[أحمد علوي]

-
الأخ السائل الكريم .. حفظك الله من كل سوء ..وبارك في حياتك ..

أولاً : لا أدري ماذا سأقول بعد كلام الأخوين الكريمين فقد أجادا وأفادا ..

ثانياً : أضم صوتي لصوت أخي أبو عاصم بضرورة قراءة ما جاء في الموضوع الأول الذي أشار إليه فقد أبدع الأخوة هناك حول هذه النقطة ..

ثالثاً : إن كان لي من كلمة إضافية هنا فهي كالتالي ، ولكني أستحلفك ابتداءً أن تجمع معي قلبك لتعي ما سأهمس به في أذن روحك :

أخي الحبيب : الحياة فرصة ثمينة وغالية ..
والعاقل الفطن ( الذي اعتقد جازماً أنه سينتقل بعد الموت إما إلى جنة ـ وإما إلى نار ) يوطن نفسه أن هذه الحياة الدنيا مزرعة يزرع فيها ليحصد الثمار هناك ..
ولذا كان بعض الصالحين كلما استيقظ ونفض رأسه من النوم بادر يحمد الله ويثني عليه , يبالغ في الحمد والثناء ، ويقول :
... هذا يوم جديد أنعم الله به عليّ لأضيف إلى رصيد حسناتي حسنات جديدة ، فلابد أن أُري الله مني خيراً في هذا اليوم .. ثم يشمر لينافس المتنافسين في أعمال خير كثيرة ومتنوعة في هذا اليوم ..!

_ بالله عليك : مثل هذا الإنسان هل يمكن أن يفكر بمثل ما تفكر به ؟ وهل يمكن أن تتبادر إلى رأسه مثل هذه الأسئلة ؟ هو أبعد ما يكون عن هذه الدائرة كلها .. إنه طائر إلى الله ، مرفرف في الأعالي ، يعتبر كل يوم بمثابة حياة جديدة لابد أن يملأها بالخيرات ..

وصدقني أن حياة مثل هذا الإنسان تغدو شيئاً عجيباً لا تصفه الكلمات ، لأنه يعيش أرعاً وعشرين ساعة في أجواء ملائكية معطرة ربانية ..فهل تعتقد أن في الدنيا من هو أسعد من هذا ...؟ أما أنا فأقسم بالله العظيم أن لا ..مهما زخرف وبهرج أهل الباطل باطلهم ..

قيل للحسن البصري : يا أبا سعيد متى العيد ؟ فقال : كل يومٍ لا أعصي الله فيه ، فهو عيد ..!
أرأيت ؟! كل يوم هو في عيد ..فكيف يمكن أن يفكر بمثل هذه الأفكار الغريبة ..؟!
وتقبل تحياتي وسلامي ..