عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 21-02-2001, 06:11 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

(((( دليل الحاج والمعتمر – الحلقة الثالثة عشرة ))))

نذكر الآن جملة من عقيدة المسلمين لتكون مرشدة للحاج في حجه وللمسلم عموماً في جميع أعماله.

عقيدة المسلمين:

إن العلم بالله تعالى وصفاته أجلّ العلوم وأعلاها وأشرفها وأوجبها عند الله تعالى، ويُسمى علم التوحيد وعلم العقيدة، وقد خصّ الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه بالترقي في هذا العلم فقال: “فَوَاللهِ إني لأعلمكم باللهِ وأخشاكم له”، رواه البخاري.

أول ما يجب على الإنسان معرفته: العلم بالله ورسوله، قال تعالى: "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ" (سورة محمد/19)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أفضل الأعمال إيمان بالله ورسوله”، رواه البخاري، وقال الإمام أبو حنيفة النعمان في كتابه الفقه الأبسط: “إعلم أن الفقه في الدين أفضل من الفقه في الأحكام”، وقال أيضاً: “أصل التوحيد وما يصح الاعتقاد عليهه وما يتعلق منها بالاعتقاديات هو الفقه الأكبر”.

فيجب على المسلم أن يعلم:
- أن الله موجودٌ لا شك في وجوده، موجود بلا مكان ولا يجري عليه زمان، قال تعالى: “أَفِي اللهِ شَكٌّ” (سورة إبراهيم/10).

- وأن الله واحدٌ أحد لا شريك له في الملك، واحدٌ في ذاته وصفاته وأفعاله، قال تعالى: “لَوْ كَانَ فِيهِمَا ءَالِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا” (سورة الأنبياء/22).

- وأن الله قديمٌ أزلي لا بداية لوجوده، قال تعالى: “هُوَ الأَوَّلُ وَالآَخِرُ” (سورة الحديد/3).

- وأن الله باقٍ لا نهاية لوجوده، أبديٌّ لا يفنى ولا يبيد، قال تعالى: “وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ” (سورة الرحمن/27).

- وأن الله قائمٌ بنفسه غنيٌّ عن العالمين فلا يحتاج لعرشٍ ولا كرسيّ ولا سماوات ولا أرض، خلق العرش إظهاراً لقدرته ولم يتخذه مكاناً لذاته، قال تعالى: “فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ” (سورة ءال عمران/97).

- وأن الله قادرٌ على كل شىء، قال تعالى: “إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ” (سورة البقرة/20).

- وأن الله مُتصفٌ بالإرادة أي المشيئة فلا يكون إلا ما يريد، قال تعالى: “وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ” (سورة التكوير/29).

- وأن الله عالمٌ بكل شىء قبل حصوله بعلم أزلي أبدي لا يتغير، قال تعالى : “وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً” (سورة الطلاق/12).

- وأن الله سميعٌ بصير، يسمع جميع المسموعات بسمع أزلي أبدي بدون أذن ولا ءالة أخرى، ويرى جميع المرئيات ببصر أزلي أبدي بدون حدقة ولا ءالة أخرى، قال تعالى: “وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (سورة الشورى/11).

- وأن الله حيٌّ بحياة أزلية أبدية ليست باجتماع لحم ودم وعظم وروح، قال تعالى : “اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ” (سورة البقرة/255).

- وأن الله متكلمٌ بكلام أزليّ أبديّ بدون لسان أو شفتين أو أيّ جارحةٍ أخرى، وبدون أن يكون كلامه صوتاً أو لغةً أو حرفاً فكلامه ليس ككلامنا، قال تعالى: “وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً” (سورة النساء/164).

- وأن الله مخالف للحوادث لا يشبه شيئاً من مخلوقاته، قال تعالى:”لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ” (سورة الشورى/11).

وليس في ذكرنا لهذه الصفات حصر صفات الله فيها، بل صفات الله غير محدودة كما نص على ذلك العلماء، وإنما ذكرناها لأنها التي يجب أن يعلمها كل مسلم.

ويجب على المسلم أن يؤمن أن الله أزلي أبدي وكذلك صفاته فلا يلحقه تَغيُّر لأن ذلك حال المخلوقات والله لا يشبه المخلوقات.

ويجب اعتقاد أن الله موجود بلا مكان لأن التحيز بالمكان من صفات المخلوقات، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان”، وكذلك لأن اللهَ خلق الأماكن كلها فلا يحتاج لشىء منها، فاحذر أخي المسلم ممن يُشبهون الله بخلقه ويصفونه بصفات المخلوقات كالجلوس والانتقال من مكان إلى مكان، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته ولم يتّخذه مكاناً لذاته”، ذكره الحافظ عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق واحتج به في نفي المكان عن الله.

ويجب على المؤمن أن يعتقد بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه أفضل الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين الذين أولهم ءادم عليه السلام، ويجب عليه أيضاً أن يعتقد أنه وُلد بمكة وبُعث فيها وهاجر إلى المدينة ودُفن فيها، وأنه صادق في كل ما أخبر به وبلّغه عن الله فمن ذلك :

عذاب القبر ونعيمه-وسؤال الملكين منكر ونكير-والبعث- والحشر-والقيامة-والحساب-والثواب-والعذاب-والميزان-والصراط-والحوض-والشفاعة-والجنة-والنار-والخلود فيهما-والرؤية لله تعالى بالعين في الآخرة، يراه المسلمون بأعين رؤوسهم من غير أن يكون الله في مكان أو جهة كما يُرى المخلوق-ويجب الإيمان بملائكة الله-ورسله-وكتبه-والقدرخيره وشره.

ويجب الإيمان أن الرسل والأنبياء صفوة الخلق وأفضلهم عند الله تعالى دينهم الإسلام لقوله تعالى: “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ” (ءال عمران/19)، وقوله تعالى: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ” (سورة ءال عمران/85).

ويجب الإيمان بأن الأنبياء مُتَّصفون بالصدق والأمانة والفطانة، فيستحيل عليهم الكذب والخيانة والرذالة والسفاهة والبلادة، وتجب لهم العصمة من الكفر والكبائر وصغائرالخسة كسرقة حبة عنب ويجوز عليهم ما سوى ذلك من المعاصي ولكن يُنبهون فوراً للتوبة قبل أن يقتديَ بهم فيها غيرهم .

أخي المسلم هذا مجمل اعتقاد المسلمين فعُضَّ عليه بالنواجذ وإياك من وساوس الشياطين، وليكن اعتقادك ثابتاً راسخاً من غير شك حتى يُتقبّل عملك وتكون من الفائزين.

يتبع... إن شاء الله.

والله من وراء القصد.