الموضوع: صدام الحضارات
عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 23-03-2007, 04:16 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

سابعا : الصلة الكونفوشيوسية ـ الإسلامية

لوحظ في نصف القرن الماضي، الرغبة المتصاعدة لدى الكثير من البلدان في انضمامها الى القطار الغربي، ولكن عقبات جدية واجهت وتواجه البلدان، كل حسب وضعها و حجمها، فنلاحظ قلة عدد تلك العقبات بالنسبة لبلدان شرق أوروبا، وأمريكا اللاتينية، وتزداد تلك العقبات بالنسبة للبلدان التي كانت في دائرة الاتحاد السوفييتي السابق، والبلدان الأرثوذكسية الأخرى، ولكنها تكون الأصعب بالنسبة للبلدان الإسلامية والكونفوشيوسية، والهندوسية والبوذية..

ولو استثنينا اليابان التي تعتبر قريبة من الغرب في بعض النواحي، لكنها بعيدة في الكثير من النواحي.. فإن الدول الإسلامية و غيرها من البلدان الأخرى، قد أبدت رغبة قوية في التعامل مع بعضها في مواجهة الغرب، بقوته و قيمه وإرادته .. وقد لوحظ في الوقت التي تخفض الدول الغربية قوتها العسكرية، فإن دولا كالصين وكوريا الشمالية و البلدان العربية وإيران وباكستان والهند، قد زادت من سعيها في تدعيم قوتها العسكرية .. وقد نتج عن ذلك ظهور ما أسماه (تشارلز كرواتهامر) ب (دول الأسلحة).. وهي دول غير غربية..

وإذا كان الهدف الرئيسي من الحرب الباردة هو إحداث حالة توازن عالمي، بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة والاتحاد السوفييتي وحلفائه من جهة أخرى.. فإن الهدف الرئيسي الذي برز بعد الحرب الباردة، هو منع المجتمعات غير الغربية من تطوير إمكانيات تسليح نفسها وتطوير صناعاتها العسكرية .. وقد تم استخدام ضغوط مختلفة تم توظيف كل إمكانيات الغرب من علاقات دولية ووسائل ضغط اقتصادية والأمم المتحدة وغيرها، لمنع نقل التكنولوجيا لتلك البلدان.

ويتركز الصراع بين الغرب والبلدان الكونفوشيوسية والإسلامية، على منع الغرب لها من امتلاك الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية والصواريخ البالستية وغيرها من وسائل إطلاقها وقدرات الاستخبارات والقدرات الإلكترونية وغيرها .. وقد ابتكر الغرب قاعدة لنشاطه السياسي هي منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، والمعاهدات الملزمة للدول على التوقيع عليها وخضوعها للتفتيش، واستخدم لملاحقة خصومه (مروحة) من العقوبات الدولية ذات الصبغة الشرعية ..

وبالجانب الآخر أكدت البلدان غير الغربية، رغبتها القوية في حيازة تلك القدرة الممهدة لامتلاك مثل تلك الأسلحة.. وقد جاء على لسان وزير دفاع الهند، عندما سئل عن الدرس الذي تعلمه من حرب الخليج 1991، فقال: ( لا تحاربوا الولايات المتحدة ما لم تكن لديكم أسلحة نووية) ..

وتعتبر الأسلحة النووية والكيميائية، ربما بصورة خاطئة، المعادل المحتمل لقوة عظمى تقليدية غربية. وإن كانت الصين والهند وباكستان قد حازت مثل تلك الأسلحة فإن دولا مثل العراق و إيران وليبيا و كوريا الشمالية والجزائر تسعى لامتلاكها (تاريخ كتابة الكتاب) ..

وإن كانت أمريكا قد أعطت لقب (محور الشر) على ثلاثة بلدان، فإنها تعلم هي والغرب أن تعاونا يتم بين البلدان التي حازت على تقنيات الأسلحة الفتاكة، وكان تعاون ولا يزال بين تلك الدول خصوصا الكونفوشيوسية مع البلدان الإسلامية في تقنيات الصواريخ البالستية (كوريا الشمالية ـ العراق ـ سوريا) ..

وهكذا فإن إرادة كونفوشيوسية ـ إسلامية تشكلت و لا زالت تزيد رسوخا، مع رضا صامت من (روسيا الأرثوذكسية) الراغبة في تكوين عدة أقطاب عالمية، تأخذ فرصتها فيها من خلالها لتعوض أمجادها (بوضعها السوفييتي) ..

ولكن الغرب الذي ارتأى أن المنع من حيازة هذه البلدان لتقنيات أسلحة الدمار الشامل، هو الطريق الأفضل والأقل كلفة من سباق التسلح .. يحاول بكل إمكانياته لتحقيق أهدافه تلك ..
__________________
ابن حوران