أرى يا أبا أسامة أنك تجاهلت مداخلتي ..!!
لذا أكررها آملا أن تستفيد منها :
----------------------------
قال الطبري في تفسير قوله تعالى
{وإنا فوقهم قاهرون} يقول: وإنا عالون عليهم بالقهر، يعني بقهر الملك والسلطان. وقد بينا أن كل شيء عال بقهر وغلبة على شيء، فإن العرب تقول: هو فوقه.
وإليكم بعض الأمثلة :
قوله تعالى: {زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة}.
أي أن المتقين في الجنة والكافرين في النار ..
قوله تعالى: {وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة}.
أي : ظاهرين عليهم ..
القول في تأويل قوله تعالى {ولا يؤوده حفظهما}.
وأما تأويل قوله: {وهو العلي} فإنه يعني: والله العلي. والفعيل: الفعيل من قولك علا يعلو علوا: إذا ارتفع، فهو عال وعلي، والعلي: ذو العلو والارتفاع على خلقه((( بقدرته))).
القول في تأويل قوله تعالى: {له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم}
يقول تعالى ذكره: لله ملك {ما في السموات وما في الأرض} من الأشياء كلها {وهو العلي} يقول: وهو ذو علو وارتفاع على كل شيء، والأشياء كلها دونه، ((( لأنهم في سلطانه، جارية عليهم قدرته،))) ماضية فيهم مشيئته
القول في تأويل قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}.
يعني تعالى ذكره بقوله: و "هو" نفسه؛ يقول: والله القاهر فوق عباده. ويعني بقوله: {القاهر} المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم. وإنما قال: "فوق عباده"، لأنه وصف نفسه تعالى بقهره إياهم، ومن صفة كل قاهر شيئا أن يكون مستعليا عليه
عكرمة يقول {لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا} قال: العلو: التجبر
قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
أي : الغالبون المنتصرون ..أو الفائزون ..
قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}.
العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم، فهو فوقهم بقهره إياهم
وفي سورة المؤمنون : قال ابن زيد: قال فرعون: {أنؤمن لبشرين مثلنا}. الآية،.. نذهب نرفعهم فوقنا، ونكون تحتهم، ونحن اليوم فوقهم وهم تحتنا، كيف نصنع ذلك؟
قوله تعالى: {عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال}
المتعال المستعلي على كل شيء بقدرته
...............
الأمثلة السابقة من الطبري باختصار يسير ..
مثال أخير :
والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: {ثم استوى إلى السماء} الذي هو بمعنى العلو والارتفاع هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بمعناه المفهم كذلك أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها، إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر، ثم لم ينج مما هرب منه. فيقال له: زعمت أن تأويل قوله: {استوى} أقبل، أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها؟ فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ولكنه إقبال تدبير، قيل له: فكذلك فقل: علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال
|