ..
والتبعية ( لأهل البدع والأهواء ) .. .. .. إنهم قراء كتب التكفيري سيد قطب
إنهم دعاة الأوهام ..... .. والتابع لهذا الفكر الجهادي المزيف حبيس والتابع لهذا الفكر الجهادي المزيف حبيس لـ ( خواطره وأفكاره وتخيلاته ) .
لنتأمل الواقع الذي تعيشه الجماعات الحزبية الجهادية لنرى حقيقة ذلك الوهــم ، فعندما قام المسلمون في أفغانستان بالوقوف في وجه الغزو الشيوعي ، كان بعضهم يقول :
( إن الجهاد في أفغانستان هو الطريق لإقامة الدولة الإسلامية الواحدة )
ثـم تبين بعد ذلك أن هذا كان وهمـاً ، ويكفي شاهداً على ذلك أن أفغانستان أصبحت أرضاً للصراع الدموي بين الفصائل الأفغانية التي كانت تزعم أنها تجاهد في سبيل الإسلام .
وفي الجــزائر أوهم قادة الجماعات الحزبية أتباعهم أن دولة الإسلام قادمة ، وأن دعاة التغريب مهزومون ، وأن الصحوة ستمتد من أرضها لتشمل بلاد المشرق والمغرب الإسلامي ، ثـم لما حدث الصدام بينهم وبين السلطة القائمة لجأوا إلى إتباع أساليب لتحقيق وعودهم كانت أيضاً تقوم على الوهم
فمن تفجير للسيارات ونسف للمباني والعمارات واغتيال لرجال ينطقون بشهادة التوحيد ، ثم يمضي هؤلاء في وهمهم فيزعمون أنهم بهذه الأساليب سيحدثون تغييراً جذرياً في مجتمعهم على كافة الأصعدة عقدياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً .
وعلى هذا المنهج ، منهج الدعوة القائم على الوهم حاول آخرون في أرض الكنانة ( مصر ) أن يتبعوا الأسلوب نفسه ، فأوهموا أتباعهم أن دولة الإسلام ستظهر عن قريب في الوجود .
وعندما حدثت المأساة في بلاد البوسنة والهرسك كان بعضهم يقول :
( إن هذا الجهاد الذي بدأه المسلمون سيعقبه زوال الدولة الصليبية القائمة في أوروبا الغربية ) ، ثم تبين بعد ذلك أنهم كانوا يعيشون في الأوهام ، فها هي محنة المسلمين في بلاد البوسنة لا يخفى أمرها على العقلاء .
هكذا ظل قادة الجماعات الحزبية الجهادية يعيشون الأوهام ؟ وربوا أتباعهم على ذلك الوهم .
الطامة الكبرى أنهم يطعنون في دعاة السلفية الحقة علماً إن الجرائم التي مورست
( في أفغانستان بأيدي مجرمي الحرب ، أو رفاق الدرب ، شوهت جمال الجهاد .. .. ..
ومن المؤسف أن الأمة لم يُكشف لها عن أخلاق هؤلاء القادة ، والذين لا يختلفون فيها عن زعماء أي عصابة من عصابات الحرب .
ولعل البعض يقول : أين كنتم ؟ حتى تقولوا هذا القول الآن .
وجوابنا : أننا بفضل الله وحده ـ وأخص بذلك السلفيين ـ أول من حذر وأنذر ، ولكن ضاعت صيحاتنا وسط الإعلام الكاذب الذي كانت تتبناه الجماعات الإسلامية الأخرى .
وقيل لنا لا تكشفوا العوار ! وتشوهوا سمعة الجهاد .
ومما أذكر في هذا الصدد أني بعد أول زيارة في أوائل عام ( 1981 ) مع مجموعة من الإخوة السلفيين من الكويت ، وقبل أن يضخم الإعلام القيادات ، أذكر أني قلت في الدرس الأسبوعي الذي كنت ألقيه في مسجد " جامعة الكويت " بالخالدية أن هؤلاء الذين رأيناهم لن يقيموا دولة الإسلام المنشودة ، وأنهم لم يستطيعوا تناسي الخلافات على الدنيا وهم ضعاف فكيف إذا مكنوا ؟
ولم تعجب هذه المقولة كثيراً من الحركيين فطاروا بها ناشرين ، ولصاحبها مشوهين ، واتُّهمنا أننا نحارب الجهاد الأفغاني ، وهكذا حال أمتنا وهذا قدرها إن الناصح لهم يعتبرونه محارباً عدوا وإلى الله المشتكى ) نقلاً من كتاب " الصفحات الغرر في الدفاع عن إمارة كنـر " تأليف : محمد بن بدر بن منسي ........
|