رابعاً :- الصبر والعزيمة القوية
إن الحفظ في بدايته يبدو صعبا و شاقا وهذا بلا شك من تهويل الشيطان ليصد المسلم عن الحفظ ، و أيضا من كسل النفوس و ميلها للراحة ، ولكن أراد الحفظ نقول : ( استعذ بالله من الشيطان الرجيم و أستعذ بالله من الكسل كما كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم { اللهم إني أعودّ بك من العجز والكسل } . واصبر على مجالس الحفظ ، وإن وجدت من نفسك قلقا فذكرها بفضل حفظ القرآن ورفع درجات الحفاظ وارتقائهم بها في الجنان ، وأعلم أن حفظ أول جزء من القرآن أصعب من حفظ الثاني والثاني أصعب من الثالث وهكذا …
فكلما داومت على الحفظ و صبرت على ما تجديه من مشقة في أول الأمر ستجد تيسيرا من الله ، وهذه سنه الله عز وجل ) فإن : - ( مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) ، و( سيجعل الله بعد عسرا يسرا ) ، و ( إنه من يتق و يصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ، ولقد حسن قول من قال : ( من حفظ خمسه أجزاء من كتاب الله عز وجل فقد أوشك على ختم القرآن حفظا )
ولعلنا نذكر حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل الذي يقرأ القرآن و هو حافظ له مع السفرة الكرام ….
فمع الصبر على شده الحفظ يضاعف الأجر
فكن صبورا بعزيمة قويه لا يردك عن الطريق فتور أو ملل ولا يثنيك عن عزمك قله صبر أو ضيق نفس ، واعلم إن من لازم طرق الباب أوشك أن يفتح له ( وما يلقاها إلا الدّين صبروا )
خامسا: تفريغ الأوقات
قال تعالى :- ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) ، فإذا أرادت أخي الكريم أن تنال الخير بحفظ كتاب الله فأعلم أن هذا لا يكون بترك الفضلة من وقتك لكن خصص وقتا للحفظ واحرص على اغتنامه ، وحاذر من التفريط فيه مهما كانت الأسباب ، وأعلم أن ما ستنصرف إليه من أمور الدنيا لا يعدل آية من كتاب الله ، ولعل هذا هو المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم :- ( آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل ) ، وفي هذا أحب رسول الله الترغيب والحث على الحفظ
.. يتبع ..