[ابن حوران]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عرجت على تلك الزاوية .. فوجدتها أشبه باستراحة (محاربين) ولكونهم من خيرة المحاربين ( طبعا و المحاربات) في الخيام .. فقد قرأت كل ما كتب و قيل في هذه الزاوية .. التي كانت بمثابة جلسة تقييمية من قِبل أكثر الأعضاء حرصا على ديمومة عطاء الخيمة .. والصعود بها الى الأفضل ..

استخلصت نمطين من الرؤى والأفكار لما هو قائم .. وكيفية التعامل معه:

النمط الأول : ينظرون الى الخيمة وكأنها خلية نحل، لأفرادها أدوار في الحراسة و جلب الرحيق و بذور اللقاح و الترفيه عن الملكة بجعل درجة الحرارة ملائمة لجو الخلية باستمرار.. وينظرون للملكة نظرة مشوبة بضبابية غير واضحة للتقصير في دورها .. محملين إياها مظاهر التطريد (أي تفسخ الخلية ومملكتها والهروب منها)

والنمط الثاني: يرى أن الخيمة أو الخيام .. هي كالمدينة بها أسواق وبها حكماء وشعراء .. تعرض البضائع فيها فينتقي من ينتقي بضاعته ويفاصل و يساعر من يريد الفرجة أو الشراء الفعلي .. ويأتي المدينة زوار .. ويرحل من المدينة من سكانها، ظنا أن البقاء فيها لم يعد طيبا ..

وأرى نفسي أكثر ميلا للنمط الثاني .. حيث يتكيف المواطن مع أعراف مدينته ويلتزم بإشارات المرور، ويخرج للشارع محتشما، دون أن يكون هناك شرطيا أو آمرا يأمره و ينهاه للالتزام بقوانين وآداب المدينة ..

وهذه الحالة لا تعبر عن إرادة فرد أو أفراد، ولا تعبر عن حالة جماعة واضحة المعالم .. بل تأتي من شعور من ينتمي للخيام أنه يروق له البقاء فيما بينهم، لحسن مجاورتهم و علو تهذيبهم ..

حقا هناك مقولة تنص : ( إنه ليس من المهم أن تكسب صديقا.. ولكن الأهم أن تحتفظ بذلك الصديق) .. ولكن بالمقابل فالمثل الذي يقول : (قد تستطيع أن تأخذ حصانا الى النهر، لكنك لن تستطيع إجباره على الشرب) .. التوفيق بين الحالتين هو مهمة إدارية بحتة ..

ليس لي على الإشراف أو إدارة الخيمة أي ملاحظة سلبية، وقد لا يروق للبعض أن أمتدحها .. لكن أعتبر بقائي كل تلك المدة مؤشرا على نجاحها .. وأنا المتصف بالنزق وإن كان يظهر علي الهدوء ..

احترامي و تقديري للجميع