عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 11-02-2001, 07:33 PM
عبد اللطيف عبد اللطيف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 109
Lightbulb

قوله تعالى: "وما قدروا الله حق قدره" قال المبرد: ما عظموه حق عظمته من قولك فلان عظيم القدر. قال النحاس: والمعنى على هذا وما عظموه حق عظمته إذا عبدوا معه غيره وهو خالق الأشياء ومالكها. ثم أخبر عن قدرته وعظمته فقال: "والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه". ثم نزه نفسه عن أن يكون ذلك بجارحة فقال: "سبحانه وتعالى عما يشركون". وفي الترمذي عن عبدالله قال: جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: "وما قدروا الله حق قدره". قال: هذا حديث حسن صحيح. وفي البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض). وفي الترمذي عن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: "والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه" قالت: قلت فأين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال: (على جسر جهنم) في رواية (على الصراط يا عائشة) قال: حديث حسن صحيح. وقوله:
"والأرض جميعا قبضته" (ويقبض الله الأرض) عبارة عن قدرته وإحاطته بجميع مخلوقاته؛ يقال: ما فلان إلا في قبضتي، بمعنى ما فلان إلا في قدرتي، والناس يقولون الأشياء في قبضته يريدون في ملكه وقدرته. وقد يكون معنى القبض والطي إفناء الشيء وإذهابه فقوله جل وعز: "والأرض جميعا قبضته" يحتمل أن يكون المراد به والأرض جميعا ذاهبة فانية يوم القيامة، والمراد بالأرض الأرضون السبع؛ يشهد لذلك شاهدان: قوله: "والأرض جميعا" ولأن الموضع موضع تفخيم وهو مقتضٍ للمبالغة. وقوله: "والسماوات مطويات بيمينه" ليس يريد به طيا بعلاج وانتصاب،وإنما المراد بذلك الفناء والذهاب؛ يقال: قد انطوى عنا ما كنا فيه وجاءنا غيره. وانطوى عنا دهر بمعنى المضى والذهاب. واليمين في كلام العرب قد تكون بمعنى القدرة والملك؛ ومنه قوله تعالى: "أو ما ملكت أيمانكم" [النساء:3] يريد به الملك؛ وقال: "لأخذنا منه باليمين" [الحاقة: 45] أي بالقوة والقدرة أي لأخذنا قوته وقدرته.