الأخت العزيزة زمرد،
عافاك الله مما تجدين، وقواك على ألم المرض، ورزقك الصبر، فالصبر مفتاح الفرج.
اصبري واحتسبي، فقد ورد عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الشوكة تصيب المسلم فيصبر عليها يغفر الله بها بعض المعاصي (هذا معنى الحديث وليس نصه)، وكما قال الإخوة فليكن لك في رسول الله وإخوانه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم الأسوة الحسنة، وتحضرني قصة تُروى (لا أعرف مدى صحتها) ولكن فلتستأنسي بها:
ابتلى الله رجلاً عابداً في جسده، فتقطعت يداه، وصار عالة على أهله، وهو صابر، فزاده الله بلاء فتقطعت رجلاه وهو صابر، ولكن أهله لم يصبروا عليه فالقوه خارج البيت بين القاذورات، فابتلاه الله زيادة فجاءت دبابير وبدأت تلسع جلدة رأسه، وهو صابر يقول:
ربي .. قد صببت عليّ البلاء صبا .. وما ازددت فيك إلا حبا.
فانظري (إن صحّت القصة) كيف نسيَ آلامه ووثق بالله.
وفي الختام ليس لي إلا ان أدعو الله لك بالشفاء السريع والسلامة في الدنيا والآخرة، وأن يجعل لك في الجنة قصراً من زمرد وياقوت إنه على كل شىء قدير.
ولقد صدق من قال:
سبحان من أشقى وأسعد عبده.......واذاقه حلواً ومرّ الحنظل
وأعزه وأذله وكم ابتلى.......من مؤمن متعبد متبتل
فاحمد إلهك في المصيبة واصطبر.......أثبت، توكل، ما ابتليت وحوقلِ
إن البلايا لا تغادر مسلما......إن كان بالعصيان يُعرف أو ولي
والله من وراء القصد.
|