عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 27-03-2007, 02:37 PM
sayed555 sayed555 غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 43
Arrow

تابع سورة البقرة ( الاية 81 / 85 )

{ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَة }
تَكْذِيب مِنْ اللَّه الْقَائِلِينَ مِنْ الْيَهُود : { لَنْ تَمَسّنَا النَّار إلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة } وَإِخْبَار مِنْهُ لَهُمْ أَنَّهُ يُعَذِّب مَنْ أَشْرَكَ وَكَفَرَ بِهِ وَبِرُسُلِهِ وَأَحَاطَتْ بِهِ ذُنُوبه فَمُخَلِّده فِي النَّار ; فَإِنَّ الْجَنَّة لَا يَسْكُنهَا إلَّا أَهْل الْإِيمَان بِهِ وَبِرَسُولِهِ , وَأَهْل الطَّاعَة لَهُ , وَالْقَائِمُونَ بِحُدُودِهِ .

{ وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَته }
اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ فَمَاتَ عَلَيْهَا قَبْل الْإِنَابَة وَالتَّوْبَة مِنْهَا .

فَأُولَئِكَ }
الَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَات وَأَحَاطَتْ بِهِمْ خَطِيئَاتهمْ أَصْحَاب النَّار هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .

{ أَصْحَاب النَّار }
أَهْل النَّار .

{ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
يَعْنِي فِي النَّار خَالِدُونَ - مُقِيمُونَ - لَا يَخْرُجُونَ مِنْهَا أَبَدًا .

{ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا }
أَيْ صَدَّقُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

{ وَعَمِلُوا الصِّلْحَات }
أَطَاعُوا اللَّه فَأَقَامُوا حُدُوده , وَأَدَّوْا فَرَائِضه , وَاجْتَنَبُوا مَحَارِمه .

{ أُولَئِكَ }
الَّذِينَ هُمْ كَذَلِكَ .

{ أَصْحَاب الْجَنَّة هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
يَعْنِي أَهْلهَا الَّذِينَ هُمْ أَهْلهَا { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ; مُقِيمُونَ أَبَدًا .
أَيْ مَنْ آمَنَ بِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ وَعَمِلَ بِمَا تَرَكْتُمْ مِنْ دِينه , فَلَهُمْ الْجَنَّة خَالِدِينَ فِيهَا ; يُخْبِرهُمْ أَنَّ الثَّوَاب بِالْخَيْرِ وَالشَّرّ مُقِيم عَلَى أَهْله أَبَدًا لَا انْقِطَاع لَهُ أَبَدًا .

( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ )
وَاخْتُلِفَ فِي الْمِيثَاق هُنَا , فَقَالَ مَكِّيّ : هُوَ الْمِيثَاق الَّذِي أُخِذَ عَلَيْهِمْ حِين أُخْرِجُوا مِنْ صُلْب آدَم كَالذَّرِّ .
وَقِيلَ : هُوَ مِيثَاق أُخِذَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ عُقَلَاء فِي حَيَاتهمْ عَلَى أَلْسِنَة أَنْبِيَائِهِمْ .

( لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ )
وَعِبَادَة اللَّه إِثْبَات تَوْحِيده , وَتَصْدِيق رُسُله , وَالْعَمَل بِمَا أَنْزَلَ فِي كُتُبه .

( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )
وَالْإِحْسَان إِلَى الْوَالِدَيْنِ : مُعَاشَرَتهمَا بِالْمَعْرُوفِ , وَالتَّوَاضُع لَهُمَا , وَامْتِثَال أَمْرهمَا , وَالدُّعَاء بِالْمَغْفِرَةِ بَعْد مَمَاتهمَا , وَصِلَة أَهْل وُدّهمَا .

( وَذِي الْقُرْبَى )
وَالْقُرْبَى : بِمَعْنَى الْقَرَابَة .
أَيْ وَأَمَرْنَاهُمْ بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْقَرَابَات بِصِلَةِ أَرْحَامهمْ .

( وَالْيَتَامَى )
الْيَتَامَى وَهُوَ جَمْع يَتِيم.
وَالَيْتُمْ فِي بَنِي آدَم بِفَقْدِ الْأَب , وَفِي الْبَهَائِم بِفَقْدِ الْأُمّ .

" الْمَسَاكِين "
أَيْ وَأَمَرْنَاهُمْ بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْمَسَاكِين , وَهُمْ الَّذِينَ أَسْكَنَتْهُمْ الْحَاجَة وَأَذَلَّتْهُمْ . وَهَذَا يَتَضَمَّن الْحَضّ عَلَى الصَّدَقَة وَالْمُؤَاسَاة وَتَفَقُّد أَحْوَال الْمَسَاكِين وَالضُّعَفَاء .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَة وَالْمِسْكِين كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيل اللَّه - وَأَحْسِبهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لَا يَفْتُر وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِر ) .

( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا )
وَقُولُوا لِلنَّاسِ قَوْلًا ذَا حُسْن .

{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاة }
وَإِقَامَة الصَّلَاة تَمَام الرُّكُوع وَالسُّجُود وَالتِّلَاوَة وَالْخُشُوع وَالْإِقْبَال عَلَيْهَا فِيهَا .

{ وَآتُوا الزَّكَاة }
إيتَاء الزَّكَاة مَا كَانَ اللَّه فَرَضَ عَلَيْهِمْ فِي أَمْوَالهمْ مِنْ الزَّكَاة , وَهِيَ سُنَّة كَانَتْ لَهُمْ غَيْر سُنَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; كَانَتْ زَكَاة أَمْوَالهمْ قُرْبَانًا تَهْبِط إلَيْهِ نَار فَتَحْمِلهَا , فَكَانَ ذَلِكَ تَقْبَلهُ , وَمَنْ لَمْ تَفْعَل النَّار بِهِ ذَلِكَ كَانَ غَيْر مُتَقَبَّل .

{ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ }
خِطَاب لِمَنْ كَانَ بَيْن ظَهْرَانَيْ مُهَاجِر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَهُود بَنِي إسْرَائِيل , وَذَمّ لَهُمْ بِنَقْضِهِمْ الْمِيثَاق الَّذِي أُخِذَ عَلَيْهِمْ فِي التَّوْرَاة وَتَبْدِيلهمْ أَمْر اللَّه وَرُكُوبهمْ مَعَاصِيه .

"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقكُمْ"
وَقُلْنَا.

"لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ"
تُرِيقُونَهَا بِقَتْلِ بَعْضكُمْ بَعْضًا .

"وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ"
لَا يُخْرِج بَعْضكُمْ بَعْضًا مِنْ دَاره .

"ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ"
مِنْ الْإِقْرَار--- أَيْ بِهَذَا الْمِيثَاق الَّذِي أُخِذَ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَوَائِلكُمْ .

"وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ"
مِنْ الشَّهَادَة --- أَيْ شُهَدَاء بِقُلُوبِكُمْ عَلَى هَذَا.
وَقِيلَ : الشَّهَادَة بِمَعْنَى الْحُضُور - أَيْ تَحْضُرُونَ سَفْك دِمَائِكُمْ وَإِخْرَاج أَنْفُسكُمْ مِنْ دِيَاركُمْ .

{ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ }
وَجْهَانِ : أَحَدهمَا أَنْ يَكُون أُرِيدَ بِهِ : ثُمَّ أَنْتُمْ يَا هَؤُلَاءِ .

{ تَقْتُلُونَ أَنْفُسكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارهمْ }
مُتَعَاوَنِينَ عَلَيْهِمْ فِي إخْرَاجكُمْ إيَّاهُمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَان .
وَالتَّعَاوُن : هُوَ التَّظَاهُر .

( تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ )
مَعْنَى " تَظَاهَرُونَ " تَتَعَاوَنُونَ , مُشْتَقّ مِنْ الظَّهْر ; لِأَنَّ بَعْضهمْ يُقَوِّي بَعْضًا فَيَكُون لَهُ كَالظَّهْرِ .

( بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )
وَالْإِثْم : الْفِعْل الَّذِي يَسْتَحِقّ عَلَيْهِ صَاحِبه الذَّمّ .
وَالْعُدْوَان : الْإِفْرَاط فِي الظُّلْم وَالتَّجَاوُز فِيهِ .

{ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تَفَادَوْهُمْ }
الْيَهُود يُوَبِّخهُمْ بِذَلِكَ - وَيُعَرِّفهُمْ بِهِ قَبِيح أَفْعَالهمْ الَّتِي كَانُوا يَفْعَلُونَهَا .

{ وَهُوَ مُحَرَّم عَلَيْكُمْ }
فِي كِتَابكُمْ.

{ إخْرَاجهمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَاب وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ }
أَتُفَادُونَهُمْ مُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ - وَتُخْرِجُونَهُمْ كُفْرًا بِذَلِكَ ؟
فَكَانَ إخْرَاجهمْ كُفْرًا وَفِدَاؤُهُمْ إيمَانًا .

( فَمَا جَزَاء مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ مِنْكُمْ )
يَعْنِي بِالْجَزَاءِ : الثَّوَاب وَهُوَ الْعِوَض مِمَّا فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ وَالْأَجْر عَلَيْهِ .

{ إلَّا خِزْي }
وَالْخِزْي الذُّلّ وَالصَّغَار .

{ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا }
يَعْنِي فِي عَاجِل الدُّنْيَا قَبْل الْآخِرَة .

{ وَيَوْم الْقِيَامَة يُرَدُّونَ إلَى أَشَدّ الْعَذَاب }
وَيَوْم تَقُوم السَّاعَة يُرَدّ مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ مِنْكُمْ بَعْد الْخِزْي الَّذِي يَحِلّ بِهِ فِي الدُّنْيَا جَزَاء عَلَى مَعْصِيَة اللَّه إلَى أَشَدّ الْعَذَاب الَّذِي أَعَدَّ اللَّه لِأَعْدَائِهِ .

( وَمَا اللَّه بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ )
يَعْنِي عَمَّا يَعْمَلهُ الَّذِينَ أَخْبَرَ اللَّه عَنْهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ جَزَاء عَلَى فِعْلهمْ إلَّا الْخِزْي فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا , وَمَرْجِعهمْ فِي الْآخِرَة إلَى أَشَدّ الْعَذَاب .

تابعونا بارك الله فيكم ؛
الاربعاء 28 / 3 / 2007 م.