عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 13-03-2001, 08:44 PM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
Post بيان العمل بالحديث الضعيف

بســــــــــــــم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــم

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله الذي لم يزل بالإنعام منعما وبالجود موصوفا وبالإحسان محسنا جواد لا يبخل وغني لا يفتقر، واحدٌ أحد لا ند ولا شبيه ولا مثيل له، تعالى الله عن الأضداد والمشابهات سبحانه كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، والصلاة السلام الأتمَّان الأكملان على الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما كثيرا.. وبعد

إن السنة النبوية الشريفة هي المصدر التشريعي الإسلامي الثاني بعد كتاب الله عز وجل، فكم عنيَ به علماء هذه الأمة من الحفاظ والمحدثين بتنقيح الحديث وتنقيته من الكذب والوضع المشين على سيد المرسلين وقائد الغر المحجلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قسموا الحديث حسب رجاله الذين يروونه من كان منهم ثقة عادل ضابط لما يحفظ اعتمد عليه، ومن خالف ذلك إما جعلون حسن أو ضيف وهذا يترتب على حال الرواة من باب علم الجرح والتعديل وهو أحد علوم الحديث الشريف .

بالنسبة الضعيف وهو ما خالف أحد شروط الحديث الصحيح من اتصال في السند أو الضبط أو العدالة أو وجد فيه شذوذ و وجد له علة قادحة، فهل هذا النوع من الحديث يعمل فيه من باب فضائل الأعمال والترغيب والترهيب وفي الأحكام؟؟

بالنسبة للحديث الضعيف يعمل به في باب الترغيب والترهيب ومن باب الحث على الأعمال الصالحة وفضائلها من غير أن تذكر الحديث بصورة قطعية بل تذكره بصورة تمريضية بأن تقول "يروى" و "قيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" وهكذا فيفهم منه أنه حديث ضعيف، وهذا هو عمل الحفاظ وعلماء هذه الأمة .

طبعا لا يذكر الأحاديث المكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمكذوبة بل يذكر وضعها ومنكرها ومتروكها وبيَّن سبب وضعها والواهي الذي فيه المتهم بالكذب .

والحديث الضعيف يقع على مراتب منها الضعيف أو المضعَّف أو الليّن وهو الذي فيه ضعفٌ خفيف فهذا يحتج به عند كثير من الأئمة في الأحكام تصريحا ويقال عنه "صالح" يعني صالح الإحتجاج وهذا هو الأعم والأشمل عند المحدثين والحفاظ من العلماء .

والثاني وهو المتوسط الضعفِ الذي فيه سيء الحفظ أو المضطرب وما في معناهما فهما يدخلان في باب الترغيب والترهيب وفضائل الأعمال وهذا هو رأي كثير من العلماء قالوا به ....

ثم نستعرض على حضراتكم النصوص في العمل بالحديث الضعيف في الأحكام وفي غيرها من فضائل الأعمال والترغيب والترهيب من قول العلماء المتأخرين والمتقدمين .

نبدأ بعد الإستعانة بالله العلي القدير نقول .

روى الهروي في ذم الكلام جزء الثاني صفحة 179-180، عن عبدالله بم أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: رجلٌ وقعت له مسألة وفي البلد رجل من أهل الحديث فيه ضعف، وفقيه من أهل الرأي، أيهما يسأل؟
قال: لا يسأل أهل الرأي، ضعيف الحديث خير من قوي الرأي .

وقال محمد بن حزم في كتابه " الإحكام في أصول الأحكام" جزء السابع صفحة 45:
"قال أبو حنيفة: الخبر الضعيف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى من القياس، ولا يحل القياس مع وجوده" .

على الرغم من أن محمد بن حزم متشدد إلا أنه لم يخالف الأئمه هنا ونجد من يصرح بالعمل بالحديث الضعيف إذا لم يوجد في الباب غيره .

وكان الإمام الشافعي رضي الله عنه يحتج بالمراسيل إن لم يجد سواهم هذا كما ذكر شيخ الإسلام تاج الدين السبكي .

وذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء جزء السابع صفحة 114 أن الإمام الأوزاعي يحتج بالمقاطيع ومراسيل أهل الشام .

وفي شرح الكوكب المنير (2/573) قال الخلال: " ومذهبه ــ أي الإمام أحمدــ أن الحديث الضعيف إذا لم يكن له معارض قال به ..الخ" .

وفي رواية قال: طريقي لست أخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب ما يدفعه .

وقال القاضي أبو بعلى: قد أطلق أحمد القول في الأخذ بالحديث الضعيف .

وقال: قال أحمد: الناس كلهم أكفاء إلا الحائك والحجام والكساح، فقيل له: تأخذ بحديث "كل الناس أكفاء" وأنت تضعفه؟
قال الإمام أحمد: إنما نضعف إسناده ولكن العمل عليه .

إن كلام الإمام أحمد هذا فيه رد قوي لمن ينكر العمل بالحديث الضعيف .
نكتفي هنا وسوف نستعرض عليكم أقوال العلماء الحفاظ من المتأخرين .
فتابعونا ....