(( صفحات تزهر بها العقول ))
أسئلة وجهناها للـــوافــــي
1/ الكتاب الذي غرس البذرة الأولى في بساتين حب المعرفة لديك؟
لا زلت أذكر أول كتاب قرأته دون أن يطلب مني أحد ذلك ، وكنتُ وقتها حريص على أن لا يقاطعني أحد خلال قراءتي له ، وهو كتاب " كليلة ودمنه " لعبد الله بن المقفع ، رغم ما قرأته بعد ذلك من نقد للكاتب والكتاب ، إلا أنه يبقى أول كتاب فتح لي آفاق المعرفة بأسلوب شيق وجذاب ( هكذا أراه ) ، ثم قرأت في مرحلة أخرى قصة رائعة لم تكتمل اسمها ( ثمانون عاما بحثا عن مخرج ) وللأسف لا يحضرني اسم كاتبها إلا أنني أذكر أنه توفي قبل إكمالها ، والطريف في الأمر أنني كتبت لها نهاية لازلت أحتفظ بها حتى اليوم ، ومع هذا كله لا يشك أحد أن كتاب الله الكريم هو أول كتاب قرأناه وغرس فينا حب القراءة والفهم .
2 / أنواع الكتب التي تقتنيها ؟ ولماذا ؟؟
نوعية الكتب التي يقرأها المرء ترتبط ارتباطا وثيقا بالمرحلة العمرية له وبالحاجة التي تدفعه إليها ، فالطالب الجامعي مثلا يكون مُجبرا على اقتناء أنواع محددة من الكتب في أبواب محددة من العلم وذلك للضرورة الدراسية ، وكذلك الأمر بالنسبة للباحثين في الدراسات العليا وللعاملين في المجالات الصحية والمهنية والاستشارات وغيرها ، وأصل من خلال ذلك كله إلى القول بأن مكتبتي بحمد الله عامرة بأصناف متعددة من الكتب وفي مجالات متعددة من العلوم والفنون المختلفة ، فلكل مرحلة مررت بها ظروفها التي جعلتني أقتني أو أقرأ هذا الكتاب أو ذاك ، ومؤخرا أقرأ في كتب " علم الإدارة " وبالتحديد ما يتعلق بعلم هندسة الإدارة أو ما يعرف بعلم ( الهندره ) لارتباط ذلك بحاجة مهنية عندي أريد إشباعها من خلال تلك الكتب .
3 / عمق الفكر البشري من أين يبدأ ؟؟؟
قد تكون إجابتي عن هذا السؤال خارج المعنى المراد منه ، ولكنني كتبت الإجابة بناء على فهمي الخاص له ، وعليه أقول :
الفكر هو في الأساس نتاج قيمٍ واتجاهات سلبية كانت أو إيجابية يكتسبها أو يتقمصها المرء خلال مسيرته في الحياة من المقروء والمشاهد والمسموع ، وللعاطفة والميول وقوة الشخصية أو ضعفها تأثير في زيادة أو نقص ذلك الفكر الذي قد يصل في مرحلة من المراحل ليكون معتقدا عند صاحبه لا يمكن تغييره أبدا ، حتى أننا قد نجد من النوابغ من أوصله فكره إلى الإلحاد – والعياذ بالله - أو إلى تبني أمر شاذ لا يُقرّه عقل ولا دين عليه .
وسأكتفي بما كتبته أعلاه كإجابة على هذا السؤال لأن ما بعده يمكن قراءته مما سبق .
4 / متى تستوفي الفائدة كاملة من أي كتاب تقرأه؟
فائدة أي كتاب نقرأه لا تُستوفى إلا عندما نطبق ما تعلمناه منه في واقعنا الذي نحياه مهما كانت نوعية تلك القراءة ، فإن كانت سيئة تجنبناها وإن كان نافعة عملنا بها وطبقناها.
5 / هل تشعر بأنك مطالب بتزكية علمك ؟ أم تكتفي بامتلاكه ؟
لا يوجد أحد من الناس يكره أن يكون موضع التقدير والثناء، لذلك نجد الغالبية منهم يشعرون بالانتقاص من قدرهم إذا لم يُقدم لهم الثناء ، معأن إنجاز الأعمال بصورة متقنة ودقيقة وبإخلاص وتفاني هو في حد ذاته تزكية للعمل من الله قبل أن تأتي التزكية من الناس ، وهذا لا يعني أن نترك ( الإشهار ) عن أعمالنا أو التعريف بها ، لأن أي عمل مهما كان عظيما لا بد أن يعرفه الآخرون ليستفيدوا منه وإلا أصبح كأن لا وجود له ، وهنا يكون الأمر أكثر حساسية في التفريق ما بين أن أبيّن للآخرين ما عملته وأنجزته ليعرفوه ، وبين أن أمتنع عن فعل ذلك فيكون في ذلك هدمٌ للجهد الذي بذلته ، لهذا كله أجد أن هناك فارق لا يكاد يرى بين أن أزكي عملي وبين أن أعرضه على الآخرين ، وأميل إلى الثانية لأنني لولم أفعل ذلك كنت كمن يصنع الجواهر والدرر ويفنها في رمال متحركة .
6 / ما الفرق بين الدراسة الأكاديمية والثقافة ؟ وأيهما يفرض نفسه أكثر؟
الدراسات الأكاديمية غالبا ما تكون في جزئية صغيرة من أحد العلوم يتم دراستها بصورة معمقة ومستفيضة ، ومع أن تلك الدراسات ذات مردود كبير على الشخص الذي يجريها أو يقوم بها من حيث الفائدة العلمية التي يكسبها من خلالها إلا أنها للأسف تبقى غالبا حبيسة الغلاف الذي يحيط بها إن لم تكن تمس واقعا يمكن أن تطبق فيه ، وأما الثقافة العامة بمفهومها الكبير فهي باب واسع يكون فيه المرء حرا من قيود الدراسات الأكاديمية فيتنقل من خلالها من علم إلى علم ومن فن إلى فن وفق احتياجه أو ميوله الخاصة أو ما يمليه عليه الواقع الذي يعيشه أو يتعامل معه ، ودون قيود تربطه بهذا النوع من العلوم أو ذاك ، في حين أن الدراسات الأكاديمية قد تفرض بطريقة أو بأخرى نمطا معينا على أسلوب ونمطية تفكير من قام بها ، وقد تستمر معه حتى بعد الانتهاء منها كمنهج حياة ، وبالذات في العلو الشرعية والإنسانية على وجه الخصوص .
7 / أي أنواع الشعر هو المفضل لديك؟ ومن هو شاعرك المفضل؟
الشعر عندي هو ما تحقق فيه شرطين أساسيين هما ( الوزن والقافية )
وما عداه لا أراه شعرا حتى وإن قيل عنه ذلك ، وهناك نوعين من الشعر تعارف عليهما الناس هما ( الفصيح والعامي " النبطي" ) والمتذوق لأي من النوعين أو كلاهما يستطيع أن يجد صورا جمالية رائعة ، وبناء محبوكا في القصائد الجيدة منه .
أما عن شاعري المفضل فهم كُثر، ولكنني سأذكر منهم شاعر العراق الكبير ( محمد مهدي الجواهري ) والشاعر السعودي ( يحي توفيق ) وأما في النبطي فأذكر ( دائم السيف ) و ( حامد زيد ) والأخير في شعره معاناة تشعر بها حتى وإن لم يصرّح بها .
8- كتاب قرأته وتمنيت أن يقرائه معك الكثيرون ما هو؟؟؟
كتاب [ لا تحزن ] للشيخ الدكتور / عائض القرني