على الرصيف دائما هناك قصة ....
نزلت من سيارتها الفارهة بعد أن فتح لها السائق الباب
نزلت تتبختر كالطاوس والأنظار تتوجه إليها
رفعت عبائتها لتضع قدمها على الرصيف
فما كان إلا أن مدت إليها يد نحيلة ناعمة الأطراف
لا تتناسب مع تلك المدة المنكسرة ،رفعت عينيها فالتقت
بعين جمعت كل الحزن وبريق عزة متواري خلف نظرة
جمعت كل سؤال وسؤال لماذا وإلى متى ..وكيف ؟؟؟
على مثل هذا الرصيف كانت أولى العتبات لترتقي عتبه
العز والثراء وذلك عندما وقفت بجانب والدها لتقطع الشارع
بثياب رثه ويد ممتدة ومن هنا ألتقطها ذلك الرجل الذي تركته
ممددا على سرير المرض لوحده ،بعد أن جعلها زوجة وأما لأبناء لا تحلم
بهم يوما ..،رأت في عيون تلك الطفلة عيونها ولكن الفرق أنها كانت
من سكان الرصيف قبل أن تسكن القصور ..أما هذه الصغيرة فبقايا
العز ما زالت أثاره عالقة في نظراتها وبين أناملها.،نظرت لذلك الرصيف
وكان وكأنها يناديها ،انتفضت ولملمت عبائتها وعادت ادرجها.
فقد شعرت وكأن الرصيف في بداية نسج قصة أخرى وقد تكون هي أيضا
بطلة لتلك القصة ..