عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 19-03-2007, 10:54 PM
sayed555 sayed555 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 43
Arrow

تابع سورة البقرة ( الاية 71 / 75 )

"قَالَ إنَّهُ يَقُول إنَّهَا بَقَرَة لَا ذَلُول"
أَيْ هِيَ بَقَرَة صَعْبَة غَيْر رَيِّضَة وغَيْر مُذَلَّلَة بِالْعَمَلِ .

"تُثِير الْأَرْض"
تُقَلِّبهَا لِلزِّرَاعَةِ - وَكَانَتْ تِلْكَ الْبَقَرَة وَحْشِيَّة - وَلِهَذَا وَصَفَهَا اللَّه تَعَالَى بِأَنَّهَا لَا تُثِير الْأَرْض وَلَا تَسْقِي الْحَرْث أَيْ لَا يُسْنَى بِهَا لِسَقْيِ الزَّرْع وَلَا يُسْقَى عَلَيْهَا .

"وَلَا تَسْقِي الْحَرْث"
الْأَرْض الْمُهَيَّأَة لِلزِّرَاعَةِ.

"مُسَلَّمَة"
مِنْ الْعُيُوب وَآثَار الْعَمَل.

"لَا شِيَة فِيهَا"
أَيْ لَيْسَ فِيهَا لَوْن يُخَالِف مُعْظَم لَوْنهَا , هِيَ صَفْرَاء كُلّهَا لَا بَيَاض فِيهَا وَلَا حُمْرَة وَلَا سَوَاد .

"قَالُوا الْآن جِئْت بِالْحَقِّ"
نَطَقْت بِالْبَيَانِ التَّامّ فَطَلَبُوهَا فَوَجَدُوهَا عِنْد الْفَتَى الْبَارّ بِأُمِّهِ فَاشْتَرَوْهَا بِمِلْءِ مِسْكهَا ذَهَبًا.

"فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ"
لِغَلَاءِ ثَمَنهَا.
وَفِي الْحَدِيث : (لَوْ ذَبَحُوا أَيّ بَقَرَة كَانَتْ لَأَجْزَأَتْهُمْ وَلَكِنْ شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسهمْ فَشَدَّدَ اللَّه عَلَيْهِمْ).

{ فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا }
يَعْنِي فَاخْتَلَفْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ .

{ وَاَللَّه مُخْرِج مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }
وَاَللَّه مُعْلِن مَا كُنْتُمْ تُسِرُّونَهُ مِنْ قَتْل الْقَتِيل الَّذِي قَتَلْتُمْ ثُمَّ ادَّارَأْتُمْ فِيهِ .

"فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ"
أَيْ الْقَتِيل.

{ بِبَعْضِهَا }
أَيْ بِبَعْضِ الْبَقَرَة الَّتِي أَمَرَهُمْ اللَّه بِذَبْحِهَا فَذَبَحُوهَا .
عَنْ مُجَاهِد قَالَ : ضُرِبَ بِفَخِذِ الْبَقَرَة , فَقَامَ حَيًّا .

{ كَذَلِكَ يَحْيَى اللَّه الْمَوْتَى }
مُخَاطَبَة مِنْ اللَّه عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ وَاحْتِجَاج مِنْهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْمُكَذِّبِينَ بِالْبَعْثِ وَأَمَرَهُمْ بِالِاعْتِبَارِ بِمَا كَانَ مِنْهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ إحْيَاء قَتِيل بَنِي إسْرَائِيل بَعْد مَمَاته فِي الدُّنْيَا .

{ وَيُرِيكُمْ آيَاته لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
وَيُرِيكُمْ اللَّه أَيّهَا الْكَافِرُونَ الْمُكَذِّبُونَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه مِنْ آيَاته .
وَآيَاته : أَعْلَامه وَحُجَجه الدَّالَّة عَلَى نُبُوَّته - لِتَعْقِلُوا وَتَفْهَمُوا أَنَّهُ مُحِقَ صَادِق فَتُؤْمِنُوا بِهِ وَتَتْبَعُوهُ .

{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبكُمْ }
يَعْنِي بِذَلِكَ كُفَّار بَنِي إسْرَائِيل و قَسَتْ قُلُوبكُمْ : أَيْ جَفَتْ وَغَلُظَتْ وَعَسَتْ .

{ مِنْ بَعْد ذَلِكَ }
مِنْ بَعْد أَنْ أَحْيَا الْمَقْتُول لَهُمْ الَّذِي ادَّارَءُوا فِي قَتْله . فَأَخْبَرَهُمْ بِقَاتِلِهِ وَمَا السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله قَتَلَهُ .

( فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً )
أَوْ أَشَدّ قَسْوَة فَصَارَتْ قُلُوب بَنِي إِسْرَائِيل مَعَ طُول الْأَمَد قَاسِيَة بَعِيدَة عَنْ الْمَوْعِظَة بَعْد مَا شَاهَدُوهُ مِنْ الْآيَات وَالْمُعْجِزَات فَهِيَ فِي قَسْوَتهَا كَالْحِجَارَةِ الَّتِي لَا عِلَاج لِلِينِهَا أَوْ أَشَدّ قَسْوة .

{ وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة لَمَا يَتَفَجَّر مِنْهُ الْأَنْهَار }
وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة حِجَارَة يَتَفَجَّر مِنْهَا الْمَاء الَّذِي تَكُون مِنْهُ الْأَنْهَار فَاسْتَغْنَى بِذِكْرِ الْمَاء عَنْ ذِكْر الْأَنْهَار.
وَالتَّفَجُّر : التَّفَعُّل مِنْ فَجَّرَ الْمَاء .

{ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّق فَيَخْرُج مِنْهُ الْمَاء }
يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة تَشَّقَّق وَتَشَقُّقهَا : تَصَدُّعهَا .

{ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِط مِنْ خَشْيَة اللَّه }
وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَة لَمَا يَهْبِط : أَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رَأْس الْجَبَل إلَى الْأَرْض وَالسَّفْح مِنْ خَوْف اللَّه وَخَشْيَته .

{ وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ يَا مَعْشَر الْمُكَذِّبِينَ بِآيَاتِهِ وَالْجَاحِدِينَ نُبُوَّة رَسُوله مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمتقولين عَلَيْهِ الْأَبَاطِيل مِنْ بَنِي إسْرَائِيل وَأَحْبَار الْيَهُود عَمَّا تَعْمَلُونَ مِنْ أَعْمَالكُمْ الْخَبِيثَة وَأَفْعَالكُمْ الرَّدِيئَة وَلَكِنَّهُ يُحْصِيهَا عَلَيْكُمْ فَيُجَازِيكُمْ بِهَا فِي الْآخِرَة أَوْ يُعَاقِبكُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا .

"أَفَتَطْمَعُونَ"
أَيّهَا الْمُؤْمِنُونَ وَالْهَمْزَة لِلْإِنْكَارِ أَيْ لَا تَطْمَعُوا فَلَهُمْ سَابِقَة بِالْكُفْرِ.

"أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ"
أَيْ الْيَهُود.

"وَقَدْ كَانَ فَرِيق"
طَائِفَة.
"مِنْهُمْ"
أَحْبَارهمْ.

"يَسْمَعُونَ كَلَام اللَّه"
فِي التَّوْرَاة.

"ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ"
يُغَيِّرُونَهُ.

"مِنْ بَعْد مَا عَقَلُوهُ"
فَهِمُوهُ .

{ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
أَيْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ فِي تَحْرِيفهمْ مَا حَرَّفُوا مِنْ ذَلِكَ مُبْطِلُونَ كَاذِبُونَ . وَذَلِكَ إخْبَار مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ إقْدَامهمْ عَلَى الْبَهَت .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الثلاثاء 20 / 3 / 2007 م.