[البكري]

السلام عليكم

يظهر أننا لم نفلح في إيضاح مهمة (الخيمة الإسلامية) ولا المقصود منها، ولذلك أضطرني لتنبيه الاخوة والأخوات إلى ما يلي:

(الخيمة الإسلامية) ساحة حوار لمصلحة الإسلام والمسلمين، وهذا يعني باختصار أنها جسر لقاء لا تفريق، مما يقتضي البحث في أمور اللقاء والتفاهم، وتجنب التنقيب فيما يؤدي إلى التشاحن والاختلاف.

بعض قدامى المشاركين الذي حرموا من الاشتراك، وبعض المستجدين الذين نبهوا عدة مرات إلى مخالفة الضوابط والشروط، يعودون بأسماء موهومة، فهم نفس الأشخاص بأسماء متعددة، ولعلي أذكرهم بأننا نتغاضى عن هذا الأمر، ونتعامل مع كل اسم على حدة، ولكن ذلك لا يعني أننا لا نعرف من هو الذي وراء هذه الأسماء المتعددة، ولا يعني أن التغاضي سيستمر إلى ما لا نهاية.

بعض المشاركين يضيرهم البحث الموضوعي، كما يضيرهم ألا يكون بين المسلمين منافقين ولا مطعون عليهم في دين أو عقيدة أو سلوك، فتراهم حريصين على إثبات كفر هذا، وفسق هذا، وانحراف هذا، في مسائل هي في الأصل موضع اختلاف في الفهم بين الناس. ومثل هذا المنهج لا يتوافق مع سياسة الخيمة، ونحن مؤتمنون على تنفيذ سياستها، ونجتهد في ذلك ما استطعنا.

كنا قد نبهنا مراراً وتكراراً أن استخدام ألفاظ (القبوريين، الصوفيين، الوهابيين إلخ) على سبيل الاستهزاء والتعريض واللمز إلخ، ممنوع في خيمتنا، وسيؤدي بصاحبه إلى التوقيف عن المشاركة، ومع ذلك ما زال البعض يعمد إلى هذا الأسلوب، ولن نتهاون في شأن هؤلاء وشأن ما يقولون، بدون تحيز و تمييز.

اختلف المسلمون -ولأسباب سياسية بحتة- خلال التاريخ، وما زالوا مختلفين، وبعض الكتاب هنا يسعون لإبراز الوجه الإيجابي لشخصيات تاريخية، علمية وسياسية، بينما يتربص البعض الآخر بكل كلمة ليبرهن خلاف ما يدعيه الأولون، فإن كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب مصلحاً اجتماعياً عن البعض، فهو عدو لدود للأمة عند البعض الآخر، ولئن كان معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنهما) خليفةً مسلماً مجاهداً ذا فضل على المسلمين، فهو لا يستحق الرضوان عند فريق آخر يراه على نقيض ما يراه الطرف الأول، ولئن كان حجة الإسلام الغزالي (رحمه الله) عالماً عارفاً يستحق التبجيل والاحترام فهو عند فريق آخر منحرف مشبوه العقيدة مشوه السلوك.

لكل هؤلاء نقول: ابحثوا عن نقاط اللقاء، وتجنبوا اللمز والتعريض، لأننا لن نتهاون في التعرض ولا في التعريض للصحابة وللعلماء، ونحن ما زلنا عند قولنا، ولن يشفع لأحد أن يقول إنني نقلت عن غيري ولم أقل، لأن في كتب التاريخ وأقوال أهله كلام أكثر إيجابية مما نقل ومما قال في حق من لا يحب.