أيها الشاعر المتألق في سماء غربتي
فتشت بين دفاترك ودمعاتك فاستوقفتني هذه الآهات
شكرا لأنك
تنفض عن أعيننا وأنفسنا، ما اعتلاها من غبار صدئ
أقسم أني أكتب والدمع يساقط ملحا نديا
......
هل تظن أن لي وطنا أهنأ به
يا سيدي
كن عربيا فتكون بلا وطن
أقف هنا، أكتوي بعذاباتي وغربتي بين أضلعي
أسامر كل شي إلا نفسي الهاربة
وأداعب كل شي إلا خصلات أشلائي المتناثرة
غربتك: غربتي وغربتنا، فاحكي عنها
علنا نتعلم منك كيف نواري الجرح خلف الكلمات الدامعة
وابق هنا تسامر حروفك الزمردية علها تنير عتمة ليالينا الحالكة
أيها المغترب عن وطنك وعني
ارحل بعيدا وارثِهِ كما تشاء، وابكِني كما تشاء
فأنا هنا أتضور حبا وأجتر شوقا لمعانقة وطن
ابتعِد واقترِب وسافِر في عينيَّ كما تشاء
وارحَل عني وابقَ معي وارقًد تحت جناحي
علني أحتويك وطنا وتحتويني أرضا وسماءا
سامحك الله،
اندملت جروحي فما عدت أتعرف على نفسي
إلا حين شعرت بغربتي
وأحييت دمعي وكنت قد ودعته قبل قرن أو قبل قليل
سألت القلم أن يتوقف فأبى أن يغترب عن هذه اللوحة
فقلت أتوقف أنا حتى لا تتفتت أجزائي فيصير جرحي جروحا
تحياتي
خاتون: دمعة على خد الغربة