ذكرنا غزو العراق وجرائم العصابات الصفوية ضد العراقيين ومجاهديهم وعمالتهم للغزاة وبلاد فارس بالتاريخ القريب للدولة الصفوية وخيانتها للإمبراطورية العثمانية فيما كانت تدق أسوار فيينا إحدى أبواب أوروبا وأقوى قلاعها آنذاك مؤذنة بفتح رومية.
فهذه الدولة منذ ولدت وعلى امتداد 240 عاما من عمرها وخاصة في عهد مؤسسها وأول ملوكها الشاه إسماعيل الصفوي لم تعرف في طبيعتها ونشأتها واستمرارها إلا الغدر والقتل والخيانة والبدع وهدم الدين وفرض دين جديد اسمه الشيعة لإحداث تمايز عن الإسلام والمسلمين بهدف تمرير مشروع حضاري عنصري بغيض يسعى في حقيقته إلى تحقير العرب والمسلمين ومعاداتهم باسم الدين الجديد وإحياء للنزعة الفارسية وتمجيدها باستعمال شتى الأساليب والوسائل والأدوات.
هذه الدولة البغيضة التي اقترن قيامها بالقضاء على المذهب السني في إيران قبل نحو 500 عام، والتي لا مبدأ لها ولا عقيدة ولا قيم ولا أخلاق تميزت بالتذبذب طوال حياتها فتراها يوما تتجه للخيانة والغدر ويوما آخر للقتل وسفك الدماء وثالثا للتشجيع على الرذيلة والمفاسد ومعاقرة الخمور وقس على ذلك ما شئت من صنوف السلوك البشري المنحط والمدمر.
هذه الدولة نجحت في تقسيم العالم الإسلامي إلى سنة وشيعة فناصرت الشيعة ودافعت عنهم وتمددت وتوسعت إقليميا حتى مست معظم دول آسيا وسفكت من دماء المسلمين السنة ما شاءت. وفي المقابل اضطرت الدولة العثمانية المنشغلة بفتوحاتها باتجاه أوروبا إلى مواجهتها على الدوام، وخسر العالم الإسلامي إنجازات كان يمكن أن تتحقق بفتح أوروبا كاملة لولا أن الدولة الصفوية كانت بمثابة الجرح النازف الذي كان يجبر القادة على العودة لرد خطرهم. وبهذه العقلية والنوازع القذرة دمرت هذه الدولة مشروع الفتوحات الإسلامية وأحدثت ضررا كبيرا في العالم الإسلامي وساهمت في زرع بذور الفتن والخيانة والغدر حيثما تواجد أحفاد الصفويون منهجا أو عقيدة.
هذه الدولة تحالفت مع أعداء المسلمين قاطبة من التتار إلى الغرب الصليبي حتى أن السلطان سليم الأول اضطر للعودة من حصاره لفيينا لردعهم بعد أن استجاب إسماعيل الصفوي لمضمون وثيقة مكتوبة من بابا الفاتيكان يناشده فيها ضرب مؤخرة الدولة العثمانية كي تفلت فيينا من السقوط وهو ما حصل فعلا.
وعلى امتداد التاريخ الإسلامي، بل ومنذ اجتماع السقيفة على حد رأي بعض الكتاب، وهو مصيب، لم يعد أغلب الشيعة وخاصة غلاتهم يجيد من العمل السياسي إلا المعارضة والغدر والتحالف مع الأعداء ضد الإسلام والمسلمين، ولتذهب كل القيم والمبادئ والأخلاق والدين إلى الجحيم، بل ليذهب الإسلام والمسلمون إلى الهاوية، ولتذهب الأمم والأوطان والتاريخ والحضارة والمنجزات والمكتسبات إلى أحضان من يريد من القوى الاستعمارية كائنا من تكون، ولا بأس إن عادت الأمة والبلاد إلى عصور ما قبل التاريخ نهشا ونهبا للأفاقين والمجرمين. وعلى حد قول أحدهم على إحدى فضائياتهم الملعونة شعرا " لا بدنا عرب ولا عروبة ولا إسلام ولا مسلمين... يكفينا أميركا لظهورنا حامين". هؤلاء هم الصفيون وهذه هي صفاتهم وعقليتهم.
إلى هذا الحد فالمسألة قد تبدو إحدى عثرات التاريخ حيث لا عجب أن تخرج فئة أو ملة على هذه الأمة بين الحين والحين لتعتنق وتتغنى بأحط ما يمكن للمرء أن يتصوره من أخلاق أو قيم أو عقائد. وواقع الحال أننا بتنا نلحظ في أيامنا هذه ظاهرتين جديرتين بالانتباه إحداهما هي السلفية الجهادية التي تقارع قوى الغزو الصائلة في بلاد المسلمين وهذه لم تجتمع الأمة على نكرانها أو معاداتها بقدر ما اجتمعت، كثيرا أو قليلا، على التعاطف معها، والأخرى هي ظاهرة الصفوية كمشروع والتي تجتمع الأمة على مواجهتها ومنازلتها على قدم وساق وبنفس المستوى من منازلة قوى الغزو إن لم يكن أزيد.
أما المشكلة المثيرة فعلا والشديدة الخطورة فتكمن في تحول المشروع الصفوي إلى ما يشبه الفلسفة والمنهج إن لم يكن كذلك في الصميم. فالصفوية غدت ملاذا لكل خارج عن دينه وعقيدته ولكل خائن لوطنه ولكل عميل لعدوه ولكل متقاعس وبليد ولا مبالي بأمر الأمة، بل أنها باتت مذهبا محببا ومنهجا مؤطِّرا تبرَّر فيه ارتكاب كل الموبقات والكبائر، وصرنا نرى جهارا نهارا من يسير على خطى الغزاة ومنهج الغزاة وسلوك الغزاة ويتمثل مواقفهم ونصائحهم ويشاورهم في الأمر ويلتزم بما يشيرون عليه ويسبح لهم بالحمد والشكر بالغدو والآصال ويقبل أياديهم ليل نهار كمخَلّصين ومنقذين وأصحاب حضارات لهم علينا، نحن المتخلفين، حقوق.
منقولذ
|