عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 29-03-2001, 09:52 AM
مستبصر مستبصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 180
Post


(( 1 )) التكفير والتبديع(1) في كتب الحنابلة ، وما له حكم ذلك أو توابعه من التضليل والتفسيق والشتم واللعن والبذاءة:
يقول الأستاذ حسن المالكي ص105-106:
" لا يجوز تكفير المسلم الذي يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ولم ينكر شرائع الإسلام الظاهرة المعلومة من الدين بالضرورة كالصلاة والصوم والزكاة والحج ولم ينكر تحريم المحرمات المعلومة من الدين بالضرورة كالكذب والخيانة والظلم والزنا والسرقة ... كما لا يجوز تبديعه ولا شتمه ولا لعنه.
وقد يرتكب المسلم مكفراً لكن لا يكفر المرتكب حتى يُسأل عن سبب ارتكابه ذلك ويتم التحاور معه والمناظرة وتقديم البراهين والأدلة لتقوم عليه الحجة ويفهم الحجة وتؤخذ منه حجته إن كان عنده حجة أو دليل ويصبر عليه ويلتمس له العذر ما أمكننا إلى ذلك سبيلاً وتتم دعوته للحق برحمة ولين وقد جاء النهي عن التكفير ( تكفير المسلمين ) في نصوص كثيرة لعل من أبرزها قوله ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم ): (( إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما )) (2) ، وفي لفظ: (( إن كان كما قال وإلا رجعت عليه )) (3) ، وقوله ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) : (( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء )) (4).
وقد كانت سيرة الرسول ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) خير مثال لتطبيق ذلك فقد أجرى أحكام الإسلام على المنافقين ( وهم أصحاب الدرك الأسفل من النار ) مادام أنهم يتسمون باسم الإسلام رغم عدم إيمانهم بنبوة النبي ورغم معرفته ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) بكثير من أعيانهم معرفة يقينية.
لكن أصحاب النزاعات العقائدية نسوا هذه المبادئ عند تخاصمهم ولم يسلم أهل السنة ممثلين في الحنابلة والأشاعرة وغيرهم لم يسلموا من ولوج باب التكفير والتبديع وأشباههما (5) وهاكم النماذج على فشو التكفير والتبديع غير المستند على بينه ولا برهان في كتب العقائد حتى وصل الأمر لتكفير كبار أئمة وفقهاء السنة فضلاً عن غيرهم ... فمن نماذج التكفير عند الحنابلة ":
تابع في الحلقة القادمة إن شاء الله
__________________________________________________ __________
الهوامش:
(1) والمقصود بالتكفير هنا والتبديع أي التكفير الخاطئ الظالم الذي ننزله على المسلمين أما تكفير الكافر فهذا ليس موطن النزاع بشرط أن تتحقق شروط التكفير وترتفع موانعه وكذلك ذمنا هنا للتبديع والتفسيق واللعن ... إنما هو ذلك الذي يقع بظلم وجهل وهو الغالب على هذه الأمور في كتب العقائد.
(2) صحيح البخاري- كتاب الأدب.
(3) صحيح مسلم- كتاب الإيمان.
(4) سنن الترمذي- كتاب البر والصلة ، وسنده حسن.
(5) كما لا يجوز التبديع ولا التفسيق ولا التضليل إلا ببرهان واضح لنا فيه حجة عند الله عز وجل ، فالتورع عن التكفير أو التفسيق أو الاتهام بالنفاق هو الأصل. ولأن نخطئ في التبرئة خير من أن نخطئ في الاتهام.