عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 14-11-2000, 11:19 PM
TEACHER TEACHER غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 88
Post

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد:
الأخوة الكرام
إن ما يتوهمه البعض عن الإمام الطبري بالذات غير صحيح لأن قصة الإمام الطبري مشهورة في معركته مع المجسمة بل هو من المنزهين لله عن الجهة بأي وجه من الوجوه وكما قال الإمام النووي وذكره ايضا بحروفه الإمام القرطبي مقرا له عازيا الكلام لنفسه هو التالي:


قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) ونحوه ليست على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم، فمن قال بإثبات جهة فوق من غير تحديد ولا تكييف من المحدثين والفقهاء والمتكلمين تأول في السماء أي على السماء.
ومن قال من دهماء النظار والمتكلمين وأصحاب التنزيه بنفي الحد واستحالة الجهة في حقه سبحانه وتعالى تأولوها تأويلات بحسب مقتضاها، وذكر نحو ما سبق قال: ويا ليت شعري ما الذي جمع أهل السنة؟ والحق كلهم على وجوب الإمساك عن الفكر في الذات كما أمروا وسكتوا لحيرة العقل واتفقوا على تحريم التكييف والتشكيل، وأن ذلك من وقوفهم وإمساكهم غير شاك في الوجود والموجود وغير قادح في التوحيد بل هو حقيقته، ثم تسامح بعضهم بإثبات الجهة خاشياً من مثل هذا التسامح، وهل بين التكييف وإثبات الجهات فرق؟ لكن إطلاق ما أطلقه الشرع من أنه القاهر فوق عباده، وأنه استوى على العرش مع التمسك بالاَية الجامعة للتنزيه الكلي الذي لا يصح في المعقول غيره وهو قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} عصمة لمن وفقه الله تعالى. وهذا كلام القاضي رحمه الله تعالى.
ولا حاجة بنا للتعريف بالقاضي عياض مؤلف كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى
والحمد لله رب العالمين