قصيدة قالها مواطن سعودي مقهور جادت بها قريحته فور سماعه للخبر .
يا خادم الحرمين لو أبصرتنـــا # لرأيت شــــعباً معوز يتطلب
يا خادم الحـرمين إن بطانـــةً # في جوفِ قصركَ للمــعاليْ تنهبُ
يا خادم الحرمين إن حقوقنـــا # في سوقِ أسهُـمِكُم تباع وتُغصبُ
أو ما رأيت الهمَ يعلو ثلــــةً # من أهلِ شعبكَ والأراملُ تَنْحَـبُ
وكذا اليتيمُ المستدينُ للقمـــةٍٍ # وكذا الفقيرُ المعوزُ المُتَطَلِـــبُ
أُخذتْ حقوقهمُ بغيرِ جريـــرةٍ # وبدونِ ذنبٍ والعيونُ تَرقّـــبُ
أموالنا جمدتُـمــــوها عنوةً # ما بين تحـقيقٍ وعـــدلٌ غائبُ
مضتِ السُـنونَ ولم تحركْ ساكناً # لم نَسرقِ الأمـــوالَ حتى تُنهبُ
الله أعلمُ كيف أُشْــــقينا بها # قرشٌ على قرشٍ ودينٍ يُــضرَبُ
ومساهماتُ الشعبُ أضـحتْ لعبةً # فحقُوقُهمْ يُعثى بها وتُســــرَّبُ
أبمثلِ هذا العدلِ بايعناكـــمُ ؟ # هل يَستبيحَ الحقَ نذلٌ أجــربُ ؟
هل تغلقُ الأبوابُ دون حـقوقنا # وتُهانَ أعراضٌ وحقٌ يُسلَــــبُ
أما المســاكن شيدت بقصورها # في الشــام منها والحجى مستغرب
يا خادم الحرمين بانتْ حــــرةٌ # من زوجـها والطفلُ يصرخُ يصخبُ
أرهقتـــموهمْ بالديونِ وحقُهم # بين البــــنوكِ وفي المحاكمِ يحجبُ
يا خــــادم الحرمين إن ديوننا # زادتْ وكافأتمْ بها المتـــــسببُ
يا خادم الحرمين بُح صُراخُـــنا # والدمعُ في العيــنينِ أصبحَ أجْدبُ
بكتِ العيونُ مع القلوبِ تحــسرا # فـــدموعنا بدمــائنا تَتَـسكَّبُ
يا خادم الحرمين ناشــــدناكمُ # بالله ذو البـأسِ الشــديدِ الأغلبُ
أين الخــطاباتُ التي قلتمْ لــنا # إن المظالمَ تُستردُ وتُجلَــــــبُ
أوما أخـذتَ العهدَ أنَّ سبيلكـم # شرعُ الكتابِ وللشريعةِ تنـــدُبُ
عـمَّ الفســـادُ إدارةً وحكومةً # فالْـمُكْسُ فيها والرشــاوى تطلبُ
لكنــني يحـــدُونني أملٌ بأنْ # يُـنْـزعْ فتيلُ الفِسقِ بل ويُـحاسبُ
وتُـعـادُ هاتيـك الحقوقُ لأهلها # ويُـعزُ مظــلومٌ ويُـقهرُ أخْــيبُ
يا خادم الحرمين نخــــشى فتنةً # الجهـــــلُ يعلو للعقولِ ويغلبُ
قهـــرُ الرجالِ إذا همُ ظُلموا به # فالموتُ أشــــرفُ للرجالِ وأطيبُ
يا خادم الحرمين إن دعائنَــــا # وقتَ الإجابةِ لا يردُ ويُحْجَــــبُ
ولقدْ أتانا من كلامِ نبِيــِـــنا # قولٌ صدوقٌ صادقٌ لا يَكـــذِبُ
إن الظلومَ الغاشمَ المتـــكبِـرُ # يُصلى جهنمُ نارُها تَتَلهَّـــــبُ
والظلمُ إنْ سادَ العبادَ في دولــةٍ # فإلى الزوالِ ملِيكُها والمــــذنِبُ
والعدلُ أنْ عمَّ البـلادَ بكفرِهـا # فالنــصرُ للسلــطانِ حقٌ أوْجَبُ
يا خـــادم الحرمين لم نمدحكمُ # فالمدحُ في الشـــفتينِ أصبحَ غائبُ
لكنه ألمٌ تفـــــجَّر داخـلي # ما بين نصحٍ قُـلتُـه ومعـــاتبُ
قد يجهلُ الابنُ الصــغير بنصحه # لكنْ أباه بحــلمهِ يســـتوعبُ