وهذا نص آخر من كتاب ( ذم التأويل ) لابن قدامة :
-------------
في بيان مذهبهم في صفات الله تعالى
ومذهب السلف رحمة الله عليهم : الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه في آياته وتنزيله أو على لسان رسوله ، من غير زيادة عليها ، ولا نقص منها ، ولا تجاوز لها ، ولا تفسير ، ولا تأويل لها بما يخالف ظاهرها ، ولا تشبيه بصفات المخلوقين ، ولا سمات المحدثين ، بل أمروها كما جاءت ، وردوا علمها إلى قائلها ، ومعناها إلى المتكلم بها .
وقال بعضهم : ( ويروى ذلك عن الشافعي رحمة الله عليه: آمنت بما جاء عن الله ، على مراد الله ، وبما جاء عن رسول الله ، على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
وعلموا أن المتكلم بها صادق لا شك في صدقه فصدقوه ، ولم يعلموا حقيقة معناها فسكتوا عما لم يعلموه ، وأخذ ذلك الآخر والأول ، ووصى بعضهم بعضا بحسن الإتباع والوقوف حيث وقف أولهم ، وحذروا من التجاوز لهم والعدول عن طريقهم ، وبينوا لهم سبيلهم ومذهبهم ، ونرجوا أن يجعلنا الله تعالى ممن اقتدى بهم في بيان ما بينوه ، وسلوك الطريق الذي سلكوه . .
---------------------
لاحظ قوله : وردوا علمها إلى قائلها ، ومعناها إلى المتكلم بها .
ولم يعلموا حقيقة معناها فسكتوا عما لم يعلموه
أليس صريحا في أن مذهبهم كان تفويض المعنى ..؟؟
|