عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 13-02-2001, 12:36 AM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

يا أبا أسامة هل تظن بأنه لا شغل لدي إلا أنت؟

إن كنت لا تعلم فلماذا تخوض في الأمور؟ إن كنت لا تعرف التأويل التفصيلي من الإجمالي فلماذا تخوض؟

سأجيبك للمرة الأخيرة: أنت حملت كلام القرطبي صاحب التفسير ما لم يقله فزعمت أنه قال: أن حمل هذه النصوص على ظاهرها هو مذهب السلف الصالح.

وهذه العبارة أنت صغتها من عندك والقرطبي لم يقل هذا بل هو كما نقلت عنه قال: ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، والفضلاء والأخيار ، أن الله سبحانه على عرشه كماأخبر في كتابه بلا كيف ، بائن من جميع خلقه ، هذاجملة مذهب السلف الصالح. انتهى

فأين هذا من نقلك أنت؟ بل هو يقول بلا كيف ومعنى بلا كيف كما صح عن السلف ففي فتح الباري:
وأخرج البيهقي من طريق أبي داوود الطيالسي قال كان سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحددون ولا يشبهون ويروون هذه الأحاديث ولا يقولون كيف قال أبو داود وهو قولنا. قال البيهقي وعلى هذا معنى أكابرنا.انتهى

فما معنى لا يحددون ولا يشبهون؟ أليس هذا كما قلته لك أنا؟ فلو كانوا يأخذون على الظاهر لما قالوا بدون تحديد ولا تشبيه. ولما قال الإمام الترمذي كما في الفتح: وقال في باب فضل الصدقة: قد ثبتت هذه الروايات فنؤمن بها ولا نتوهم ولا يقال كيف كذا جاء عن مالك وابن عيينة وابن المبارك أنهم أمروها بلا كيف، وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. وأما الجهمية فأنكروها وقالوا هذا تشبيه. وقال إسحق بن راهوية إنما يكون التشبيه لو قيل يد كيد وسمع كسمع.

أليس هذا كما قلت أنا؟ وأنهم ما أخذوا بالظاهر؟ ولماذا تتجاهل الإجماع الذي نقله شيخ الإسلام ابن حجر وهذا نصه: فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السنة من الخلف أن الله منزه عن الحركة والتحول والحلول ليس كمثله شيء. انتهى

فكيف يجمعون على تنزيه الله عن المكان والجسمية والحلول وبعد هذا تقول بأنهم يأخذون بالظاهر؟ هذا من أعظم الافتراءات عليهم.

وكيف يقولون بالظاهر وقد نقل القرافي المالكي والحافظ العراقي وابن حجر الهيتمي وغيرهم عن الأئمة الأربعة كفر القائلين بالجهة؟

هذا أكبر دليل على أنهم ما كانوا يأخذون بالظاهر وإلا فهم يكفرون أنفسهم فتنبه.

وقد نقل الإجماع هذا القاضي عياض المالكي وأن جميع هذه الظواهر متأوَّلة عند جميعهم وكذلك الإمام النووي وإمام الحرمين الجويني وابن حجر العسقلاني وأبو العباس القرطبي شيخ القرطبي هذا الذي تحمل كلامه على غير ما أراد وقبل كل هؤلاء قال الإمام " السلفي " الكبير أبو جعفر الطحاوي: هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة.... وقال فيها: وتعالى يعني الله عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات. انتهى يعني أن ما تحويه الجهة هو المتبدَع أي المخلوق ثم قال: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.

وهذا الكفر عند أهل السنة السلف فكيف يأخذون بالظواهر بعد هذا الإجماع على كفر القائل بالجهة؟ أيكفرون أنفسهم؟

أما التأويل الإجمالي والتفصيلي فارجع مثلا إلى العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني في فصل الاعتقاد: يقول عن السلف: يمنعون تأويله أي تفصيلا فلا ينفون تأويله إجمالا فينزهون اليد عن كونها كاليد الحادثة فهو تأويل إجمالا ويفوضون علم الله الحقيقة إلى الله سبحانه وتعالى.انتهى فهل عرفت الفرق أليس هذا ما قلته أنا؟

أما عبارة الكيفية فأنا حذفتها عن عمد لأن هذه العبارة موهمة بأن الله له كيفية لكن نحن نجهلها وهذا غير جائز فكيف أنقلها وقد يتوهم منها متوهم أنه أراد هذا كما فهمت أنت من كلامه ما لم يقله؟

والحمد لله رب العالمين