عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 14-09-2001, 03:30 PM
YARA YARA غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 734
Post

===========
أبو عبيدة بن الجرّاح
===========
هو عامر بن عبد الله بن الجرّاح ،
أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للإسلام ، وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية ،ثم عاد منها ليقف إلى جوار رسوله في بدر ، وأُحُد ،
ففي غزوة أُحُد ،أحسّ من سير المعركة حِرْص المشركين ، لا على إحراز النصر في الحرب ، بل قبل ذلك ودون ذلك ،على اغتيال حياة الرسول العظيم ، فاتفق مع نفسه على أن يظلّ مكانه في المعركة قريبا من مكان رسول الله ، وكاد يفقد صوابه إذ رأى سهما ينطلق من يدٍ مشركةٍ فيصيب النبي ، وعمل سيفه في الذين يحيطون به وكأنه مائة سيف ، حتى فرّقهم عنه ، وعندما وصل إلى الرسول ورأى الدم الزكي يسيل على وجهه ، والرسول يمسح الدم بيمينه قال :" كيف يُفلح قوم خضبوا وجه نبيهم ، وهو يدعوهم إلى ربهم ؟ " ورأى حلقتين من حلق المغفر الذي يضعه الرسول فوق رأسه قد دخلتا في وجنتي النبي فلم يطيق صبرا ، واقترب يقبض بثناياه على حلقة منهما حتى نزعها من وجنة الرسول ، فسقطت ثنية ، ثم نزع الحلقة الأخرى فسقطت ثنية ثانية .
وقد وصف أبو بكر الصديق المشهد وقال : " لما كان يوم أُحُد ، ورُمِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى دخلت في وجنته حلقتان من المِغْفر ، أقبلْت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، وإنسان قد أقبل من قِبَل المشرق يطير طيرانا ، فقلت : اللهم اجعله طاعة ، حتى إذا توافيْنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، إذا هو أبو عبيدة بن الجرّاح قد سبقني إليه ، فقال : أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ،،،، فتركته ، فأخذ أبو عبيدة بثنيته إحدى حلقتي المغفر ، فنزعها وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه ،،، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت ،،،، فكان أبو عبيدة في الناس أثْرم ،،، "

أرسله النبي في غزوة الخَبَط أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا من المقاتلين وليس معهم من زاد سوى جراب تمر ، وعندما فرغ التمر جميعه راحوا يتصيّدون " الخبط" أي ورق الشجر بقسيَهم ، فيسحقونه ويشربون عليه الماء ، ومن أجل هذا سميت هذه الغزوة بغزوة " الخبط" .
لقد أحبّ الرسول عليه السلام أبا عبيدة وآثره كثيرا ويوم جاءه وفد " نجران " من اليمن مسلمين ، وسألوه أن يبعث معهم من يعلمهم القرآن والسنة والاسلام قال لهم الرسول :" لأبعثنّ معكم رجلاً أميناً ، حقَّ أمين ،،،، حقَّ أمين ،،،، حقَّ أمين ،،،، "
وسمع الصحابة هذا الثناء من الرسول ، فتمنى كل منهم لو يكون هو الذي يقع عليه اختيار الرسول ، فتصير هذه الشهادة الصادقة من نصيبه ،
إن هذه الواقعة لا تعني طبعا أن " أبا عبيدة " كان وحده دون بقية الأصحاب موضع ثقة الرسول ، إنما تعني أنه كان واحداً من الذين ظفروا بهذه الثقة الغالية ،
وكما عاش أبو عبيدة مع الرسول أميناً ، عاش بعد وفاة الرسول أمينا ً ، ولقد سار تحت راية الإسلام أنّى سارت ، جندياً ، كأنه بفضله وبإقدامه الأمير ،،، وأميراً ، كأنه بتواضعه وإخلاصه واحداً من عامّة المقاتلين .
عندما آثر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يجعل أبا عبيدة قائدا لجيوش المسلمين بدل خالد بن الوليد ، كتم أبو عبيدة عنه الخبر ، حتى أتمّ خالد فتحه ، ثم تقدّم إليه بكتاب أمير المؤمنين .
ويسأله خالد : " يرحمك الله أبا عبيدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟ " .
فيجيبه أمين الأمة : " إني كرهت أن أكسر عليك حربك ، وما سلطان الدنيا نريد ، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله إخوة ."
ويصبح أبو عبيدة ، أمير الأمراء بالشام ، ويصير تحت إمرته أكثر جيوش الإسلام عتادا وعددا ،،،
وها هو يخاطب الذين رآهم يُفتنون بقوته ة، وعظمته ، و أمانته ،،،،
فيقول :" يا أيها الناس ، إني مسلم من قريش ،، ومل منكم من أحد ، أحمر ، ولا أسود ، يفضلني بتقوى إلا وَدِدْتُ أني في إهابه ."
ويزور أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الشام ويسأل مستقبليه : أين أخي ؟ فيقولون : من ؟ فيجيبهم : أبو عبيدة بن الجرّاح ، ويأتي أبو عبيدة ويصحبه إلى داره ، فلا يجد فيها من الأثاث شيئا ، لا يجد إلا سيفه ، وترسه ، ورحله ، ويسأله عمر : : ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس ؟" فيجيبه أبو عبيدة :" يا أمير المؤمنين ، هذا يبلّغني المقيل ،،،"

هو الذي أمسك الرسول بيمينه وقال عنه :" إن ّ لكل أمة أمينا ، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح ."
وهو الذي أرسله النبي في غزوة ذات السلال مددا ً لعمرو بن العاص ، وجعله أميرا على جيش فيه أبو بكر وعمر ،
وهو الصحابي الأول الذي لقّب ب " أمير الأمراء " .
وهو هو الذي قال عنه عمر بن الخطاب وهو يجود بأنفاسه :"لو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته فإن سألني ربي عنه ، قلت : استخلفت أمين الله ، وأمين رسوله ."
وهو الذي قال عنه عمر : " لو كنت متمنيا ، لما تمنيت إلا بيتا مملوءاً برجال من أمثال أبي عبيدة " ،،،،،،