  | 
                                | 
                                 | 
                                
                               
                                | 
                               المبيت بمنى والمسير إلى عرفات  
 
وبتنا بأقطار المحصب من منـى *** فيا طيب ليـل بالمحصـب بتنـاه  
في يومنا سرنا إلى الجبل الـذي *** من البعد جئناه لما قـد وجدنـاه  
فلا حـج إلا أن نكـون بأرضـه *** وقوفاً وهذا في الصحيح روينـاه  
إليـه ابتدرنـا قاصديـن إلهنـا *** فلولاه مـا كنـا لحـج سلكنـاه  
وسرنا إليـه قاصديـن وقوفنـا *** عليه ومن كـل الجهـات أتينـاه  
على علميـه للوقـوف جلالـة *** فلا زالتا تحمى وتحـرس أرجـاه  
وبينهمـا جزنـا إليـه بزحمـة *** فيا طيبها ليت الزحـام رجعنـاه  
ولمـا رأينـاه تعالـى عجيجنـا *** نلبـي وبالتهليـل منـا ملأنـاه  
وفيـه نزلنـا بكـرة بذنوبـنـا *** وما كان من ثقل المعاصي حملناه  
 
 
الوقوف بعرفة  
 
وبعد زوال الشمس كـان وقوفنـا *** إلى الليل نبكـي والدعـاء أطلنـاه  
فكم حامـد كـم ذاكـر ومسبـح *** وكم مذنب يشكـو لمـولاه بلـواه  
فكم خاضـع كـم خاشـع متذلـل *** وكم سائل مـدت إلـى الله كفـاه  
وساوى عزيز في الوقوف ذليلنـا *** وكم ثوب عز في الوقوف لبسنـاه  
ورب دعانـا ناظـر لخضوعـنـا *** خبير عليـم بالـذي قـد أردنـاه  
ولما رأى تلك الدموع التي جرت *** وطول خشوع مع خضوع خضعناه  
تجلى علينـا بالمتـاب وبالرضـى *** وباهى بنا الأملاك حيـن وقفنـاه  
وقال انظروا شعثا وغبرا جسومهم *** أجرنـا أغثنـا يـا إلهـا دعونـاه  
وقد هجـروا أموالهـم وديارهـم *** وأولادهم والكـل يرفـع شكـواه  
إلـي فإنـي ربـهـم ومليكـهـم *** لمن يشتكي المملـوك إلا لمـولاه  
ألا فاشهدوا أني غفـرت ذنوبهـم *** ألا فانسخوا ما كان عنهم نسخنـاه  
فقد بدأت تلك المسـاوي محاسنـا *** وذلك وعـد مـن لدنـا وعدنـاه  
فيا صاحبي من مثلنا فـي مقامنـا *** ومن ذا الذي قد نال ما نحن نلنـاه  
على عرفات قـد وقفنـا بموقـف *** به الذنب مغفـور وفيـه محونـاه  
وقد أقبل البـاري علينـا بوجهـه *** وقال ابشروا فالعفو فيكم نشرنـاه  
وعنكم ضمنا كـل تابعـة جـرت *** عليكـم وأمـا حقـنـا فوهبـنـاه  
أقلناكم من كـل مـا قـد جنيتـم *** وما كان من عذر لدينـا عذرنـاه  
فيا من أسا يا من عصى لو رأيتنـا *** وأوزارنـا ترمـى ويرحمنـا الله  
 
ذكر خزي إبليس اللعين  
 
فإبليس مغموم لكثرة ما يرى *** من العتق محقوراً ذليلاً دحرناه  
على رأسه يحثو التراب مناديا *** بأعوانه : ويلاه ذا اليوم ويلاه  
وأظهر من حسـرة وندامـة *** وكل بناء قـد بنـاه هدمنـاه  
تركناه يبكي بعدما كان ضاحكاً *** فكم مذنب من كفه قد سللنـاه  
وكم أمل نلناه يـوم وقوفنـا *** وكم من أسير للمعاصي فككناه  
وكم قد رفعنا للإلـه مطالبـا *** ولا أحد ممن نحـب نسينـاه  
وخصصت الآباء والأهل بالدعا *** وكم صاحب دان وناء ذكرنـاه  
كذا فعل الحجاج هاتيك عـادة *** وما فعل الحجاج فيه فعلنـاه  
وظل إلى وقت الغروب وقوفنا *** وقيل ادفعوا فالكل منكم قبلناه  
 
الإفاضة والمبيت بمزدلفة وذكر الله عند المشعر  
 
أفيضوا وأنتم حامدون إلهكـم *** إلى مشعر جاء الكتاب بذكراه  
وسيروا إليه واذكروا الله عنده *** فسرنا وفي وقت العشاء نزلناه  
وفيه جمعنا مغرباً وعشاءهـا *** ترى عائداً جمعاً لجمع جمعناه  
وبتنا به حتى لقطنـا جمارنـا *** وربا شكرناه على ما هدانـاه  
ومنه أفضنا حيثما الناس قبلنا *** أفاضوا وغفران الإله طلبنـاه  
 
نزول منى والرمي والحلق والنحر  
 
ونحو منى ملنا بها كان عيدنـا *** ونلنا بها ما القلب كان تمنـاه  
فمن منكـم بالله عيـد عيدنـا *** فعيد منـى رب البريـة أعـلاه  
وفيه رمينـا للعقـاب جمارنـا *** ولا جرم إلا مع جمار رمينـاه  
وبالجمرة القصوى بدأنا وعندها *** حلقنا وقصرنا لشعر حضرنـاه  
ولما حلقنا حل لبـس مخيطنـا *** فيا حلقة منها المخيط لبسنـاه  
وفيها نحرنا الهدي طوعاً لربنا *** وإبليس لما أن نحرنـا نحرنـاه  
ومن بعدها يومان للرمي عاجلاً *** ففيها رمينـا والإلـه دعونـاه  
وإياه أرضينا برمـي جمارنـا *** وشيطاننا المرجوم ثم رجمنـاه  
وبالخيف أعطانا الإلـه أماننـا *** وأذهب عنا كل ما نحن نخشـاه  
 
النفرة من منى  
 
وردت إلى البيت الحرام وفودنا *** تحن له كالطير حـن لمـأواه  
وطفنا طوافا للإفاضة حولـه *** وفزنا به بعد الجمار وزرنـاه  
ومن بعد ما زرنا دخلناه دخلة *** كأنا دخلنا الخلد حين دخلنـاه  
ونلنا أمان الله عنـد دخولـه *** كذا أخبر القرآن فيما قرأنـاه  
فيا منزلاً قد كان أبرك منـزل *** نزلناه في الدنيا وبيتاً وطئنـاه  
ترى حجةً أخرى إليه ودخلـةً *** وهذا على درب الورى نتمناه  
فإخواننا ما كان أحلى دخولنا *** إليه ولبثـا فـي ذراه لبثنـاه  
 
طواف الإفاضة  
 
نطوف به والله يحصي طوافنـا *** ليسقط عنا ما نسينـا وأحصـاه  
وبالحجر الميمون عجنـا فإنـه *** لرب السما والأرض للخلق يمناه  
نقبلـه مـن حبـنـا لإلهـنـا *** وكم لثمة طي الطـواف لثمنـاه  
وذاك لنا يـوم القيامـة شاهـد *** وفيـه لنـا لله عهـد عهدنـاه  
ونستلم الركن اليمانـي طاعـة *** ونستغفر المولى إذا ما لمسنـاه  
وملتـزم فيـه التزمنـا لربنـا *** عهوداً وعقبى الله فيه لزمنـاه  
وكم موقف فيه يجاب لنا الدعـا *** دعونا به والقصد فيـه نوينـاه  
 
الصلاة بالمقام والشرب من زمزم والسعي  
 
وصلى بأركـان المقـام حجيجنـا *** وفي زمزم ماءً طهـوراً وردنـاه  
وفيه الشفا فيـه بلـوغ مرادنـا *** لما نحن ننويـه إذا مـا شربنـاه  
وبين الصفا والمروة الوفد قد سعى *** فإن تمام الحـج تكميـل مسعـاه  
فسبعاً سعاها سيد الرسـل قبلنـا *** ونحـن تبعنـاه فسبعـاً سعينـاه  
نهرول فـي أثنائهـا كـل مـرة *** فهذاك من فعل الرسـول فعلنـاه  
 
تمام الحج والتحلل الثاني  
 
وبعد تمـام الحـج والنسـك كلهـا *** حللنا وباقـي عيسنـا قـد أنخنـاه  
فمن شاء وافى الصيد والطيب والنسا *** وقـد تـم حـج للإلـه حججـنـاه  
ولما اعتمرنا كـان أبـرك عمرنـا *** زمانـا نـراه باعتمـار عمـرنـاه  
 
ذكر أقسام الدعاء بعد تمام النسك  
 
ولما قضينـا للإلـه مناسكـاً *** ذكرناه والمطلوب منه سألنـاه  
فمن طالب حظاً بدنيا فمـا لـه *** خـلاق بأخـراه إذا الله لاقـاه  
ومن طالب حسنا بدنيـا لدينـه *** وحسنـا بأخـراه وذاك يوفـاه  
وآخر لا يبغي مـن الله حاجـة *** سوى نظرة في وجهه يوم عقباه  
 
 
طواف الوداع  
 
وبات حجيج الله بالبيت محدقـاً *** ورحمة رب العرش ثمت تغشاه  
تداعت رفاقا بالرحيل فما تـرى *** سوى دمع عين بالدماء مزجنـاه  
لفرقة بيت الله والحجـر الـذي *** لأجلهما صعب الأمور سلكنـاه  
وودعت الحجاج بيـت إلههـا *** وكلهم تجري من الحزن عينـاه  
فللَّه كم باك وصاحـب حسـرة *** يـود بـأن الله كـان تـوفـاه  
فلو تشهد التوديع يومـاً لبيتـه *** فإن فراق البيت مـر وجدنـاه  
فمـا فرقـة الأولاد والله إنـه *** أمر وأدهى ذاك شيء خبرنـاه  
فمن لم يجرب ليس يعرف قدره *** فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه  
لقد صدعـت أكبادنـا وقلوبنـا *** لما نحن من مر الفراق شربنـاه  
والله لـولا أن نؤمـل عــودة *** إليه لذقنا الموت حيـن فجعنـاه  
 
ذكر الرحيل إلى طيبة وزيارة النبي عليه الصلاة والسلام  
 
ومن بعد ما طفنـا طـواف وداعنـا *** رحلنا لمغنى المصطفـى ومصـلاه  
ووالله لـو أن الأسنـة أشـرعـت *** وقامت حروب دونـه مـا تركنـاه  
ولـو أننـا علـى الـروس دونـه *** ومن دونه جفـن العيـون فرشنـاه  
وتملـك منـا بالوصـول رقبـانـا *** ويسلب منـا كـل شـيء ملكنـاه  
لكـان يسيـراً فـي محبـة أحمـد *** وبالروح لو يشرى الوصال شرينـاه  
ورب الورى لولا محمـد لـم نكـن *** لطيبـة نسعـى والركـاب شددنـاه  
ولولاه ما اشتقنـا العقيـق ولا قبـا *** ولولاه لـم نهـوى المدينـة لـولاه  
هو القصد إن غنـت بنجـد حداتنـا *** وإلا فمـا نجـد وسـلـع أردنــاه  
وما مكة والخيف قل لـي ولا منـى *** وما عرفـات قبـل شـرع أردنـاه  
بـه شرفـت تلـك الأماكـن كلهـا *** وربك قد خـص الحبيـب وأعطـاه  
لمسجـده سرنـا وشـدت رحالنـا *** وبيـن يديـه شوقنـا قـد كشفنـاه  
قطعنـا إليـه كـل بـر ومهـمـه *** ولا شاغـل إلا وعـنـا قطعـنـاه  
كـذا عزمـات السائريـن لطيـبـة *** رعى الله عزمـاً للحبيـب عزمنـاه  
وكم جبـل جزنـا ورمـل وحاجـز *** ولله كـم واد وشـعـب عبـرنـاه  
ترنحنـا الأشـواق نحـو محـمـد *** فنسري ولا ندري بما قـد سرينـاه  
ولمـا بـدا جـزع العقيـق رأيتنـا *** نشاوى سكـارى فارحيـن برؤيـاه  
شممنا نسيماً جاء من نحـو طيبـة *** فأهلاً وسهلاً يـا نسيمـا شممنـاه  
فقـد ملئـت منّـا القلـوب مسـرة *** وأي سرور مثل مـا قـد سررنـاه  
فوا عجبـاه كيـف قـرّت عيوننـا *** وقـد أيقنـت أن الحبيـب أتيـنـاه  
ولقيـاه منـا بَعـدَ بُعـدٍ تقـاربـت *** فـو الله لا لقيـا تـعـادل لقـيـاه  
وصلنـا إليـه واتصلنـا بقـربـه *** فلله مـا أحلـى وصـولاً وصلنـاه  
وقفنـا وسلمنـا علـيـه وإنــه *** ليسمعنا مـن غيـر شـك فدينـاه  
ورد علينـا بالـسـلام سلامـنـا *** وقد زادنا فـوق الـذي قـد بدأنـاه  
كذا كان خلق المصطفـى وصفاتـه *** بذك في الكتـب الصحـاح عرفنـاه  
وثـم دعـونـا للأحـبـة كلـهـم *** فكم من حبيب بالدعـاء خصصنـاه  
وملنـا لتسليـم الإماميـن عـنـده *** فإنهمـا حقـاً هـنـاك ضجيـعـاه  
  | 
                                | 
                                
                               
                                 | 
                                | 
                                 | 
                                
                                 
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				السيد عبد الرازق
			 
		
		
		
		
	
		
		
	
	
	 |