عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 12-02-2001, 12:51 PM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

(((( دليل الحاج والمعتمر - الحلقة الخامسة ))))

الخروج إلى مِنى (8 ذو الحجّة): وهو سنة:
والسُّنة أن يخرُج إلى مِنى يوم الثامن من ذي الحِجّة، فيبيت فيها ويُصلي فيها خمس صلوات ءاخرها صُبح يوم عَرفة (9 ذو الحجّة)، ثم يذهب بعد إشراق شمس ذلك اليوم إلى نَمِرة وهي ملاصقة لعرفة، ويغتسل فيها ويمكث فيها إلى أن تزول الشمس، ثم ينتقل من نَمِرة إلى المسجد الذي هو جزءٌ منه مِن عرفة وجزءٌ منه ليس منها، ويصلي فيه الظهر والعصر جمع تقديم، فلا يدخل عرفات إلا بعد الزوال والصلاتين.

الوقوف بعرفة (9 ذو الحجّة): وهو ركن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة"، رواه أحمد وأصحاب السنن، فالوقوف في عرفة ركنٌ من أركان الحجّ.

يتوجّه الحُجّاج إلى عرفة وهو جبل معروف هناك، واستحسن بعض العلماء أن يقول في مسيره لعرفة: "اللَّهمّ إليك توجّهت ولوجهك الكريم أردتُ، فاجعل ذنبي مغفوراً وحجي مبروراً وارحمني ولا تُخيّبني إنك على كل شىء قدير"، ويُكثر من التلبية.

ووقت الوقوف بعرفة من زوال يوم التاسع من ذي الحجة إلى طلوع فجر اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى، ويحصل الفرض بالوقوف ولو لحظة في ذلك الوقت، والأفضل أن يجمع بين الليل والنهار فيدخل بعد الزوال وبعد أن يصلي الظهر والعصر جمع تقديم ولا يخرج منها قبل المغرب، والأفضل للرجال أن يقفوا في موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصخرات الكبار المُفترِشة أسفل جبل الرحمة، وللنساء حاشية الموقف حتى لا يُزاحمنَ الرجال.

والأفضل أن يكون مُستقبلاً للقبلة مُتطهراً ساتراً عورته، فلو وقف مُحدِثاً أو جُنُباً أو حائضاً أو عليه نجاسة أو مكشوف العورة صحّ وقوفه ولكن فاتته الفضيلة.

ويُستحبّ أن يكون مُفطراً فلا يصوم وأن يكون حاضر القلب فارغاً من الأمور الشاغلة عن الدعاء، وينبغي أن يُقدم قضاء أشغاله قبل الزوال ويتفرغ بظاهره وباطنه عن جميع العلائق.

ويُستحبّ أن يُكثر من الدعاء والتهليل وقراءة القرءان فهذه وظيفة هذا الموضع المبارك ولا يُقصّر في ذلك، ويُكثر الذكر والدعاء قائماً وقاعداً ويرفع يديه في الدعاء ولا يجاوز بهما رأسه، ولا يتكلف السجع في الدعاء، ويُستحب أن يخفض صوته بالدعاء، ويُكره الإفراط في رفع الصوت، وينبغي أن يُكثر من التضرّع فيه والخشوع فيه وإظهار الضعف والافتقار والذلة، ويُلحّ في الدعاء ولا يستبطىء الإجابة بل يكون قوي الرجاء للإجابة، ويكرر كل دعاء ثلاثاً، ويفتتح دعاءه بالتحميد والتمجيد لله تعالى والتسبيح والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويختمه بمثل ذلك، وليختم دعاءه بآمين.

ويُستحب أن يُكثر من التلبية رافعاً بها صوته، وينبغي أن يأتي بهذه الأنواع كلها فتارة يدعو وتارة يهلل وتارة يكبر وتارة يلبّي وتارة يُصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يستغفر.

وليدعُ لنفسه ووالديه وأقاربه وشيوخه وأصحابه وأحبابه وأصدقائه وسائر من أحسن إليه وسائر المسلمين، وليحذر كل الحذر من التقصير في ذلك فإن هذا اليوم لا يمكن تَداركه بخلاف غيره، وليكثر من البكاء مع الذكر والدعاء فهناك تُسكب العبرات وتُستقال العثرات وتُرجى الطلبات، وإنه لمجمع عظيم وموقف جسيم يجتمع فيه خِيار عباد الله المخلصين وخواصّه المقربين وهو أعظم مجامع الدنيا، وقيل: إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة غُفر لكل أهل الموقف.

ومن الأدعية المختارة: "اللهم ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك تُصلح بها شأني في الدارين، وارحمني رحمةً منك أَسعَدُ بها في الدارين، وتُبْ عليَّ توبةً نصوحا لا أنكثها أبداً، وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغُ عنها أبداً، اللهم انقلني من ذلّ المعصية إلى عزّ الطاعة، وأغنني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلِك عمن سواك، ونوّر قلبي وقبري وأعذني من الشرّ كلّه واجمع لي الخير كله، أستودعك ديني وأمانتي وقلبي وبدني وخواتيمَ عملي وجميع ما أنعمتَ به عليّ وعلى جميع أحبّائي والمسلمين جميعاً".

ولتحذر أخي المسلم من المخاصمة والمشاتمة والمنافرة والكلام القبيح، واحترز غاية الاحتراز من احتقار من تراه رثّ الهيئة أو مقصّراً في شىء غير واجب.

تنبيه: ما اشتُهِر عند العوام من الاعتناء بالوقوف على جبل الرحمة الذي بوسط عرفات وترجيحهم له على غيره من أرض عرفات حتى ربما توهّم كثيرٌ من جهلتهم أنه لا يصِح الوقوف إلا به فخطأ مخالف للسنة.

يتبع... إن شاء الله.

والله من وراء القصد.