عرض مشاركة مفردة
  #35  
قديم 10-05-2007, 05:20 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا ابن مهرويه عن أبي أيوب المديني عن المدائني قال: إمتدح الأخطل هشاما فأعطاه خمسمائة درهم، فلم يرضها وخرج فاشترى بها تفاحا وفرقه على الصبيان. فبلغ ذلك هشاما فقال: قبحه الله ما ضر إلا نفسه.
وقال يعقوب بن السكيت حدثني سلمة النميري - وتوفي وله مائة وأربعون سنة - أنه حضر هشاما وله يومئذ تسع عشرة سنة وحضر جرير والفرزدق والأخطل عنده، فأحضر هشام ناقة له فقال متمثلا:
أنيخها ما بدا لي ثم أرحلها
ثم قال: أيكم أتم البيت كما أريد فهي له. فقال جرير:
كأنها نقنق يعدو بصحراء
فقال: لم تصنع شيئا. فقال الفرزدق:
كأنها كاسر بالدو فتخاء
فقال: لم تغن شيئا. فقال الأخطل:
ترخي المشافر واللحيين إرخاء
فقال: اركبها لا حملك الله.

وقال هارون بن الزيات حدثني الخراز عن المدائني قال: هجت الأخطل جارية من قومه، فقال لأبيها: يا أبا الدلماء، إن ابنتك تعرضت لي فاكففها. فقال له: هي امرأة مالكة لأمرها. فقال الأخطل.
ألا أبلغ أبا الدلماء عـنـي *** بأن سنان شاعركم قصير
فإن يطعن فليس بذي غناء *** وإن يطعن فمطعنه يسير
متى ما ألقه ومعي سلاحي *** يخر على قفاه فلا يحـير


فمشى أبوها في رجال من قومه إلى الأخطل فكلموه، فقال: أما ما مضى فقد مضى ولا أزيد.
أخبرنا أبو خليفة إجازة عن محمد بن سلام قال: لما حضرت الأخطل الوفاة قيل له: يا أبا مالك، ألا توصي? فقال:
أوصي الفرزدق عند الممات *** بأم جـرير وأعـيارهــا
وزار القبور أبـو مـالـك *** برغم العـداة وأوتـارهـا


أخبرنا أبو خليفة إجازة عن محمد بن سلام قال قال لي معاوية بن أبي عمرو بن العلاء: أي البيتين عندك أجود: قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا *** وأندى العالمين بطون راح
أم قول الأخطل:
شمس العداوة حتى يستفاد لهـم *** وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا
فقلت: بيت جرير أحلى وأسير، وبيت الأخطل أجزل وأرزن. فقال: صدقت، وهكذا كانا في أنفسهما عند الخاصة والعامة.

أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن الحلبي وجعفر بن سعيد أن رجلا سأل حمادا الراوية عن الأخطل فقال: ويحكم ما أقول في شعر رجل قد والله حبب إلي شعره النصرانية.
أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدثنا أبو عثمان الأشنانداني عن أبي عبيدة قال: كان يونس بن حبيب وعيسى بن عمر وأبو عمرو يفضلون الأخطل على الثلاثة.
وقال هارون بن الزيات حدثني أبو عثمان المازني عن العتبي عن أبيه: أن سليمان بن عبد الملك سأل عمر بن عبد العزيز: أجرير أشعر أم الأخطل? فقال له: أعفني. قال: لا والله لا أعفيك. قال: إن الأخطل ضيق عليه كفره القول، وإن جريرا وسع عليه إسلامه قوله، وقد بلغ الأخطل منه حيث رأيت. فقال له سليمان: فضلت والله الأخطل.
قال هارون وحدثني أبو عثمان عن الأصمعي عن خالد بن كلثوم قال: قال عبد الملك للفرزدق: من أشعر الناس في الإسلام? قال: كفاك بابن النصرانية إذا مدح.
أخبرنا أحمد وحبيب قالا حدثنا عمر بن شبة قال: حدثت أن الحجاج بن يوسف أوفد وفدا إلى عبد الملك وفيهم جرير. فجلس لهم ثم أمر بالأخطل فدعي له، فلما دخل عليه قال له: يا أخطل، هذا سبك - يعني جريرا - وجرير جالس- فأقبل عليه جرير فقال: أين تركت خنازير أمك? قال: راعية مع أعيار أمك، وإن أتيتنا قريناك منها. فأقبل جرير على عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين، إن رائحة الخمر لتفوح منه. قال: صدق يا أمير المؤمنين، وما اعتذاري من ذلك.

تعيب الخمر وهي شراب كسرى *** ويشرب قومك العجب العجيبـا
مني العبد عـبـد أبـي سـواج *** أحق من المدامة أن تـعـيبـا


فقال عبد الملك: دعوا هذا، وأنشدني يا جرير، فأنشده ثلاث قصائد كلها في الحجاج يمدحه بها، فأحفظ عبد الملك، وقال له: يا جرير، إن الله لم ينصر الحجاج وإنما نصر خليفته ودينه. ثم أقبل على الأخطل فقال:
شمس العداوة حتى يستقاد لهـم *** وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا

فقال عبد الملك: هذه المزمرة، والله لو وضعت على زبر الحديد لأذابتها. ثم أمر له بخلع فخلعت عليه حتى غاب فيها، وجعل يقول: إن لكل قوم شاعرا، وإن الأخطل شاعر بني أمية

أخبرنا اليزيدي عن عمه عبيد الله عن ابن حبيب عن الهيثم بن عدي قال: كانت امرأة الأخطل حاملا، وكان متمسكا بدينه. فمر به الأسقف يوما. فقال لها: الحقيه فتمسحي به؛ فعدت فلم تلحق إلا ذ نب حماره فتمسحت به ورجعت. فقال لها: هو وذنب حماره سواء.
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا ابن سلام قال حدثني يونس قال قال أبو الغراف. سمع هشام بن عبد الملك الأخطل وهو يقول:
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد *** ذخرا يكون كصالح الأعمـال

فقال: هنيئا لك أبا مالك هذا الإسلام. فقال له: يا أمير المؤمنين ، مازلت مسلما في ديني.

أخبرني أبو خليفة قال حدثنا ابن سلام قال حدثني يونس وعبد الملك وأبو الغراف فألفت ما قالوا، قالوا: أتى الأخطل الكوفة، فأتى الغضبان بن القبعثري الشيباني فسأله في حمالة، فقال: إن شئت أعطيتك ألفين، وإن شئت أعطيتك درهمين. قال: وما بال الألفين وما بال الدرهمين? قال: إن أعطيتك ألفين لم يعطكها إلا قليل، وإن أعطيتك درهمين لم يبق في الكوفة بكري إلا أعطاك درهمين؛ وكتبنا إلى إخواننا بالبصرة فلم يبق بكري بها إلا أعطاك درهمين، فخفت عليهم المئونة وكثر لك النيل. فقال: فهذه إذا. فقال: نقسمها لك على أن ترد علينا. فكتب بالبصرة إلى سويد بن منجوف السدوسي فقدم البصرة - فقال يونس في حديثه - فنزل على آل الصلت بن حريث الحنفي فأخبر من سمعه يقول : والله لا أزال أفعل ذلك. ثم رجع الحديث الأول: فأتى سويدا فأخبره بحاجته. فقال نعم وأقبل على قومه فقال: هذا أبو مالك قد أتاكم يسألكم أن تجمعوا له، وهو الذي يقول:
إذا ما قلت قد صالحت بكرا *** أبى البغضاء والنسب البعيد
وأيام لنـاولـهـم طـوال *** يعض الهام فيهن الحـديد
ومهراق الدماء بـواردات *** تبيد المخزيات ولا تـبـيد
هما أخوان يصطليان نـارا*** رداء الحرب بينهما جـديد

فقالوا: فلا والله لا نعطيه شيئا. فقال الأخطل:
فإن تبخل سدوس بدرهميها *** فإن الريح طـيبة قـبـول
تواكلني بنو العلات منهـم *** وغالت مالكا ويزيد غـول
صريعا وائل هلكا جميعـا *** كأن الأرض بعدهما محول

وقال في سويد بن منجوف - وكان رجلا ليس بذي منظر -:
وما جذع سوء خرب السوس أصله *** لما حملـتـه وائل بـمـطـيق
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس