عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 12-04-2007, 10:48 PM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي

الطريق إلى غوانتانامو / (5)


تحقيق أجراه: سالم الشطي: الطريق من الكويت إلى غوانتانامو ومن غوانتانامو إلى الكويت لا تقاس بالمسافات.
هي طريق ملأى بمصاعب التجربة وصعوبة الذكرى.هذه اللقاءات التي نرويها على لسان أصحابها الكويتيين العائدين من غوانتانامو عادل زامل عبد المحسن الزامل مواليد 1963، متزوج من زوجتين ولديه 9 أبناء وعبد الله صالح علي العجمي مواليد 1978، متزوج وسعد ماضي سعد العازمي مواليد 1979،متزوج، سوف تغطي فترة الاعتقال وحتى الفرج والعودة إلى أرض الوطن وهي تروى بألسنة هؤلاء، وهم مستعدون للتعقيب والرد على أي استفسار قد يرد من القراء.
تفاصيل ذهابهم الى باكستان ثم الى افغانستان والعيش في ظل حكومة طالبان ثم الغزو الاميركي لافغانستان والقبض عليهم في باكستان مرورا ترحيلهم الى قندهار واستقرارهم بـ «غوانتانامو» وانتهاء بالافراج عنهم ورجوعهم الى الكويت. تنشرها «الراي» على حلقات يرى القارئ فيها ذلك المعتقل... من الداخل.
وإليكم التفاصيل:


جنود أميركيون أسلموا على أيدي شباب وهم تحت العذاب... لله الحمد
يستكمل اسرى غوانتانامو المحررين قص المعاناة التي عاشوها في المعتقل.
هل مارستم في معتقل غوانتانامو دعوة الجنود الأميركان إلى الإسلام؟ أو تعلمتم اللغة الإنكليزية منهم؟- العازمي: كثير من الاخوة الأسرى في غوانتانامو كانوا يجيدون اللغة الانكليزية، وكانوا يدعون الجنود الأميركان، وأسلم بعضهم ولله الحمد، وعندما علمت إدارة المعتقل بقيادة الجنرال ميلر أن بعض العسكر أشهروا إسلامهم فاستبدل الجنود بآخرين وحذرهم من فتح مجال الأسئلة الدينية مع المعتقلين أبدا، وأن هذا من اختصاص المحققين فقط، فلما جاء الحرس الجدد كانوا يرفضون مجرد الحديث عن الإسلام عندما كان بعض الاخوة يحاولون عرضه عليهم، ويقولون لنا: لو نفتح معكم هذا الموضوع سينقطع راتبي وأحاكم محاكمة عسكرية وقد أسجن من إثر ذلك، فأرجوك لا تفتح معي هذا الموضوع بتاتا.
أما تعلم اللغة الانكليزية، فكنا مهتمين بها منذ بداية اعتقالنا ونريد تعلمها وإجادتها، وأغلب الأسرى في غوانتانامو تعلموها، ثم تركنا الرغبة في التعلم بسبب أن الأميركان كان كلامهم دائما قبيحا جدا، فعندما تتحدث معه تجد كلامهم وخصوصا كلام الاستغراب عندهم كله فحش وكلمات «فك وتركيب»! وأظنك فهمت قصدي.. وأسميناها بذلك لنتجنب الألفاظ السيئة.. وهذا جعلنا نترك ونكره اللغة الانكليزية.. ونتعفف عن تعلمها، ومن الصعب علينا أن نتعلم من أناس بهذه السوقية والوقاحة في الألفاظ، وتوقفنا عن مخالطتهم والحديث معهم عن اللغة، ولكن لطبيعة الحال تعلمنا من اللغة الانكليزية ما نستطيع أن نطلب به أمرا ما، ونخاطبهم بالأمور السطحية البسيطة.
• سعد هل ارتكبت ضدك بعض العقوبات نتيجة لارتكابك فعلا ما؟
- العازمي: سألني مرة أحد المحققين سؤالا، فقلت له: منذ ثلاث سنوات وأنتم تسألونني نفس السؤال وأجيبه أما الآن فلن أجيب، فأتى بالمصحف، وكان طبعة مجمع الملك فهد، وفتحه من نصفه وبصق عليه أمامي، ثم أعطاه للمحققة «ميغن» وقال لها تصرفي به، فأمسكته وضربته بالحائط، ثم أشعلت سيجارتها وأطفأتها بالمصحف..
كيف كان شعورك وأنت ترى إهانة المصحف؟
- شعور محزن، وأحيانا أبكي من القهر، ولكننا أسرى لا حول لنا ولا قوة إلا بالله.
وماذا حصل بعد ذلك؟
- عندما أبديت اعتراضي ورفضي لإهانة المصحف، تم عقابي بالسجن عاريا لشهر وأحيانا أسبوعين، وأضطر بعدها للإجابة حتى لا يزيدوا في إهانتهم للقرآن الكريم.
ولو أسرد لك أنواع التعذيب نوعا نوعا لما انتهينا ولو بعد سنة، فالأميركان مارسوا جميع أنواع التعذيب معنا، سواء كان التعذيب النفسي أو الجسدي أو أي نوع آخر من أنواع التعذيب.
يقال ان الإغراءات الجنسية من أنواع التعذيب في غوانتانامو، فما صحة ذلك؟
- العازمي: نعم كانوا يمارسون معنا الإغراءات الجنسية كنوع من أنواع التعذيب، يأتون ببعض الساقطات في أميركا، أو اللواتي يعشن في أميركا من بعض الجنسيات العربية، مع الأميركيات ويضعنهن في المعسكر، فمتى احتاج المحقق إلى إغراء أحد المعتقلين أو الضغط عليه بالجانب النفسي فإنه يطلب إحداهن فتأتي وتعمل بعض الإغراءات للأسير، وهم يعلمون أن الشباب المسلم الملتزم يغض بصره عن النساء ويجتنبون فتن النساء، فكانوا يستغلون ذلك في التحقيق. يأتون بالساقطة في التحقيق وتتعرى أمام الأسير أو ترقص أو تلبس لبسا عاريا، أو تمسح الأسير، أو تأتي بكريم (..).
على سبيل المثال فإن المحققة «ميغن» التي كشف اسمها عادل الزامل، كانت تحقق معي فترة طويلة وتجلب معها الساقطات منهن عربيات ومنهن أميركيات، وهي نفسها تفتح صدرها وتقول انظر إلى صدري ما رأيك به؟ هل هو جميل؟ على سبيل المثال.. وأحيانا تلبس «شورت» وتضع رجلا على رجل، وتقول انظر إلي وخذ الأمر طبيعي، فأنتم تفهمون الدنيا والحياة بصورة خاطئة، وتحاول أن تشد الأسير بالقوة إذا غض بصره، فتأمره بالنظر إليها أو إدخال قوات مكافحة الشغب لضربه.
وفعلا في أحد الأيام، وكان يوما مؤسفا، جاءت «ميغن» ومعها أميركيتين كن شبه عاريتين، فقالت عليك أن تختار إحدى هاتين المرأتين الفاتنتين، وهما متمرستان بالجنس، لهما باع في كذا وكذا، ويقلن لي انظر إلينا، بينما كنت أغض بصري وأنا مقيد اليدين والبطن مع الرجلين المربوطتين بالأرض ما يعيق حركتي أصلا، فتأتي إحداهما لترفع رأسي بعد أن كنت مطأطأ الرأس، وتقول انظر إلي، ومعها مترجمة من إحدى الدول العربية، فتقول لي انظر إليها ولا تخف، اعتبرها مثل اختك وانظر إليها، وبدأت إحداهن تنزع عنها لباسها، ويريدونني أن أنظر إليها وهي تنزع ملابسها، فضحكن مع بعضهن البعض، فقالت «ميغن»: لا.. هو يحبني أنا أكثر، فقامت «ميغن» الساقطة، وهي ضابطة في البحرية الأميركية، تتعرى وتكشف صدرها وتقول لي: سنعمل معك هكذا حتى تحلق لحيتك وتنام مع النساء هؤلاء وتصبح حياتك عادية جدا، ولكن ولله الحمد الذي ربط على قلوبنا في غوانتانامو، ولم نسمع أن أحدا من الأسرى مارس معهن الجنس، وذلك من فضل الله تعالى.
والغريب أنهم كانوا يجلبون معهن بعض الجنسيات العربية، ويتعرين بنفس الطريقة، ويمارسن نفس ما تمارسه الساقطات الأميركيات، حتى بإهانة المصحف الشريف، ومنعنا من الصلاة.
- العجمي: في أول يوم من أول رمضان أمضيناه في غوانتانامو، كان بجانبي أحد الأخوة، أسأل الله أن يفرج عنه، وهو سعود الجهني من جدة، أخذوه للتحقيق في أول يوم من رمضان، ودخلت عليه ضابطة أميركية سوداء، أسأل الله أن ينتقم منها، ومعها عسكري، وبدأوا يغرون أخينا، وهي تأخذ الدهان وتمسح على جسده، بحجة أنها تريد تدليكه، وبدأت بإغرائه، وكان الأخ يقاومها ولكنها تصر، فاحتار ماذا يفعل إلى أن فكر أن يبصق في فمها، فلما قربت فمها عند فمه تريد منه تقبيلها، بصق في فمها، فمن قهرها منه أمسكت رأسه وضربته بالحديد الموجود بالأرض، ثم دخلوا عليه قوة الشغب وأوسعوه ضربا، حتى كسرت بعض أسنانه، وفي المرة الثانية دخلت عليه الضابطة السوداء مرة أخرى، ولا حيلة له، فاستعان بالله وبدأ يقرأ آية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة والمعوذتين ثم ينفث عليهم، وهو يحدثني شخصيا يقول: والله الذي لا إله إلا هو أنهم لم يستطيعوا تحمل ذلك ويأمرونه بالتوقف عن ذلك ويضعون أصابعهم في آذانهم، حتى هربوا من عنده بفضل الله تعالى.
وهناك أخ سوري اسمه يعقوب، حافظ القرآن، دخلت عليه محققة أميركية تريد إغراءه لأنه كان لا يتكلم أثناء التحقيق معهم بأي كلمة، لأنه كان يخاف أن تصدر عنه كلمة قد تكون سببا في هدم الإسلام أو إلحاق الضرر بالمسلمين، فبدأت تغريه، فجلس يبكي ويدعو الله عز وجل، حتى انفك القيد من يده، فهربت كالفأرة، وخرجت من غرفة التحقيق واستدعت قوة الشغب، فضربوه وأسقطوه على الأرض ثم ثبتوه على الكرسي، وأتت الخبيثة فتعرت عن ملابسها، ووضعت يدها في فرجها ثم وضعت الحيض على وجه أخينا، أكرمكم الله، وهو لايزال موجودا هناك، نسأل الله أن يفرج عنه.
• طيب ماذا كان الهدف من هذه الإغراءات الجنسية لمعتقل يعدونه عدوا؟
- العازمي: الأصل فيها رغبتهم أن نترك ديننا وننفتن عنه، كما قال تعالى « ودّ الذين كفروا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء»، فيريدون منا الردة عن الدين وملة محمد صـلى الله عليه وسلم، ويريدوننا أن نتخلى عن مبادئنا الأخلاقية..
يعني ليس لجلب معلومات منكم؟- العازمي: الأصل أنهم يريدون المعلومة، ولكنهم في نفس الوقت يريدون الأسير مثلهم كما قيل (ودت الزانية لو أن كل النساء زنين)، فالأميركان شعب ساقط منحط بلا أخلاق ولا مبادئ ولا قيم، والله أعلم.
هل قابلكم الوفد الكويتي الذي ذهب إلى غوانتانامو؟ وماذا حصل معهم؟
- العازمي: قابلنا مرتين، الأولى كانت في بداية الأسر، والمقابلة الثانية بعد تقريبا ثلاث سنوات من الأسر، حققوا معنا هناك بعض التحقيقات، ووجه لنا التهم التي وجهها لنا الأميركان، وأخذ منا بعض المعلومات ومضى.
- الزامل: كانت مقابلة الوفد الكويتي معنا شبه سطحية، جلب لنا رسائل من أهلنا، وأخذ منا رسائل لهم، ويبدو أنهم كانوا يتفاوضون مع الأميركان حول كيفية استلامنا، وجلب لنا سلامات أهلنا، وأخذ أخبارنا لهم، وأتونا هم مرتين، في السنة الثانية والثالثة على ما أظن.. قالوا لنا بقرب الإفراج عنا، وأهل الكويت ينتظرونكم، ونحن مشتاقون لكم، وسيكون الفرج قريبا، ولا تخافون، ومن مثل هذا الكلام، وقالوا لنا أنهم سيخرجون منا ليذهبوا إلى واشنطن العاصمة للمطالبة بالإفراج وكتابة عقود الاستلام لنا، وكيفية الاستلام. وأخبرونا أن الحكومة الكويتية مازالت تسعى مع الخارجية الأميركية من أجل فك الأسر.