دموع على شحوب الشمس
مفتتح :
كانت الشمس في الحروب قديمًا
تصدع الجند أو تذيب الرؤوس
حالها اليوم في الحوانيت تلهو
فتهاوى المجد في نبيذ الكؤوس
***
تُملأ الأرض والسماء ترابا
ترسل الشمس للبلاد خطابا
انتهى العهد يا بَنيّ وداعًا
لست أنوي إلى السماء إيابا
ذلة الشمس والأنام تراها
تستجدي من الظلام ثقابا
والثقاب التي في البنان استحالت
شعلة تحرّق الأثوابا
***
ارحلي اليوم عن سماء المشارق
واتركي البحر في استلاب الزوارقْ
عاتبتك الزروع أهلكيها هيا
صار من شدا بمجدك مارق ؟
أترى ثبتوك في الغروب أجيبي؟
وغدًا تختفين في كف سارق
بين شمس ترى الصديق عدوًا
وغروب خائن تذوب الفوارق
***
أترى نضرب التراب بيأس ٍ
فتعودين منه والكنوز الدفينه ؟
وتنيرين الدروب في ألف بحر
يزدهي النور في عناق السفينه ؟
يرفل الطير في مدائن زهر ٍ
يَنبُتُ الحب في ربوع المدينه ؟
ربما ، لكن لم الطفل باك ٍ ؟
أترى أحاطت به( الأيادي الأمينه) ؟
***
مختتم :
همة الشمس أن تجفف نبعًا
أو تصيد المكافحين جميعا
وتراها إن أشرقت فوق ربع ٍ
تشفط الغيث أو تذيب الربيعا
والزروع التي في فناها
كل فرع بها يخر صريعا
كانت الشمس في السماء قتامًا
تنبت الموت والحجاب المنيعا
***