عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 06-02-2001, 07:35 PM
مالك عبدالله الجلال مالك عبدالله الجلال غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 11
Post

الاخ الفاضل /أ. عبداللطيف
الاخ الفاضل / أ. هيثم
الاخوة المشاركون الافاضل
الاخ/ المراقب
في البدء احيكم بتحية أهل الجنة في الجنة أن( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) وليسمح لي الاخ عبد اللطيف بالادلاء بدلوي في هذا الموضوع الهام وليأذن لي الاخ هيثم في هذا الرد والذي أرجو من الاخوة الكرام أن يوسعوا لي صدورهم .
فاقول وبالله التوفيق :-
الواجب علينا الايمان بأسماء الله وصفاته الحسني أي ما أثبته الله تعالي لنفسه في كتابه , أو سنة رسوله صلي الله عليه وسلم من الاسماء والصفات علي الوجه اللائق به من غير تحريف , ولاتعطيل , ولاتمثيل , قال الله تعالي (( ولله الاسماء الحسني فأدعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )) <الاعراف 18< وقال (( وله المثل الاعلي في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ))<الروم 27> وقال ((ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ))<الشوري11> وقد ضل في هذا الامر طائفتان :
احداهما : المعطله الذين أنكروا الاسماء والصفات أو بعضها زاعمين أن إثباتها لله يستلزم التشبيه أي تشبيه الله تعالي بخلقه , وهذا الزعم باطل من وجوه منها :
الأول : أنه يستلزم لوازم باطله كالتناقض في كلام الله سبحانه وذلك أن الله تعالي أثبت لنفسه الاسماء والصفات ونفي أن يكون كمثله شئ ولو كان إثباتها يستلزم التشبيه لزم التناقض في كلام الله وتكذيب بعضه بعضا- حاشا لله - .
الثاني : أنه لا يلزم من إتفاق الشيئين في إسم أو صفه أن يكونا متماثلين فأنت تري الشخصين يتفقان في أن كلا منهما إنسان سميع , بصير , متكلم , ولايلزم من ذلك أن يتماثلا في المعاني الانسانية , والسمع والبصر والكلام , وتري الحيوانات له أيد وأرجل وأعين ولا يلزم من إتفاقها هذا أن تكون أيديها وأرجلها وأعينها متماثلة .
فاذا ظهر التباين بين المخلوقات فيما تتفق فيه من أسماء وصفات فالتباين بين الخالق والمخلوق أبين وأعظم .
الطائفة الثانية : المشبهة الذين أثبتوا الأسماء والصفات مع تشبيه الله تعالي بخلقه زاعمين أن هذا مقتضي دلالة النصوص , لأن الله تعالي يخاطب العباد بما يفهمون وهذا الزعم باطل لوجوه منها :
الأول : أن مشابهة الله تعالي لخلقه أمر باطل يبطله العقل والشرع ولايمكن أن يكون مقتضي نصوص الكتاب والسنة أمرا باطلا .
الثاني : أن الله تعالي خاطب العباد بما يفهمون من حيث أصل المعني , أما الحقيقة والكنه الذي عليه ذلك المعني فهو مما إستاثر الله تعالي بعلمه فيما يتعلق بذاته وصفاته .
فإذا أثبت الله لنفسه أنه سميع , فإن السمع معلوم من حيث أصل المعني ( وهو إدراك الأصوات ) لكن حقيقة ذلك بالنسبة الي سمع الله تعالي غير معلومة لأن حقيقة السمع تتباين حتي في المخلوقات , فالتباين بين الخالق والمخلوق , أبين وأعظم وتكفي في ذلك الاية السابقة أعلاهـ (( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ))<الشوري11>
وإذا أخبر الله تعالي أنه إستوي علي عرشه فإن الاستواء من حيث أصل المعني معلوم , لكن حقيقة الاستواء الذي هو عليه غير معلومة بالنسبة الي استواء الله علي عرشه , لأن حقيقة الاستواء تتباين في حق المخلوق , فليس الاستواء علي كرسي مستقر كالاستواء علي رحل بعير صعب نفور , فإذا تباينت في حق المخلوق فالتباين فيها بين الله تعالي والمخلوق أبين وأعظم ويمكن فهم ذلك وفقا للايه السابقة 11 الشوري , لعل في أعلاهـ الكفاية لمن ارادها وأسال الله العلي القدير التوفيق .
غير أني وغير مستهونا بالامر سابق الذكر كنت أرجو من الاخوة الكرام الاهتمام بمسائل تجمع الشمل وتوفق بين المسلمين علي افتراق مذاهبهم ونحلهم ولنعلم أن الكفار الان توحدوا - وليس هناك أصلا شئ يوحدهم- من أجل ضرب الاسلام والمسلمون مختلفون ومتشاكسون .
وفي الختام دعوني أدعوا بهذا الدعاء ولنأمن جميعا خلفه (( اللهم أهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك فانك تهدي من تشاء الي صراط مستقيم .
والله من وراء القصد
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
مالك