[اسامه الاسكندرانى]

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


أما بعد


أعلموا أخوتى الأكارم بأن الصلاة نور00
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( الصلاة نور) رواه مسلم0
أى نور فى القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه وانشرح الصدر, ولهذا قال الله تعالى: ( واستعينوا بالصبر والصلاة) سورة البقرة الآية 41 0

وإذا حزب الإنسان أمر وضاق عليه فإنه يفزع إلى الصلاة, وذلك لأن القلب يستنير بالصلاة فيستنير الوجه وينشرح الصدر ويجد الإنسان الدنيا أمامه سعة لانهاية لها0

والصلاة أيضا نور فى القبر- والقبر ظلمة لايرى الإنسان شمسا ولا قمرا, فإذا كان الانسان من المصلين كان قبره نورا ( نسأل الله أن يجعل قبورنا نورا إن شاء الله)0
وكذلك هى نور فى الحشر قال الله تعالى : ( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم) سورة الحديد آية 12 0

وكانت الصلاة نورا لأن الإنسان يتصل بها بالله عز وجل فالإنسان عندما يقف ليصلى فإنه يناجى رب العزة سبحانه, وهو على عرشه سبحانه يسمعه
ويجيبه, كما قال عز وجل فى الحديث القدسى: ( قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين ولعبدى ما سأل, فإذا قال العبد: ( الحمد لله رب العالمين)
قال الله تعالى : حمدنى عبدى0
فإذا قال: ( الرحمن الرحيم) قال الله عز وجل: أثنى على عبدى0
فإذا قال: ( مالك يوم الدين), قال سبحانه وتعالى مجدنى عبدى0
فإذا قال : ( إيان نعبد وإياك نستعين), قال الله تعالى : هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل0
فإذا قال: ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) , قال تعالى : هذا لعبدى, ولعبدى ما سأل0

فوالله إن أثر هذه المناجاة لأثر عظيم لايعدله شىء, ولكن نشكو إلى الله عز وجل مانجده فى قلوبنا من الغفلة واللهو, لاسيما إذا وقفنا بين يديه فى
الصلاة, لانجد الوساوس والهواجس التى تعتبر لغوا من التفكيرات إلا إذا دخلنا فى الصلاة, لأن الشيطان فى تلك الحال يحرص غاية الحرص على أن
يصدنا عن الله عز وجل, وعن الصلة به 0
من أجل هذه الصلة كانت الصلاة نورا يكتسب بها الإنسان نورا فى قلبه, ويبدو ذلك على وجهه, ثم فى قبره وحشره0


( من كتاب الصلاة لفضيلة الشيخ/محمد بن صالح العثيمين)


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته000000