بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
أعتذر عن التأخر في إكمال الحلقات ولذلك سأنزل اليوم إن شاء الله حلقتين متتابعتين.
وأود أن أقول لمن يشكرني من الإخوة الأفاضل على هذه الحلقات: بارك الله فيكم
فهذا أقل ما نستطيع أن نخدم به حجاج بيت الله ومعتمريه رزقنا الله وإياكم حج بيته حجاً مبروراً خالصاً لوجهه الكريم.
(((( الحلقة السابعة - دليل الحاج والمعتمر ))))
الهَدْي:
ينحر الحاج المتمتّع أو القارِن الهديَ في مِنى بعد الرمي يوم العيد.
الحلق أو التقصير: وهو ركن:
يبدأ وقت الحلق أو التقصير من النصف الثاني من ليلة العيد، وقبل ذلك حرام أن يزيل الحاج والحاجّة شعرة واحدة من بدنهما.
وأقل واجب الحلق ثلاث شعرات حلقاً أو تقصيراً من شعر الرأس، ومن لا شعر على رأسه يُستحب أن يُمِرّ الموسَى عليه.
والحلق للرجل أفضل من التقصير بالمقص لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللَّهمّ اغفر للمُحلّقين، قالوا: والمُقصّرين يا رسول الله، قال: اللَّهمّ اغفر للمُحلّقين، قالوا: والمُقصّرين يا رسول الله، ثم قال: وللمُقصّرين”، رواه البخاري.
والسنة أن يكون الحلق أو التقصير يوم النحر، والأفضل بعد طلوع الشمس وقبل طواف الركن والسعي، ويُسنّ حلق جميعه للذكر، وأما المرأة فتُقصّر، ويُستحبّ جميع جوانب رأسها.
طواف الإفاضة: وهو ركن:
ولا يصحّ طواف الإفاضة إلا بعد نصف ليلة العيد، ويصحّ قبل رمي جمرة العقبة أو بعده وقبل الحلق أو بعده، والأحسن أن يكون بعد الرمي والحلق أو التقصير، وفي كيفيته فليراجع ما قلناه في طواف القدوم.
التحلّل الأول:
إذا فعل الحاجّ اثنين من ثلاثة يكون قد تحلّلَ التحلّل الأول وهذه الثلاثة هي: رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير وطواف الفرض.
السعي بين الصفا والمروة: وهو ركن:
لا يصحّ السعي إلا بعد طواف، فمن شاء سعى بنية الفرض بعد طواف القدوم، وله أن يؤخره بعد أن يطوف طواف الإفاضة.
كيفية السعي:
السنة أن يخرج من باب الصفا ويأتي سفح جبل الصفا فيصعد قدر قامة حتى يرى البيت وهو يتراءى له من باب المسجد باب الصفا، لا من فوق جدار المسجد بخلاف المروة، فإذا صعد استقبل الكعبة وهلّل وكبّر ويقول: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أَوْلانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شىء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مُخلصين له الدين ولو كرِه الكافرون".
ثم يدعو بما أحب من أمر الدين والدنيا، وحسنٌ أن يقول: “اللَّهمّ إنك قلت وقولك الحق: "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، وإنك لا تُخلف الميعاد وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزِعه مني وأن تتوفاني مسلماً”، ثمّ يضمّ إليهِ ما شاء من الدعاء ولا يُلبي، ويقول أثناء سعيه: "ربّ اغفِر وارحمْ وتجاوز عمّا تعلمْ إنك أنت الأعزُّ الأكرمْ".
ثم ينزل من الصفا متوجهاً إلى المروة فيمشي حتى يبقى بينه وبين الميل الأخضر المعلّق بفناء المسجد على يساره قدر ستة أذرعٍ، ثم يسعى سعياً شديداً حتى يتوسّط بين الميلين الأخضرين اللذَيْن أحدهما في ركن المسجد والآخر متّصل بدار العباس رضي الله عنه، ثم يترك شِدة السعي ويمشي على عادته حتى يصل المروة فيصعد عليها حتى يظهر له البيت فإن ظهر فيأتي بالذكر والدعاء كما فعل على الصفا، فهذه مرة من سعيه، ثم يعود من المروة إلى الصفا فيمشي في موضع مشيه في مجيئه ويسعى في موضع سعيه فإذا وصل الصفا صعده وفعل كما فعل أولاً وهذه مرة ثانية من سعيه، ثم يعود إلى المروة فيفعل كما فعل أولاً ثم يعود إلى الصفا وهكذا حتى يُكمل سبع مرات، يبدأ بالصفا ويختم بالمروة.
ويستحب أن يسعى على طهارة ساتراً عورته فلو سعى مكشوف العورة أو مُحدِثاً أو جنباً أو حائضاً أو عليه نجاسةٌ صحّ سعيه.
ويُستحبّ أن يكون في موضع السعي الذي سبق بيانه سعياً شديداً فوق الرَّمَلِ إن ترك ذلك فاتته الفضيلة، وأما المرأة فالأصح أنها لا تسعى أصلاً بل تمشي على هَيْنتِها بكل حال، وإذا كَثُرت الزحمة فينبغي أن يتحفَّظ من إيذاء الناس، وإذا عجز عن السعي الشديد في موضعه للزحمة تشبّه في حركته بالساعي.
مبيت مِنى ورمي الجمرات أيام التشريق: وهو واجب:
ثم يذهب الحاج إلى مِنى ليلة أول يوم من أيام التشريق(11 ذو الحجة) ويبيت فيها وبعد دخول الظهر من أول أيام التشريق يرمي الجمرات الثلاث، ويُشترط فيه أن يكون بعد دخول وقت صلاة الظهر وترتيب الجمرات، فيبدأ بالجمرة الصغرى فيرميها بسبع حصيات ثم يرمي الوسطى بسبعٍ ثم يختم بجمرة العقبة التي رماها الحاج يوم العيد فيرميها بسبعٍ.
وفي الثاني من أيام التشريق يفعل مثل ما فعل في اليوم الأول.
ثم إذا غَرُبت عليه شمس ثاني أيام التشريق وهو بمِنى وجب عليه رمي اليوم الثالث، ويرمي كاليوم الأول والثاني.
ومن أراد أن يرمي اليوم الأول والثاني من أيام التشريق فقط عليه أن يخرج من مِنى قبل غروب شمس اليوم الثاني ويُسمى هذا النفر الأول.
ومن خاف على نفسه من الزحمة فله أن يُؤخر كل الرمي إلى اليوم الثالث من أيام التشريق إن شاء، ويُستحب للحاج أن يغتسل للرمي.
تنبيهان:
1- ليس للحاج أن يُوكّل بالرمي غيره إلا إذا كان عاجزاً عن الرمي بنفسه، فمن يضع الجمرات في كيس ويرمي عن جماعة قادرين على الرمي لم يصح.
2- أُمِرنا نحن معاشر أمة محمد بهذا الرمي إحياءً لسنة إبراهيم عليه السلام وفي ذلك رمزٌ لمشروعية مخالفة الشيطان وإهانته وليست هذه الأماكن مسكناً للشيطان كما يزعم بعض الناس.
طواف الوداع: وهو واجب على قول وسنة على قول ءاخر:
ثم بعد إنهاء الحاج والمعتمر من مناسكه يجب على قول في مذهب الإمام الشافعي أن يطوف طواف الوداع، وفي كيفيته فليراجع ما قلناه في طواف القدوم..
ويُسن أن يقول الحاج في رجوعه من سفر الحج: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير، ءايبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده".
يتبع... إن شاء الله.
والله من وراء القصد.
|