عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 29-04-2007, 10:25 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

كان أحد العدائين المعدودين: أخبرني الحزنبل عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني قال: نزلت على حي من فهم إخوة بني عدوان من قيس
فسألتهم عن خبر تأبط شراً فقال لي بعضهم: وما سؤالك عنه، أتريد أن تكون لصاً?
قلت: لا، ولكن أريد أن أعرف أخبار هؤلاء العدائين، فأتحدث بها، فقالوا: نحدثك بخبره:
إن تأبط شراً كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين وكان إذا جاع لم تقم له قائمة
فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه فلا يفوته حتى يأخذه فيذبحه بسيفه ثم يشويه فيأكله.

يصف غولاً افترسها: وإنما سمي تأبط شراً لأنه - فيما حكي لنا - لقي الغول في ليلة ظلماء في موضع يقال له رحى بطسان في بلاد هذيل، فأخذت عليه الطريق فلم يزل بها حتى قتلها وبات عليها فلما أصبح حملها تحت إبطه وجاء بها إلى أصحابه فقالوا له: لقد تأبطت شراً

فقال في ذلك:

تأبط شراً ثم راح أو اغـتـدى *** يوائم غنماً أو يشيف على ذحل

يوائم: يوافق / ويشيف: يقتدر.

وقال أيضاً في ذلك:

ألا مـن مــبـلـغ فـتـيــان فـهـم *** بما لاقيت عند رحى بطـان
وأني قد لقيت الغول تهـوي *** بسهب كالصحيفة صحصحان
فقلت لها: كلانـا نـضـوأين *** أخــو ســفـر فخــلي لي مكانـي
فشدت شدة نحوي فـأهـوى *** لها كـفـي بمصــقـول يـمـانـي
فأضربها بلا دهش فخـرت *** صـريعاً لليــديـن ولـلـجـــران
فقالت: عد فقلت لها: رويداً *** مكانك إنني ثــبت الـجـنـان
فـلـم أنفـك متـكـئاً عـلـيــهـا *** لأنـظــر مصــبحاً ماذا أتـانـي
إذا عينان فـي رأس قـبـيـح *** كرأس الهــر مشقوق اللسـان
وساقا مخدج وشواة كـلـب *** وثوب مـن عباء أو شـــنـان


لم لا تنهشه الحيات ؟

أخبرنا الحسين بن يحيى: قال: قرأت على حماد: وحدثك أبوك عن حمزة بن عتبة اللهبي: قال:
قيل لتأبط شراً: هذه الرجال غلبتها، فكيف لا تنهشك الحيات في سراك?
فقال: إني لأسرى البردين.
يعني أول الليل، لأنها تمور خارجة من حجرتها، وآخر الليل تمور مقبلة إليها.

يابى الا الحذر
قال: وخرج تأبط غازياً يريد الغارة على الأزد في بعض ما كان يغير عليهم وحده
فنذرت به الأزد فأهملوا له إبلاً وأمروا ثلاثة من ذوي بأسهم وهم:
حاجز بن أبي، وسواد بن عمرو بن مالك، وعوف بن عبد الله أن يتبعوه حتى ينام فيأخذوه أخذاً
فكمنوا له مكمناً، وأقبل تأبط شراً فبصر بالإبل، فطردها بعض يومه. ثم تركها ونهض في شعب لينظر هل يطلبه أحد? فكمن القوم حين رأوه ولم يرهم، فلما لم ير أحداً في أثره عاود الإبل فشلها يومه وليلته والغد حتى أمسى، ثم عقلها، وصنع طعاماً فأكله، والقوم ينظرون إليه في ظله، ثم هيأ مضطجعاً على النار ثم أخمدها وزحف على بطنه ومعه قوسه، حتى دخل بين الإبل
وخشي أن يكون رآه أحد وهو لا يعلم ويأبى إلا الحذر والأخذ بالحزم فمكث ساعة وقد هيأ سهماً على كبد قوسه، فلما أحسو نومه أقبلوا ثلاثتهم يؤمون المهاد الذي رأوه هيأه فإذا هو يرمي أحدهم فيقتله وجال الآخران ورمى آخر فقتله وأفلت حاجز هارباً وأخذ سلب الرجلين
وأطلق عقل الإبل وشلها حتى جاء بها قومه

وقال تأبط في ذلك:

ترجي نساء الأزد طلعة ثـابـت *** أسيراً ولم يدرين كيف حويلـي
فإن الأللى أوصـيتم بـين هـارب *** طريد ومســفـوح الدماء قـتـيـل
وخدت بهم حتى إذا طال وخدهم *** وراب عليهم مضجعي ومقيلـي
مهدت لهم حتى إذا طاب روعهم *** إلى المهد خاتلت الضيا بختـيل
فلما أحســوا النوم جاءوا كأنـهـم *** سباع أصابت هجـمة بـســـلـيـل
فقلدت سوار بن عمرو بن مالك *** بأســمر جســر القدتـين طـمـيل
فـخـر كأن الفيــل ألقـى جــرانـه *** عــليــه بـريــان الـقـواء أســـيـل
وظل رعاع المتن من وقع حاجز *** يخر ولونهنهت غـيــر قـلـيل
لأبت كما آبا ولو كنـت قـارنـاً *** لجئت وما مالكت طول ذميلـي
فســرك ندمانـك لـمـا تـتـابـعـا *** وأنك لم تـرجع بعــوص قـتـيــل
ستأتي إلى فهم غنـيمة خـسـلة *** وفي الأزد نـوح ويــلة بـعـويــل


فقال حاجز بن أبي الأزدي يجيبه:

سألت فلم تكلمني الرسوم
وهي في أشعار الأزد.

فأجابه تأبط شراً:

لقـد قال الخـلي وقال خلـســـاً *** بظهر الليل شد به العكـوم
لطيف من سعاد عناك منهـا *** مراعاة النجوم ومـن يهـيم
وتلك لئن عنيت بـهـا رداح *** من النسوان منطقها رخـيم
نياق القرط غراء الـثـنـايا *** وريداء الشباب ونعـم خـيم
ولكن فات صاحب بطن وهو *** وصاحبه فأنت بـه زعـيم
أؤاخـذ خطة فـيـهـا ســـواء *** أبيــت وليــل واترهـا نـؤوم
ثأرت به وما اقترفـت يداه *** فظل لها بنـا يوم غـشـوم
تحز رقابهم حتى نـزعـنـا *** وأنف الموت منخره رمـيم
وإن تقع النسور علي يومـاً *** فلحم المعتــفي لحـم كـريـم
وذي رحم أحال الدهر عنـه *** فليس له لذي رحـم حـريم
أصاب الدهر آمن مروتـيه *** فألقاه المصاحب والحمـيم
مددت له يميناً من جناحـي *** لها وفر وكـافـية رحـوم
أواســيـه عـلـى الأيـام إنـي *** إذا قعــدت به اللؤمـا ألـوم



عمرو بن براق يثأر من تأبط شرا
ولد حزام بن حذام: بني حرة بن جتنم، وبني نهية، وبني حبس الفتكي.
فمن شعرائهم عمرو بن براق يقال البراق وكان مع شعره بطلاً عداء. وكان تأبط شراً غزا قومه
فقتل منهم فحلف عمرو وقال: والله لا غزون وان ظفرنا بتأبط شراً لنقتلّنه. فخرج حتى ورد ارض فهم بن عدوان فأذا تأبط شراً واخوته قد خرجوا بواد لهم في جبالهم فرنا عمر ومشاهقه، فلما امسى نزل وطاف بالجبال وتأبط شرا داخل في الخبا، وهم يشربون فقال تأبط شرا: لقد انكرت من امر هذه الليلة واخاف إن يكون بقربي طالب ثأر عمرو فأراد بعض اخوته ليخرج من الخبا فقام تأبط شرا وقال: اقعد فقعد، وتوحش ثانية فقام حليف له مسرعا وقال: لأعرفن حقيقة الخبر فخرج من مخرج في الخبا فضربه عمرو فقتله، وسمع تأبط شرا الصوت فخرج ولا سلاح معه فضربه عمرو مامونة فصاح تأبط شرا بأخوته دونكم الرجل، فعدا عمرو وعدا خلفه ثفاتهم فرجعوا إلى تأبط شرا فكروا جرحه وعصبوه فلم يزل كذلك حتى برئ.

ثم إن تأبط شرا لقي عمرو بن براق بعد ذلك فقال له: يا عمرو انت الذي ضربتني وقتلت حليفي.
قال: نعم، ولا معذرة اليه. وكان مع تأبط شرا جماعة، وكان عمرو لوحده. فقال له تأبط شرا: فما ترى ? قال: ارى الذي تراه. واحب الامور الي المناصفة، ولا نصفة عندك. فقال له: وما المناصفة التي هي احب اليك ؟
قال: إن تبرز لي وحدك، فأبرز لك، ويموت اعجزنا. قال: ذلك لك فأبرز.
قال عمرو: فأني لا بأصحابي ولا أنت صحابك.
قال: فكيف تحب ؟ فقال إن تعدو فأعدو إلى اصحابي، وتعدو بأصحابك معك واحد لك الحلايد ثم ابعدوا اصحابك بعدنا عنهم نازلتك الا ان لحقتني قبل فذاك، قال: قد انصفت فاعد فاعدو واتبعه تابط شرا وادام عمرو العدو وجعل يزداد نشاطا على طول الامد وجعل اصحاب تأبط شرا خلفه. فعند ذلك صاح به عمرو، يا ثابت أ فيك مسكنة لنزال، فأنازلك، ام تحب الراحة فأمهلك فقال له ثابت: لا راحة بعد دون المجتلد، فعطف عليه عمرو فضربه بسيفه ضربة منكرة فنبا عنه السيف، واذا به علا يحف لحمه على عظمه حتى يصير اشد من الحديد ولا تحيك فيه السيوف
ولا تكلمه الصخور.

وبذلك كان يقول على الجد والسير في البر و البحر و الحزن والوعرة فلما رأى عمرو سلاحه لا يحيك فيه ترك الاشتغال بسيفه وانكشف عنه فرجع تأبط شرا ناقضا.
ففي ذلك يقول عمرو بن مروان الاصمعي
فمن غريب قصائده التي قل مثلها:

عرفت الديار توهما فاعتادها *** من بعد ما شمل البلاد ابلادها


موت أخيه عمرو:
ذكروا أنه لما انصرف الناس عن المستغل؛ وهي سوق كانت العرب تجتمع بها قال عمرو بن جابر بن سفيان أخو تأبط شراً لمن حضر من قومه: لا واللات والعزى لا أرجع حتى أغير على بني عتير من هذيل، ومعه رجلان من قومه هو ثالثهما فأطردوا إبلاً لنبي عتير فأتبعهم أرباب الإبل، فقال عمرو: أنا كار على القوم ومنهنهم عنكما، فامضيا بالإبل.
فكر عليهم فنهنهم طويلاً فجرح في القوم رئيساً ورماه رجل من بني عتير بسهم فقتله فقالت بنو عتير: هذا عمرو بن جابر، ما تصنعون أن تلحقوا بأصحابه?
أبعدها الله من إبل فإنا نخشى أن نلحقهم فيقتل القوم منا فيكونوا قد أخذوا الثأر فرجعوا ولم يجاوزوه.
وكانوا يظنون أن معه أناساً كثيراً فقال تأبط لما بلغه قتل أخيه:

وحرمت النساء وإن أحلت *** بشور أو بمزج أو لصاب
حياتي أو أزور بني عتير *** وكاهلها بجمع ذي ضباب
إذا وقعت لكعب أو خثـيم *** وســيار يســوغ لها شرابي
أظني ميـتاً كمـداً ولـمـا *** أطالع طلعــة أهـل الكــراب
ودمت مسيراً أهدي رعيلا *** أؤم سواد طود ذي نقاب



فأجابه أنس بن حذيفة الهذلي:

لعـلك أن تجــيء بك المـنـايا *** تســاق لفتيـة منـا غـضـاب
فتنزل في مكرهم صـريعـاً *** وتنزل طرقة الضبع السغاب
تأبط ســوأة وحمـلـت شــراً *** لعلك أن تكــون من المصاب



أخوه السمع يثأر لأخيه عمرو:
ثم أن السمع بن جابر أخا تأبط شراً خرج في صعاليك من قومه يريد الغارة على بني عتير ليثأر بأخيه عمرو بن جابر، حتى إذا كان ببلاد هذيل لقي راعياً لهم فسأله عنهم فأخبره بأهل بيت من عتير كثير مالهم فبيتهم فلم يفلت منهم مخبر واستاقوا أموالهم

فقال في ذلك السمع بن جابر:

بأعلى ذي جماجم أهل دار *** إذا ظعنت عشيرتهم أقاموا
طرقـتـهم بـفـتـيـان كـرام *** مســاعيــر إذا حـمي المـقـام
متى ما أدع من فهم تجبني *** وعدوان الحماة لهم نظـام



__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس