[أبو عاصم]

أختي العزيزة وفقك الله وشافاك .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

لقد شدتي قصتك ، وتألمت كثيرا لما قرأت من تأثيرهاالنفسي عليك

إلا أنني أقول لك .. ولمن يعيش بعض المصائب البدنية من مرض أو إعاقة أو غيرها ... أو مصائب مالية ... أو مصائب أسرية أو ..
أو ...

أقول لك .. ولكل هؤلاء أبشروا ... فما اصابكم من مصيبة .. واحتسبتم الاجر عند الله ... إلا حصل لكم الخير الكثير .. ولكم في رسول الله أسوة حسنة ، فقد ابتلي بأشد أنواع البلوى ، فصبر صلى الله عليه وسلم، وكانت البلوى سنة الأنبياء ، فلم تخلوا قصص

الأنبياء عليهم السلام من ذكر تلك الأمور ،وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم ، وألأئمة الأعلام كشيخ الاسلام ، والإمام أحمد رحمهم الله وغيرهم، ألم يقول رسول الهدي صلى الله عليه وسلم [أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالامثل]

لذلك فاعتبري أن هذا المرض نعمةمن الله، فهو خير لك إن صبرتي واحتسبي. كما أنني احذرك من الجزع والتأفف والضجر ، وعدم الصبر

لأن هذه الأمور تضر ولا تنفع ألم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم [ عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابه خير فشكر فكان خيرا له ، وإن أصابه شر فصبر فكان خيراً]

فلا تيأسي أختي الفاضلة .. فقد حذر المولى من اليأس فقال سبحانه وتعالى {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } أنا أعلم أنك مؤمنة بالقضاء والقدر ... لكنني أذكرك بهذا حبا للخير لك وخوفا عليك من اليأس.. فلا تيأسي فالله خلقك من ضعف .. من ماء مهين ..

أليس بقادر على أن يشافيك ، ويرد الصحة إليك .. بلى قادر.. بل قادر على أن يحيي الموتى ..بلى قادر على أعظم من ذلك
وقال تعالى{ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون} فهو اختبار من الله لنا هل نصبر ونحتسب . ونكثر من التوجه إليه وحده بالدعاء في السجود ، في الثلث الآخر من الليل .. في صلاة الوتر .. في كل حال ... أم لا ..؟
وأوصيك أختي الغالية بالصلاة فقد قال سبحانه{إن الانسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين}
وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال [أرحنا بها يا بلال
واقرئي هذه الآيات بتدبر وانظري متى جاء الفرج قال تعالى فيمن سبقناعند البلاء {مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا متى نصر الله إلا إن نصر الله قريب} فابشري ففرج الله قريب . وقال سبحانه{حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد باسنا عن القوم المجرمين} فنصر الله قريب وشفاءه حاصل بإذن الله فلا تقلقي .. ولا تحزني
أختي العزيزة .. وأوصيك بتقوى الله القائل {ومن يتق الله يجعل له مخرجاويرزقه من حيث لا يحتسب} فالتقوى هي علاج كل الامراض والمصائب والمشاكل البدنية والنفسية والأسرية ...

والتقوى ، كما قال السلف : الخوف من الجليل (الله) والعمل بالتنزيل (القرآن والسنة) والرضى بالقليل والاستعداد للرحيل .

فلا تنظري أختي في الله للحياة بنظرات قاتمة فتيأسي وتقنطي فالفرج قريب ، وليكن إمانك بالله قويا، وأنسي بصلة الكريم المنان ، وأسأليه من فضله الواسع .. وألحي في الدعاء ..

ولا تستبطيئ الفرج والعافية والشفاء .. فربك أعلم بمصلحتك منك .. فهو الذي خلقك سبحانه..

ووأوصيك بالدعاء .. الدعاء سلاح المؤمن قال تعال {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} وقال سبحانه{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الدع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} فاستجيبي لهذه الأمور، وهذه الوصايا.. وجددي إيمانك بالله ..

وأعلمي أن لك في الدعاء ثلاث فوائد ، إلم تحصل كلها حصل بعضها، هي :
1- أن يتقبل الله الدعاء ويشافيك ، وهذا مطلب عظيم .

2- أن يرد الله بالدعاء عنك مصيبة وأمرنا عظيما كان سيقع بك ، وهذا مطلب أعظم مما سبق .

3- أن يدخر الله لك الدعاء الأجر ليوم القيامة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، إلا من أتي الله بقلب سليم ، في ذلك اليوم يتمنى كل أحد .. أن دعاءه أدخر له في ذلك اليوم ...

فالدعاء مهم وسلاح عظيم أهمله البعض .. والله كما نعلم يحب من يسأله ويدعوه ويلح في الدعاء .. ويغضب ممن لا يدعوه ولا يسأله ..

أسأل الله لك ولجميع المسلمين العافية ... اللهم عافها .. اللهم اشف اختنا مما تعاني ... اللهم اسعدها بالشفاء منك ياسميع يا مجيب .. يا حي يا قيوم ... الله من عليها بالعافية .... رد الفرحة والبسمة على وجهها .. اللهم أعنا وإياها على الصبر عند الضر ، والشكر عن النعمة . اللهم ثبتنا وإياها على القول الثابت .

زالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

محبكم في الله/أبو عاصم