عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 17-11-2000, 09:49 AM
أبو دلال أبو دلال غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 25
Post

اثر مالك الدار ضعيف كما بينه الشيخ الالباني في كتاب التوسل.
اما خطاب ابو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلا يلزم منه السماع ولو كان الامر كذلك لتكرر ذلك منه رضي الله عنه .
واسمح لي بأن أزيد الأمر بيانا فأقول إن الكلام بضمير المخاطب لا يلزم منه سماع من قصد بالخطاب ، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول حين يرى الهلال : " اللهم أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربنا وربك الله " .
وعلم النبي صلى الله عليه وسلم صحابته أن يقولوا في التشهد : " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " مع أن النبي لا يسمعهم إذا قالوا ذلك لكونه بعيدا عنهم سواء كانوا خارج المسجد أو في غزاة ونحو ذلك ، ولكون دعاء التشهد يقال سرا .
وكذلك المصلي يسلم في آخر صلاته على الإمام والمأمومين والحفظة من الملائكة ويقول سرا : " السلام عليكم ورحمة الله " ، مع أنهم لا يسمعون تسليمه .
وقد يكون الخطاب لتنبيه الحاضرين إلى فائدة ما ، ولا يكون المقصود بالخطاب هو المخاطب بضمير الخطاب ، كما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم فقال صلى الله عليه وسلم : " إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " .
قال ابن حجر في الفتح : وفيه وقوع الخطاب للغير وإرادة غيره بذلك ، وكل منهما مأخوذ من مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم ولده مع أنه في تلك الحالة لم يكن ممن يفهم الخطاب لوجهين : أحدهما صغره ، والثاني نزاعه . وإنما أراد بالخطاب غيره من الحاضرين إشارة إلى أن ذلك لم يدخل في نهيه السابق (أي نهيه عن البكاء أو النياحة) . انتهى
وقد ثبت في الصحيحين أن عمر بن الخطاب خاطب الحجر الأسود مع أن الحجر لا يسمع : " والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " .
فالكلام بضمير الخطاب لا يلزم منه سماع المخاطب وهذا سائغ في اللغة العربية ، فالعرب كانوا في أوج قوة اللغة العربية يخاطبون الديار على بعد المزار .
إذن فما بقي إلا أن نقول أن خطاب أهل القبور عند دخول المقبرة وخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم في التشهد لا يعني أنهم يسمعون بل هو أمر تعبدي ، وأن المقصودون بذلك قد أنزلوا منزلة من له سمع ففي هذا مزيد استشعار لما يدعو به الداعي ، أو تنبيه لطيف للحاضرين إلى فائدة ما ، والله أعلم .