بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
(((( دليل الحاج والمعتمر – الحلقة العاشرة ))))
من ءاداب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم:
أولاً: إذا انصرف الحجّاج والمعتمرون من مكة فليتوجهوا إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيارة تربته فإن زيارته صلى الله عليه وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي.
ثانياً: ويُستحب لك أخي المسلم أن تنوي مع زيارته صلى الله عليه وسلم التقرُّب إلى الله تعالى بالمسافرة إلى مسجده والصلاة فيه.
ثالثاً: يُستحب للمتوجه إلى زيارته صلى الله عليه وسلم أن يُكثر من الصلاة والتسليم عليه في طريقه، فإذا وقع بصره على أشجار المدينة وحرمها وما يُعرف بها زاد من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته صلى الله عليه وسلم وأن يتقبلها منه.
رابعاً: يُستحب أن يغتسل قبل دخوله ويلبس أنظف ثيابه.
خامساً: يستحضر في قلبه حينئذٍ شرف المدينة وأنها أفضل الدنيا بعد مكة عند بعض العلماء وعند بعضهم أفضلها على الإطلاق، وأن الذي شَرُفت به هو الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم خير الخلائق أجمعين.
وليكن من أوّل قدومه إلى أن يرجع مستشعراً تعظيمه ممتلىء القلب من هيبته كأنه يراه.
سادساً: إذا وصل إلى باب مسجده صلى الله عليه وسلم فليقل ما قدّمناه لاحقاً في دخول المسجد الحرام، ويُقدم رجله اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج وكذا يفعل في جميع المساجد، ويدخل فيقصد الروضة الكريمة وهي ما بين المنبر والقبر فيصلي تحية المسجد بجنب المنبر.
ويستقبل السارية التي إلى جانبها الصندوق وتكون الدائرة التي في قِبلة المسجد بين عينيه فذلك موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وُسّع المسجد بعده.
سابعاً: إذا صلى التحية في الروضة أو غيرها من المسجد شكر الله على هذه النعمة ويسأله إتمام ما قصده وقبول زيارته، ثم يأتي القبر الكريم فيستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر.
ويبعد من رأس القبر نحو أربعة أذرع ويقف ناظراً إلى أسفل ما يستقبله من جدار القبر غاض الطرف في مقام الهيبة والإجلال فارغ القلب من علائق الدنيا مُستحضراً في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته، ثم يُسلم ولا يرفع صوته بل يقتصد فيقول:
"السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله،
السلام عليك يا خيرَة الله،
السلام عليك يا خير خلق الله،
السلام عليك يا حبيب الله،
السلام عليك يا نذير،
السلام عليك يا بشير،
السلام عليك يا طاهر،
السلام عليك يا نبي الرحمة،
السلام عليك يا نبي الأمة،
السلام عليك يا أبا القاسم،
السلام عليك يا رسول رب العالمين،
السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتَم النبيين،
السلام عليك يا خير الخلائق أجمعين،
السلام عليك يا قائد الغُرّ المُحَجَّلين،
السلام عليك وعلى ءالك وأهل بيتك وأزواجك وذريتك وأصحابك أجمعين،
السلام عليك وعلى سائر الأنبياء وجميع عباد الله الصالحين،
جزاك الله عنا أفضل ما جزى نبياً ورسولاً عن أمته وصلى الله عليك كلما ذكرك ذاكر وغفلَ عن ذكرك غافل أفضلَ وأكملَ وأطيبَ ما صلّى على أحد من الخلق أجمعين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنك عبده ورسولُه وخيرتُه من خلقِه، وأشهد أنك قد بلّغتَ الرسالة وأديتَ الأمانة ونصحتَ الأمة وجاهدتَ في الله حقَّ جهاده، اللَّهمّ وءاتِه الوسيلةَ والفضيلةَ وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، وءاتِه نهاية ما ينبغي أن يسأله السائلون، اللهمّ صلِّ على محمد عبدك ورسولك النبي الأمّيّ وعلى ءال محمد وأزواجه وذريته كما صلّيت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمّيّ وعلى ءال محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد".
ومن عجز عن حِفظ هذا أو ضاق وقته عنه اقتصر على بعضه، وأقلُّهُ: "السلام عليك يا رسول الله".
ثم يتأخر قدر ذراع إلى جهة يمينه فيُسلّم على أبي بكر رضي الله عنه قائلاً: "السلام عليك يا أبا بكر صفيَّ رسول الله وثانيه في الغار جزاك الله عن أمة نبيه صلى الله عليه وسلم خيراً"، ثم يتأخر ذراعاً ءاخر للسلام على عمر رضي الله عنه فيقول: "السلام عليك يا عمر الذي أعزّ الله بك الإسلام جزاك الله عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خيراً".
ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه النبي صلى الله عليه وسلم ويتوسّل به بحق نفسه ويتشفّع به إلى ربه سبحانه وتعالى.
يتبع... إن شاء الله.
والله من وراء القصد.
|