بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
إلى الصميدع،
الرد عليك من عدة وجوه:
الوجه الأول:
هذا ما استطعت عليه، أن تنفي أن يكون هذا الكلام لأحمد بن حنبل لأنه ليس من واحد من كتبه، معنى ذلك أن كل مسائل الفقه الحنبلي المنقولة عن الإمام أحمد وغير موجودة في كتبه ستنكر على حسب قاعدتك، هل ألف أحمد بن حنبل كناباً في أحكام الحج والزكاة والصيام والبيوع؟
يا "صميدع" كلما ضيقنا عليكم خناق الأدلة أتيتمونا بقواعد في الفقه والعقيدة ما أنزل الله بها من سلطان، كقاعدتك هذه.
على كل نحن أتينا بنقل عن أحمد من كتاب معتبر عند الحنابلة، الإنصاف "ج2/456"، نفيك لهذا النقل من غير أن تدلل عليه يعني التقول في دين الله بغير علم.
الوجه الثاني:
نقل عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "العلل ومعرفة الرجال" ج2/492:
"سألته (أي الإمام أحمد) عن الرجل يمس منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا يريد بذلك التقرب إلى الله جل وعز فقال لا بأس بذلك".
ماذا ستقول الآن يا صميدع، هل ستنفي هذا عن أحمد على حسب قاعدتك، أم ستنفي الكتاب بأكمله؟
الوجه الثالث:
فقط قلت أن هذا لم يثبت عن أحمد، فماذا تقول عن البقية الذين نقلنا عنهم؟ هل هؤلاء لا يعنوك بشىء وليسوا من علماء المسلمين؟ ها يا صميدع، أمامك أكثر من ثلاثين غير الإمام الأحمد منهم ماذا نفعل بقوالهم، أم أنهم لا وزن لهم عندك فلا يُعبأ بما قالوا؟
أنصحك لوجه الله تعالى أن تنزع عن وجهك الغطاء الكثيف الذي يمنعك من رؤية الحق، ولن يدفع عنك ابن تيمية يوم القيامة شيئاً في مقابل هؤلاء العلماء، فراجع نفسك خير لك من هذه التخبطات التي تحاول بها نفي صحة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
وأرجو قبل أن ترد على كلامي هذا أن تقرأه جيداً وتمعن النظر فيه.
والله من وراء القصد.
|