السبب السادس و العشرون :
إغتنام فترة الشباب وصغر السن
قال البخاري في باب تعليم الصبيان القرآن ذكر حديث بن عباس : توفي رسول الله و أنا بن عشر سنين و قد قرأت المحكم و في رواية ( قلت و ما المحكم قال المفصل ) .
و في هذا إن التمكن من الحفظ في الصغر عظيم و لكن أيضا ما أكثر من حفظ القرآن و هو كبير السن
وأنصح نفسي و إياك
اغتنم شبابك قبل هرمك
و اغتنم صحتك قبل سقمك
و اغتنم فراغك قبل شغلك
و اغتنم حياتك قبل موتك
و علم أولادك و أولاد المسلمين القرآن الكريم يكن ذخرا لك و لهم بعد موتك
السبب السابع و العشرون: قراءه سيره الحفاظ والعباد في قيامهم وأورادهم
إن العبد إذا عرف سير الحفاظ عرف كيف كان قيامهم و أورادهم بالليل والنهار فإن النفس تطمع أن تبلغ منازلهم و أن تدنو من درجاتهم و أن تلحق بركابهم
و بمعرفه سيرتهم يستأنس العبد بهم و لا يستوحش الطريق و يعرف أنه ليس و حده على الدرب داعيا الله بقوله:- ( وجعلنا للمتقين إماما ) أي مؤتمن بهم مقتفين أثرهم
و عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل و آناء النهار و رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل و آناء النهار ) رواه البخاري و مسلم
قال الحافظ و الحسد المذكور في الحديث هو الغبطة و إطلاق الحسد عليه مجاز و هي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه و الحرص على هذا يسمى منافسه فإن كان في الطاعة فهو محمود قال تعالى ( فليتنافس المتنافسون ) .
و نذكر طرفا من ذلك عسى أن يكون لنا في ذكرهم أسوه حسنه :-
1_ قيام النبي صلى الله عليه وسلم و قراءته :
عن حذيفة رضي الله عنه قال : ( صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليله فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلى بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مسترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح و إذا مر بسؤال سأل و إذا مر بتعوذ تعوذ ثم ركع فجعل يقول سبحان ربى العظيم فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال :سمع الله لمن حمده ثم قام طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبا من قيامه ) صحيح مسلم
و ترجم الإمام النووي لهذا الحديث في شرح مسلم باب استحباب التطويل في القراءة في صلاه الليل
و عن عائشة قالت : - ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له :لم تصنع هذا يا رسول الله و قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال أفلا أكون عبدا شكورا ) متفق عليه
.. يتبع ..