السبب التاسع عشر: الكتـابة
قال تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ و ربك الأكرم* الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم )
قال الحافظ بن كثير : العلم تارة يكون في الأذهان و تارة يكون في اللسان و تارة يكون في الكتابة بالبنان أي أنه ذهني و لفظي و رسمي
و في الأثر أن الحافظين الصالحين قالوا ( قيدوا العلم بالكتابة )
و قال الإمام القاسمي : ( الذي علم بالقلم ) أي أفهم الناس بواسطة القلم كما أفهمهم بواسطة اللسان )
فيا من تحفظ القرآن
ليكن القلم في يدك تكتب به ما حفظت
و تدون ما و قعت فيه من أخطاء
و تكرر الآية التي يصعب عليك حفظها فإن الكتابة من وسائل الحفظ المهمة
و قال أهل الطب إن لليد ذاكره خاصة بها غير ذاكره الذهن المعروفة إذ تذكر اليد ما كتبته ولكن حافظ على تلك الأوراق و لا تلقيها على الأرض
السبب العشرون : الحفظ العملى
قال بن كثير رحمه الله : عن بن مسعود قال ( كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن و العمل بهن )
و عن عبد الرحمن بن شبل قال .....قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( اقرأوا القرآن و اعملوا به و لا تجفوا عنه و لا تغلوا فيه و لا تأكلوا به و لا تستكثروا به ) صحيح الجامع
و نذكر دائما حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ( كان خلقه القرآن ) صحيح مسلم
و قال صلى الله عليه وسلم ( القرآن حجه لك أو عليك ) صحيح مسلم
فليكن خلقك يا حامل القرآن هو القرآن
ليكن منطقك قرآنيا و عملك و سلوكك قرآنا
واعلم أن العمل بما في القرآن و سيله لا تضاهيها وسيله في تثبيت المحفوظ فقد كان السلف الصالحين يستعينون على حفظ القرآن بالعمل به
.. يتبع ..